◄هنالك شيء ما يحدث هنا، لكن ماهيته ليست واضحة تماماً مقابل القيمة الحقيقية
مثلما يقوم عقلنا اللاواعي بالكشف عن نفسه عن طريق الإصغاء العميق، يقوم أيضاً بالكشف عن نفسه عن طريق سلوكياتنا أو تصرفاتنا. كتب فرويد وآخرون غيره عما أسموه "زلات التصرف"، وقدم فرويد عدداً من زلات التصرف من هذا النوع في كتابه القيّم الممتع "علم النفس المَرَضي في الحياة اليومية". كما كتب دونالد نورمان، وهو شخصية محترمة معروفة في مجال علم النفس، كتب بشكلٍ مستفيض عن زلات التصرف. يَعتبر معظمُ الباحثين هذه الزلات كالأخطاء الكلامية، مجرد غلطات بسيطة، كأن تفتح باب الثلاجة، مثلاً، بدل باب الفرن. لكن فرويد يعتبرها شبيهة بزلات اللسان الكلامية التي تكشف عن معان لا واعية.
يمكن العثور على زلات التصرف، غالباً، في المقالات الصحفية. أثناء إجراء مقابلة معي لكتابة مقال في إحدى الصحف حول فكرتي المتعلقة بالإصغاء العميق، سألني المراسل عدة مرات إن كنت أحاول تصيُّد أي "زلات" تحمل معان لا واعية قد يرتكبها هو خلال الحديث. كان شديد الفضول بهذا الشأن، بل كان، إن شئتُ التزام الدقة، شديد القلق. قلت له: "لا، لم ألاحظ أيّة زلة". ولكن عندما ظهر المقال في الصحيفة كان يحوي زلة تصرف واضحة. ضمَّن المراسل مقالَة حادثة من نوع الكلام العميق تناولت قضية الجنس gender. عندما نشرت القصة في الصحيفة، حلَّت كلمة genetics (التركيب الوراثي) محل كلمة gender عن طريق الخطأ، كما يُفترض. برأيي أن هذه الغلطة لم تكن مجرد غلطة مطبعية آلية بسيطة. لنفكر فيها بالشكل التالي: بعد المقطع الأوّل gen، يتطلب الأمر استخدام اليد اليسرى فقط لكتابة المقطع الثاني من كلمة gender أي der، بينما تتطلب طباعة بقية مقاطع genetics، أي etics، استخدام كلتا اليدين، مرتين وليس مرة واحدة فقط.
إضافة لذلك، كلمة genetic ليست بالكلمة الخارجة تماماً عن الموضوع بحيث يجري استبدالها بأخرى سهو. لأن تركيبتنا الوراثية genetic، رغم كل شيء، هي التي تحدد مفهوم الجنس gender (على الأقل هذه هي الفكرة السائدة). إن ما تعبّر عنه زلة التصرف هذه، على الأرجح، هو أن من ارتكبها، كائناً كان، لا يؤمن – مثلما يؤمن كثيرون في وقتنا الحاضر – بأنّ الفروق بين الذكور والإناث ناتجة إلى حد كبير عن التعلُّم أو عن الحياة الاجتماعية، وذلك كما توحي به كلمة gender (مدلول الكلمة التقني هو الدور الاجتماعي)، بل يؤمن بأنّ الفروق بين الذكر والأنثى هي فروق طبيعية أي ناتجة عن التركيب الوراثي genetically.
كثيراً ما تكون الكلمات المكتوبة بخط اليد غير مفهومة إلى درجة أننا عندما نحاول طباعتها فإن أحرفها الغامضة تصبح أشبه باختبار Rorschach، أو باختبار بقعة الحبر المعروف، ليقوم من يطبع تلك الكلمات بإسقاط معانيه اللاواعية الخاصة على أيّة كلمة غامضة. يصحُّ هذا بشكل خاص في حال المواد المحمَّلة بمعان عاطفية أو مثيرة للجدل. لدى طباعة بعض ملاحظاتي المكتوبة بخط اليد والمتعلقة بفصل كنت أقوم بكتابته، أخطأت السيدة التي كانت تقوم بالطباعة في قراءة كلمة psychically وطبعت بدلاً عنها psychually. هل تثير هذه الكلمة فكرة بعينها في الأذهان؟... يجب أن تفعل ذلك، وبخاصة إذا قُرأتْ بصوت مرتفع بدل الاكتفاء بالنظر إليها.
إذا لم يتبادر أي شيء إلى أذهانكم، دعوني أقدم لكم شيئاً عن السياق المحيط بهذا المثال عن التصرف العميق. أوّلاً، من المهم أن نذكر هنا أنّ السيدة التي تقوم بالطباعة نادراً ما ترتكب أغلاطاً مطبعية، "أو "أخطاء"، من هذا النوع. فرغم صعوبة قراءة خط يدي، إلا أنها تكتشف عادة ما أقصده أو أنها تترك فراغاً على الصفحة. في هذه المرة، لم تفعل ذلك. ثانياً، الملاحظات التي كانت تقوم بطباعتها كانت تخص فصلاً يتناول الإصغاء العميق ضمن المجال العرقي والتحامل. ثالثاً، وهو الأمر الأكثر تحديداً، كانت الملاحظات تتعلق بالنماذج النمطية التاريخية للذكور السود.
