• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

تعزيز ثقافة الحوار

تعزيز ثقافة الحوار

◄إنّ النّاظر والمتأمّل في أحوالنا المعاصرة يدرك تمام الإدراك أنّنا نفتقد أسلوب الحوار في طريقة معالجتنا لكثير من المشاكل والإشكاليّات التي تنشأ بيننا، وليست المناوشات الجامعيّة بين الطلاب واستخدام العنف إلاّ شكل من أشكال السّلوك الإنساني السّلبيّ الذي يظهر عند غياب الحوار والتّفاهم، فما هي أهميّة الحوار؟، وكيف لنا أن نعزّز ثقافة الحوار في مجتمعاتنا؟

 

أهميّة الحوار

لا شكّ أنّ الحوار هو شكل راقٍ وسامٍ من أشكال التّواصل الإنساني، وهو أسلوب لتبادل الأفكار والمعلومات بين النّاس، وسماع آراء كلّ طرف من الأطراف في جوّ يسوده التّفاهم، والودّ، والألفة، والاحترام، وتتوفّر فيه شروط الإنصات للمتكلّم، وإعطاء كلّ طرف حرّيته في التّعبير عن آرائه ومعتقداته، بعيدًا عن التّعصب أو العشوائيّة في الطّرح الفكري.

 

كيفيّة تعزيز ثقافة الحوار في المجتمع

- إطلاع وسائل الإعلام المختلفة بواجبها في بيان أهميّة الحوار، فوسائل الإعلام المرئيّة، والمقروءة، والمسموعة قادرة بلا شكّ على بيان أهميّة الحوار وفوائده من حيث تقريب وجهات نظر النّاس، وتجنّب الخلافات التي تؤدّي إلى المشاكل والصّراعات، كما أنّ البرامج الحواريّة التي تعرضها كثير من المحطّات الفضائيّة تعطي صورة مشرقة للحوار الصّحيح البنّاء الذي يوصل المستمعين إلى نتيجة مفيدة.

- دور الدّول والحكومات في رعاية المنتديات الحواريّة بين أطراف المجتمع المختلفة، فالدّولة من خلال أدواتها المختلفة تستطيع أن ترعى الحوار البنّاء وتدعمه مادياّ ومعنوياً، وتوفّر البيئة المناسبة له.

- دور الجامعات والمدارس في توعية طلبتها بأهميّة الحوار وفوائده، فالجامعات من خلال هيئاتها الإداريّة والتّدريسيّة قادرة بلا شكّ على إيصال رسالتها إلى الطّلبة في بيان أهميّة الحوار.

- التّركيز على السّلوكيّات التي تعزّز ثقافة الحوار في المجتمع، ومن ذلك رسائل التّوعية الشفويّة التي يمكن أن يوصلها المعنيّون للنّاس عند قيامهم بمخالفات أخلاقيّة أو قانونيّة، فمثلاً رجل السّير على سبيل المثال قادر على محاورة الذين يرتكبون مخالفات مروريّة من خلال بيان خطورة تلك المخالفات على حياتهم أو حياة غيرهم مثل من يقطع الإشارة المروريّة وهي حمراء، وإنّ من شأن وجود هذا النّوع من الحوارات أن ينمّي حسّ المسؤوليّة لدى للنّاس ويوعّيهم بعواقب سلوكيّاتهم الخاطئة، ممّا يؤدّي إلى إحجامهم عن ارتكابها مستقبلًا.

- تنشئة الأجيال على اتّباع أسلوب الحوار، حيث إنّ الوالدين في الأسرة قادران بلا شكّ على تنمية أسلوب الحوار في نفوس أبنائهم عندما يحاورانهم ويناقشانهم حول المواضيع التي تشغل بالهم، كما يسمحان لهم بالتّعبير بكلّ حرّيّة عن آرائهم ومعتقداتهم.►

ارسال التعليق

Top