• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

دور الوالدين في النزاع بين الإخوة

دور الوالدين في النزاع بين الإخوة

الابتعاد... ثمّ الابتعاد لأنّه القاعدة الأساسية يجب أن يتبعها الأهل عندما ينشب الصراع بين الأبناء، حتى لا يقعا بسهولة في فخ أن يكونا القاضي والشاهد والحكم، وهذا ما يجعلهما الطرف الخاسر، وربما يقويا بذلك شعور النقمة عند الأبناء في حال إلقاء اللوم على طرف دون الآخر. وبدلاً من ذلك يمكنهما لعب دور فعّال بتعليم الأبناء كيفية حل الخلافات وحسمها بطريقة عادلة ترضى جميع الأطراف، لأنّ الهدف من ذلك ليس النيل من طرف دون الآخر، بل الإفادة من المفاوضات لاكتساب القدرة على العمل والعيش معاً مرة أخرى.

وهنا نؤكد على أمر مهم على الأبوين الانتباه إليه، وهو أن يقتصر حديثهما مع الأبناء عند حدوث أي خلاف على موضوع الخلاف أو السلوك العدواني، وليس على شخص الطفل بحد ذاته، وأفضل ما يمكن فعله إزاء ذلك، محاولة اجتماع الأسرة لحل أي نزاع، لأنّ هذه الطريقة تلقنهم درساً في معرفة كيفية تجنب الصراعات. والهدف من ذلك مناقشة قضايا الأسرة والتفاوض للوصول إلى حلٍّ وسط عندما تقتضي الضرورة، وأن تتسم هذه الاجتماعات بما يلي:

احترام رأي كلّ فرد، وأن ينال كلّ واحد فرصته للتعبير عن مشاعره بحرِّية.

أن يسود الصمت والإصغاء، وعد السماح بأي استخفاف أو استفزاز.

تعويد الأبناء على الاعتراف بالخطأ، ولو كان هذا من أصعب الأمور، لأنّه لا شيء يساعد في حسم الخلاف أكثر من الاعتراف الصادق.

سوف ندرك في نهاية المطاف، أنّ فقدان الحب، أو عدم توزيعه بالعدل بين الأبناء، ما هو إلّا أحد أشكال الخسارة التي لا يمكن تلافيها. وسندرك أيضاً أنّ الحب يمتد ليتعدى حب الأُم لأبنائها، فيصبحون أصدقاء أيضاً.

ولكن الأهم، أنّنا سندرك أنّ معظم الحب الذي نتلقاه في هذا العالم، سيكون قائماً على حب مَن يتوجب علينا مشاركتهم – تلك المشاركة التي تبدأ من المنزل مع أشقائنا – ولنعلّم أبناءنا أنّهم كإخوة ينمون كأغصان الأشجار في اتجاهات مختلفة، غير أنّ جذورهم تبقى واحدة، وأنّ حياة كلّ منهم سوف تبقى دائماً جزءاً خاصاً من حياة الآخر.

 

الكاتب: ناصر الشافعي

المصدر: كتاب موسوعة مشكلات الطفل وسُبُل علاجها في البيت والمدرسة 

ارسال التعليق

Top