أردتُ اختبارَها فسألتها إن كان هناك أي شيء ما محدد قد استرعى انتباهها بشأن تلك المجموعة من الأحرف، ألقتْ نظرة فضولية على الأحرف، ثمّ قالت: "لا". أضافت أنها عندما كانت تقوم بطباعة الكلمة ظنَّتها أولاً physical، طلبتُ منها أن تلقي نظرة أخرى على الكلمة. لكنها لم تتوصل لإدراك معناها المبطن، ولكن عندما طلبتُ منها أن تلفظ كلمة psychually بسرعة، قالت والدهشة تملأ عينيها: s-e-x-u-a-l-l-y.
كلمة psychually كانت إذاً دمجاً لأربع أفكار لاواعية الفكرة الأولى تتعلق بشيء جسدي physical، الفكرة الثانية تتعلق بشيء جنسي sexual، التي تتماشى بالطبع مع "جسدي". الفكرة الثالثة، بما أن موضوع الملاحظات كان تعبيرات بواسطة الكلام العميق عن إشارات عرقية تتعلق بالذكور السود، فقد أثارات الكلمة بشكل آلي في ذهنها تداعيات جنسية. الفكرة الرابعة، نظراً لأنها كانت تعرف جيِّداً نظريتي المتعلقة بالمعاني العميقة، فإنني أعتقد أن قيامها بطباعة مقطع psych يمكن أن يكون تسرباً لا واعياً لإدراكها العميق للتداعيات العرقية. وإلا، لماذا لم تجمع بين ما اعتبرته بشكل واع كلمة physical وبين الكلمة اللاواعية sexual، لينتهي بها الأمر إلى طباعة الغلطة على الشكل التالي: phy-ully أو phys-ually؟... كما أنّ الكلمات التي تبدأ بأحرف phy أو phys تبدأ بالصوت f الذي لا يعطي صوت s اللازم الذي يعطيه مقطع psych. كما أن أياً من المقطعين phy أو phys لا يعطي الوقفة خلف الحلق التي تحدث لدى لفظ كلٍ من psych وsexual، وهي الوقفة التي تعطي، لدى اقترانها بالمقطع ually، المُعادِل الصوتي لكلمة sexually.
زلة التصرف المبطن هذه لا تعني بالضرورة أنّ السيدة التي قامت بالطباعة تحمل شعوراً بالتحامل، الاحتمال الأكبر هو أنّ الزلة كانت تعكس استثارة آلية لنماذج نمطية جنسية ثقافية للذكور الأمريكيين الأفارقة.
المعاني المبطنة، إذاً، يمكن التعبير عنها لا عن طريق الكلمات فقط بل عن طريق الكلمات المكتوبة أيضاً. فكما رأينا منذ قليل، ليست الأغلاط المطبعية بالضرورة "أغلاطاً" آلية، بل يمكن لها أن تكون ترجمةُ مبطنة إلى "زلات" أصابع. هنا تصبح أصابعنا، لا لساننا، هي من يقوم بتسليم البضاعة. في المثال التالي، سنرى عملية أكثر دقة جرت فيها ترجمة الفكرة إلى تصرف لا يتسم بالدقة والبراعة.
- تجاوُز الخطوط الحمراء؟...
سأكون صريحاً تماماً في ما يتعلق بهذا المثال. المثال التالي على التصرف العميق يقوم على التخمين والخيال، وهو يقع تماماً على الحدود الفاصلة ما بين كونه ممكن الحدوث تماماً، من جهة، وبين كونه مثالاً على ما ينبغي تَجَنُّبه لدى القيام بتحليل المعاني اللاواعية، من جهة أخرى. لكن التحليل يظل، مع ذلك، ضمن الجانب المقبول من التفكير. على أيّة حال، من حيث المبدأ (أو بشكل نظري) يُعتبر التحليل سليماً، أما في ما يخص صحته، فأنا لا أستطيع البنت في ذلك، وجلَّ ما أعدكم به هو أنه سيثير اهتمامكم.
المثال غريب بشكل استثنائي لدرجة أنني أدرجته تحت عنوان منفصل خاص به. لدى قراءتكم لهذا الموضوع لا شك بأنكم صادفتم عدة أمثلة عن الإصغاء العميق تستحق أن توصف بأنها غير مألوفة أو غريبة، لكن المثال التالي يمكن وصفه بأنه عجيب أو غريب دون أن أكون مبالغاً. أقصد أنه غريب لدرجة لا تُصَدَّق. رغم ذلك، فقد فرض نفسه علي بالقوة، ستكونون أنتم الحَكَم.
