• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الأخبار السيئة ومعاناة الخوف المزمن

أسرة البلاغ

الأخبار السيئة ومعاناة الخوف المزمن

◄مشكلتي هي إنني أعاني من مشكلة الخوف من 5 سنوات بعد تعرضي لحالة نفسية وأنا الآن في الغربة وتطورت الحالة بحيث إذا سمعت خبر مزعج يرتعش جسدي ورأسي مما يؤدي ذلك الى إرتفاع في ضغط العين وصداع مستمر واذا ما أهتم أو ما أسمع أخبار مزعجة أكون أحسن. أريد حلاً أرجوكم.

 

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد
أمامك خياران، الأول: طالما أن الأخبار السيئة تؤذيك فابتعدي عنها ولاتسمعيها، وبدلاً من ذلك إستمعي وشاهدي البرامج المريحة والمفرحة، وهذا حل مؤقت حتى تتجاوزي الأزمة.
الثاني: أن تسمعي الأخبار جيدها وسيئها ولكن دون الإكتراث الى سيئها ويكون ذلك بتفهم جديد للأمور وتصحيح الأفكار حولها، ومن ذلك :
1- أن تفهمي أن الحياة هي هذه دوماً، لم تكن يوماً كلها افراح ولاكلها أتراح، فالحياة فيها حلو ومر، وهذه هي طبيعتها فلايجب أن نتوقع منها غير ذلك.. إن الكثير منا يفكر مثالياً وليس واقعياً، يريد أن يكون الناس ملائكة لايخطأون، والناس بشر، فيهم الصالح وفيهم غيره.. هذه هي الدنيا ولسنا في جنة الخلد.
2- أنكِ لست مسؤولة عما يجري.. لست مذنبة لأن الأخرين يذنبون، ولاعليكِ أن تتألمي لأن غيرك يخطأ. أنت مسؤولة عن نفسك وما يمكن ان تعملي على تغييره، وأما مايحدث هنا وهناك مما لادخل لك فيه ولاتستطيعين على تغييره فأسفي لذلك ولكن لاتهلكي نفسك نيابة عن غيرك. إعملي على مسامحة الاخرين وإعذارهم فلكل ظروفه التي دفعته للخطأ وسامحي نفسك أيضاً.
3- ربما أن الأزمة التي مررت بها قد أضعفت قواك النفسية وبالتالي باتت الأحداث تؤثر فيك كثيراً، فأعصابك مرهقة، لذا فأن الأنباء التي تمر بك تظل تتردد داخلك مراراً لتطحنك جيئة وذهاباً، دون ان تنسيها أو تتناسيها، ودون ان تقدري على تفهم طبيعتها وتجاوزها. إنسي قبل كل شيء الماضي، الذي ولى ولن يعود، وانظري الى مستقبل أيامك، و إعملي على برنامج مدروس يساعدك في إراحة اعصابك وتقوية مناعتك النفسية.. فكل يوم هو جديد بصباحه ومسائه وهو فرصة لبدء حياة جديدة بلحظات سعيدة. وأعملي على أن تكون لك أوقات مريحة.. بالرياضة والمشي في الحدائق والأسواق، ومشاهدة البرامج المسلية، والإهتمام بالطعام المناسب الغني بالفيتامينات والنوم الكافي، ولكل من هذه الأمور برامج مفصلة.
4- أعلمي أن لهذا العالم رب يرعاه.. وهو رب العالمين، وهو مالك يوم الدين، يوم الحساب، وإليه ترجع الأمور، فلاتيأسي ولاتستسلمي لهواجس الخوف والقلق المدمر، فإن هناك من يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور، وكل شيء في حضوره، وسيصطف الظالمون والمظلومون بين يديه ليأخذ كل جزاءه.. وليس ذلك مقتصراً على يوم القيامة، بل تجري سننه واحكامه في هذه الدنيا، ولكن لكل أجل كتاب، ولابد أن تجري الأمور بمقاديرها، ويوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم، ومن زرع يحصد مازرع، و(إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسراً) فلانيأس ولانستسلم، فالعالم في تحرك وتغير، وكل شيء هالك إلا وجهه، فالبقاء لله وحده.
نرجو أن تكوني بعد هذا متفائلة تنظرين الى غدك بأمل.. أمل متصل برحمة الله الواسعة التي وسعت كل شيء.. تذكري دوماً أن (الله لطيف بعباده) وأنك قريبة منه، فلاتحزني ولاتياسي، والجأي إليه وستجدينه خير ناصر وخير معين.►

ارسال التعليق

Top