• ٢٤ تموز/يوليو ٢٠٢٤ | ١٧ محرم ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الإستراتيجية الأمريكية العسكرية في العراق في هذه المرحلة

محمود الربيعي

الإستراتيجية الأمريكية العسكرية في العراق في هذه المرحلة

تشخيص ومناقشة للخطط والبرامج التكتيكية

داعش المفتاح الأميريكي في المنطقة العربية

حلول لمشكلة داعش والسبيل للقضاء عليها

الإستراتيجية الأمريكية العسكرية في العراق في هذه المرحلة

إستقراءاً للحالة السياسية والأمنية والعسكرية لبعض المثقفين العراقيين ومايدور في عقول المهتمين بالشأن العراقي من العراقيين داخل الساحة العراقية فإنهم يرون بأن الإستراتيجية الأمريكية في هذه المرحلة تعمل على إدامة الانهيار الأمني والعسكري كما هو لحين إستقلال الأكراد وإستقرار دولتهم وهذا يعني سنين من الحرب بين الدولة وداعش، كما تعمل على تهيئة الأدمغة الشيعية لقبول واقع الحال وتأييد تقسيم العراق والعمل بكل ذكاء لإبقاء البرلمان غير منعقد، وتقديم دعم عسكري إستخباراتي أمريكي مبالغ فيه للجيش العراقي لتخفيف أو تضليل الواقع العسكري ضد داعش، وفرض واقع دفاعي فقط على الجيش العراقي لمنع أي تقدم ميداني ضد داعش، ويلاحظ أن كل المخاطبات العسكرية تسمي داعش بالمتمردين السنة المظلومين.

ومن سلسلة الستراتيجية الأميريكية هي توفير خطة دفاعية لبغداد فقط عند مهاجمتها، ومنع أي تقدم عسكري لأي طرف.

وكما يبدو ظاهراً فإنه يوجد تنسيق مع إيران على العراق ولكن الخطة الداخلية غير ذلك، فالخطة في حقيقتها تهئ لإستدراج إيران للنزاع بشكل أو بآخر، كما أنها تعلن وتطبل إعلامياً وبشكل قوي بأن الأردن والسعودية مهددة وتحشد لعساكرهما على الحدود مع العراق لأسباب امريكية إستراتيجية معقدة، في نفس الوقت الذي يجتهد الجانب الأميريكي في فرض الواقع العراقي على روسيا مقابل اوكرانيا.

تشخيص ومناقشة للخطط والبرامج التكتيكية

ويمكننا أن نناقش هذه الإستراتيجية بفهم واقعي لطريقة دعم داعش حيث تلعب السياسة الستراتيجية الأجنبية دوراً هاماً في لملمة عناصرحزب البعث المنهار الذي يحلم بالعودة على أن تكون الخطة التكتيكية هي تنفيذ مشروع إقامة دولة الخلافة الإسلامية الذي يمكن تمويله بأموال النظام السابق، وسرقة الأموال بواسطة عملائه في السلطة وبواسطة حرب العصابات داخل المدن العراقية، وبدعم كل من السعودية وقطر، وتقديم الدعم اللوجستي للمتطرفين المنتمين لكل من الحركة الوهابية أوتنظيم القاعدة وغيرهما من التشكيلات الإرهابية كجيش جبهة النصرة أوالجناح المتطرف لتنظيمات الإخوان المسلمين، بالإضافة الى الدعم التركي.. كما يلعب العامل الخارجي ونقصد به الدور الأمريكي والتحالف المرتبط به وكذلك إسرائيل دوراً فاعلاً لتنفيذ تلك الأجندة.

داعش المفتاح الأميريكي في المنطقة العربية

إن من ضمن الخطة التكتيكية للإدارة الأميريكية هو تهيئة المناخ السياسي والعسكري والأمني لداعش داخل العراق وذلك بإستغلال ضعف عمل الحكومة العراقية لإسباب كثيرة منها قلة خبرتها وطمع الأطراف المنافسة لها وإندساس القوى المعادية في السلطة نتيجة لسياسة المحاصصة والشراكة والتوافق التي عمل عليها الفرقاء طيلة الفترة الماضية بعد السقوط خصوصاً طمع رؤساء الكتل المختلفة بمناصب الرئاسات الثلاث وبتوزيع حصص الحقائب الوزارية على كل منها.

ويظهر أن عصابة داعش الإرهابية إختارت توقيتاً مناسباً لتحركها بعدما هيئ لها جواً سياسياً ملتهباً تكثر فيه الخلافات المذهبية والقومية والحزبية التي يمكن لها تمرير أجندات أجنبية تقدم لها الدعم الوجستي الواسع وفق خطط ستراتيجية معدة أوردناها في بداية حديثنا عن الإعداد المسبق لغزو العراق.

الجانب الأميريكي محبط من طرح السيد السيستاني لفتواه الجهادية

إن وجود حسابات عسكرية دقيقة لقابلية القوات العسكرية العراقية وحسابات الواقع الشعبي جعل فرصة الإجهاز على بغداد ممكنة في نظر الجانب الذي يخطط لإسقاط الحكومة العراقية المنتخبة والقيام بتغيير إجباري في العملية الديمقراطية، ولكن سرعان ماتبددت هذه الآمال بسبب المفاجأة التي خرج بها عليهم آية الله العظمى السيد السيستاني بحيث خلق حالة شعبية وطنية واسعة أفشلت تلك الخطط من جانبها التكتيكي والستراتيجي.

حلول لمشكلة داعش وسبل القضاء عليها

إن السبيل الذي يجب أن تسلكه الحكومة العراقية المستهدفة والشعب العراقي المستهدف هو التفكير بجدية في حيلة يكون فيها العاقل الضعيف أقوى من القوي المتوحش بما يشابه النظام الموجود في الغابة عندما يواجه الإنسان الضعيف الكثيرَ من الحيوانات الوحشية الضارية الأكثر دهاءاً والأكثر ضرراً فيكون العقل والحكمة هما ضالتاه وعندها لابد له من إتباع كل مايتاح له من فرص التغيير والتبديل في التكتيك والقيادة الذي يطال الرجال والخطط على حد سواء.

إن فتوى آية الله العظمى السيد ااسيستاني قد وضعت النقاط على الحروف في خط مواجهة القوى الظلامية لكل من يريد الإضرار بالشعب العراقي وتجربته الديمقراطية الفتية ويتم ذلك بالمبادئ التالية:

١ ) الدفاع عن العراق ووحدة العراق.

٢) ابقاء العراق موحداً غير قابل للتجزئة.

٣) ارجاع الناس الى صوابهم.

٤) مشاركة كافة الطوائف والأديان سنة وشيعة ومسلمون ومسيحيون وإيزيديون وعرباً وأكراداً وتركماناً في هذه المهمة.

 

ارسال التعليق

Top