• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أحاديثكم يا شباب تفوح منها عطر الأخوة

أحاديثكم يا شباب تفوح منها عطر الأخوة
◄أحاديثنا نحن الشباب: هل يمكنها أن تتحول إلى تخطيط متقن؟ تكثر اللقاءات الأخوية بين الأصحاب، ويكثر معها الأحاديث الودية التي قد تكون في كثير من الأحيان قاصمة للظهر تأكل في الآخرين بدلاً من أن تصلح الأحوال، وتعدل من المسار... الأحاديث هنا وهناك يجب أن تكون خالية من التشدق في صور الغيبة، والنميمة.. قد يصلح أن نتكلم في الآخرين من أجل إصلاح الأحوال ولكن على ألا يكون ذلك مبرراً لتداولها كعادة تتكرر في كل مقام وبالتالي حري بمن تتكرر لقاءاته مع من يجب أن يحول تلك اللقاءات والأحاديث إلى تخطيط مستقبلي متقن لحوادث العيش بل وحوادث النفس، أين ستكون بعد حين؟   -        أيها الشباب: لا تسأموا من التكرار.. وتابعوا: في بعض الأحيان تمل النفوس لأنها لا تملك العصا السحرية للتغيير والتبديل عند الآخرين، وبالتالي تراها تمل وتضجر بسرعة لأنها في قرارة نفسها لم تحقق النجاح المطلوب بحسب وجهة نظرها.. إنّ الشخص المتبصر بأمور حياته ودينه عليه ألا يسرع الخطى في التغيير، وأن يتأنى، ويعيد الكرة في المداومة على أساليب التغيير والتجديد، فمن لم يصلح أول مرة قد يصلح في المرة الثالثة، أو الرابعة، وهكذا.. فالمتابعة هي الطريق الأقوم للتغيير، مع التكرار المفيد الذي يرسخ المفاهيم في النفوس، والصبر في المتابعة، وعدم الاستعجال على قطف الثمار..  

-        الخلافات هل تذهب رونق الأخوة؟ أبداً لن تتسبب الخلافات يوماً ما في إزالة ذلك الرونق الجميل لأخوة الدين الفريدة، فالاختلافات في الرأي لا يفسد للود قضية كما يقولون، والإنسان معرض للخلاف مع الآخرين، بل إنّ الخلاف رحمة للناس ومن سنة هذه الحياة، فمن غير المعقول أن تبقى الأذهان تفكر بنمط واحد قد لا يحقق حاجات المجتمع، وعلى كل حل يجب أن يكون الخلاف في مصلحة الإسلام والدعوة إلى الله تعالى، وأن يطرح المخالف نظرته للمصلحة الكلية لا للمصلحة الشخصية.   -        كن متواصلاً مع الآخرين: هل نتواصل مع من نحب من غير الأرحام؟ هذا السؤال يفرض علامات استفهام كثيرة في زمن كثر فيه ركضنا وراء مستلزمات العيش، ونسينا أخوة الدين التي حبانا الله تعالى إياها.. فمع الأسف الشديد قد يتوثب الإنسان للقاء أصحابه، ولكن ذلك التوثب لا يتصف بصفة الاستمرار والدوام، فقليل دائم خير من كثير منقطع.. فترى الإنسان عندما يسمع ما يؤثر في نفسه يسارع للتغيير، وتعديل الحال، والإقدام على الأمر الذي قد قصَّر فيه، ولكنها فترة زمنية محدودة تنفك متى ما عاد صاحبها إلى أهواء نفسه.. نحن بحاجة للتواصل الإيجابي الفعال مع الآخرين حتى نحترم علاقة وطيدة تجمعنا، ونؤدي حقولها على الوجه الأكمل.   -        الإيجابية.. طريقك إلى النجاح: يكشر البعض عن أنيابه عندما يطرح أمامه بساط الإيجابية، بحجة أنّه بساط قديم يتكرر تقديمه في كل مقام، مع أنّه الطريق الأمثل لتقوية الأواصر الأخوية في هذه الدنيا، والصورة المثلى للنجاح الفعلي في الحياة أن يعرف الإنسان كيف يتعامل مع هذا البساط، ويتأقلم مع المواقف الحياتية المتفاوتة.. النفس بفطرتها بها استعداد تام لأن تكون سلبية أو إيجابية، بشرط أن يتم توجيه هذا المسار التوجيه الصحيح، وإن كانت الإيجابية الركيزة الأساسية التي تبتغيها النفس، ولكنها في الوقت ذاته قد تنقلب دماراً ووبالاً على صاحبها إن لم يحسن التصرف معها أو استخدمها في التشكيك في أمور دينه الثابتة، وصور الالتزام المضيئة.. نحن نطلب الإيجابية بشرط أن تؤدي دورها في إطار رفعة هذا الدين، وانتشال الناس من غياهب الظلام، والنجاح من أجل نجاح أمة الإسلام. هذا الذي نريد.►   *كاتب من البحرين

ارسال التعليق

Top