• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ثروة العرب تفتح شهية ترامب

د. رأفت حمدونة

ثروة العرب تفتح شهية ترامب

لا مجال للصدفة في إعلان تحالف العرب قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية مع هذه الدولة، ومن غير المنطقي أن يكون هذا القرار بعيداً عن التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن العجيب أن تؤكد الأخيرة "الولايات المتحدة الأمريكية" دعمها لقطر على لسان السفيرة الأمريكية لدى الدوحة "دانا شيل سميث" على الرغم من موافقتها على الخطوة.

اعتقد أنّ القضية لا تحتاج للكثير من التفكير والجهد للوصول إلى نتيجة بأنّ المال القطري هو المستهدف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأنّ شهية عالم الاقتصاد والأرباح قد فتحت لدى رجل الأعمال "دونالد ترامب" في أعقاب خلط السياسة بالاقتصاد والأمن في قضايا الشرق الأوسط.

بالأمس كانت إيران وهاجس الأمن والتحالف السني الأمريكي والنتيجة صفقة بمئات المليارات من الدولارات في خزينة الولايات المتحدة الأمريكية، واليوم تلقائياً التعلق بالولايات المتحدة الأمريكية كمنقذ لقطر لوقف قطع العلاقات الدبلوماسية، وإغلاق الحدود، ووقف كلّ رحلات الطيران، وعقوبات أخرى سيكون ثمنه مئات المليارات الأخرى في الخزينة الأمريكية، ولن يقف الأمرعند هذا الحد، بل سيكون على أجندة ترامب والإدارة الأمريكية مشروع متدحرج في خلق القضايا والأزمات بهدف إفلاس العرب الأغنياء، وملء الخزينة الأمريكية بالمزيد من المال والثروات، حتى يتحوّل الأغنياء إلى فقراء.

وأرى أنّ الجمهور الأمريكى يستهويه عالم الاقتصاد والرفاه على السياسة، الأمر الذي أكده اختيار المواطن الأمريكي الذي فضل الملياردير الأميركي ترمب كرئيساً للولايات المتحدة الأميركية، هذا الثري مالياً وعقارياً، الفقير سياسياً، على أحد أهم السياسيين المخضرمين بالولايات المتحدة هيلاري كلينتون في الانتخابات الأخيرة.

هذا الرئيس الجديد الذي يملك مجموعة ترامب العقارية، والتي تقدّر ثروته بين 3.5 مليار حتى 4.5 مليار دولار، والذي يدير عدة مشاريع وشركات، مثل منتجعات ترامب الترفيهية التي تدير العديد من المقاهي والملاهي والفنادق وملاعب الغولف والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم بحسب كلّ المصادر المقربة.

في حين أنّ هناك ضحية غرقة تتعلق بأحبال الهواء ومنقذها الوحيد رجل الكابوي الذي يتعطش للمال والنفط والغاز الطبيعي القطري، والتي تنتج يومياً ما يزيد عن المليون برميل نفط يومياً، وتصدر سنوياً من الغاز الطبيعي المسال ما يقارب من  77 مليون طن.

وأرى أنّ السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط مختلفة تماماً عن السياسات السابقة ، وأنّ الاقتصاد غير منفك عن السياسة والأمن، وأنّ الطموح الأمريكى هو المزيد من المكاسب المالية، بحجج وردية "كمحاربة الارهاب، وتحقيق الأمن، والمزيد من أشكال التعاون والتحالف من أجل السلام " وغيرها من شعارات وهمية.

واعتقد أنّ قطر لن تكون الأخيرة من الدول المستهدفة لإبرام صفقات متتالية بعقلية رجل الأعمال والاستثمار للمزيد من خلق الأزمات المتدحرجة في الشرق الأوسط لصالح الخزينة الأمريكية، والمزيد من التفتيت وخلق النزاعات والفوضى بعناوين ومبررات مذهبية وتخوفات أمنية ومشاحنات سياسية.

ارسال التعليق

Top