أوردت مجلة Journal Sentinel في ميلووكي قصة رجل اتُّهم بأنه ضرب أباه على رأسه فكاد أن يؤدي به. يبدو أنّ الرجل كان قد قضى عدة أيام دون طعام أو ماء أو نوم منكباً على العمل في أطروحة لنيل درجة ماجستير كان يعدها ضمن مجال عمله كمدرس للفنون الصناعية. رغم الطابع المأساوي البشع للقصة، كما ورَدَتْ، إلا أنه لم يبد أن هناك شيئاً غير اعتيادي في ما يتعلق بالجريمة المزعومة، عدا أنّ الرجل حاول قتل والده، مع أن ذلك لا يبدو شديد الغرابة في أيامنا هذه.
بينما كنت أقرأ خلفية الخبر، بدأتُ بوخزات المعاني المبطنة المحتملة. اتصلتُ بالمراسل الذي بعث لي بتقرير الشرطة كاملاً. كان الرجل مدرساً في مدرسة ثانوية قريبة يقطن في شارع روبيكون Rubicon. فقد كانت أطروحة درجة الماجستير التي يعدُّها تتناول التكنولوجيات والثقافة وتحمل نزعة دينية قوية، فقد كانت تشتمل على اعتقاد مفاده أن بالإمكان قتل الأشخاص والاجتماع بهم مرّة أخرى في العالم الآخر. وفقاً لتقرير الشرطة، كان الرجل يعتقد بأنّه إذا قتل ابنته الصغيرة، فلابدّ أن هناك أماً في مكان ما من العالم ستقوم بقتل ابنها الصغير، الأمر الذي سيؤدي إلى اتحاد الأضداد الكونية بطريقة أو بأخرى مما يحمل الخير للعالم.
يبدو أن أفكار تلك الأطروحة قد استحوذت على الرجل إلى درجة وصل معها، كما قال والده، إلى مرحلة بدأ يفكر فيها بإثبات صحة معتقداته، وبدأ يتحدث عن قتل عائلته لإثبات صحة نظريته.
أثناء نقاشه مع والده بشأن الأطروحة، أشار الرجل إلى كيس مضارب الغولف الموجود في المرآب. عندما تبعه والدُه إلى المرآب، هاجم المدرسُ والدَه. قد يخطر بالبال أنّ الرجل ضرب والده على رأسه بمضرب غولف سحبه من الكيس. لم يهاجمه بمضرب الغولف بل استخدم البلطة. هل كان استخدامه للبلطة مجرد صدفة؟... لا... على ما أعتقد. لكنني لدى متابعة قراءة تقرير الشرطة، بدأت أعي بوضوح الطبيعة المبطنة المحتملة لهذه القصة: عند مستوى ما، هناك احتمال بأن يكون اختيار الرجل للبلطة في محاولة قتل والده قد جرى تحت تأثير لاواع، أي أن اختياره مكوّن من المادة ذاتها التي تتكون منها زلات التصرف التي وصفتُها في المقطع السابق. لكننا نلاحظ هنا وجود نزعة تتسم بالغرابة. لنتأمل السياق التالي الذي يكتنف الحادث.
أوّلاً، اسم البلدة التي جرت فيها الحادثة هو Menomonie، وهو مشتق من لغة Ojibwe التي كان يتكلم بها سكان أمريكا الأصليون، كما أنّ البلدة مشبعة بروح ذلك التراث. ثانياً، كان الرجل يعمل مدرساً في المدرسة الثانوية في البلدة، وتدعى Arrowhead (رأس السهم). ثالثاً، رغم أنه لم يتضح من سياق القصة إن كانت أطروحته الخاصة بدرجة الماجستير واعتقاده بأنّ الأشخاص سيعودون بعد الموت للاجتماع بأقربائهم في العالم الآخر، إن كانا بالتحديد قد أُخِذا من التراث الشعبي لسكان أمريكا الأصليين أم لا، إلا أن اعتقاداً كهذا يتفق عموماً مع جزء من التراث الروحي لبعض سكان أمريكا الأصليين. رابعاً، البلطة هي، بالطبع، أداة ترتبط عادة في الولايات المتحدة مع "الهنود الأمريكيين". والواقع أننا نرى البلطة، في عدة قواميس، مرتبطة لغوياً مع فأس التوماهوك Tomahawk، وهو بلطة ذات ذراع قصيرة كانت تستخدمها عدة شعوب من سكان أمريكا الأصليين. لدينا هنا قالباً من التداعيات الخاصة بتراث وثقافة سكان أمريكا الأصليين.
إذاً، استخدام الرجل للبلطة قد لا يشكِّل صدفة محضة. إذا لم تتضح الأمور لكم حتى الآن، فإن رأيي هو التالي: هناك إمكانية أن يكون ذهن الرجل الغارق في الأوهام واقعاً تحت تأثير البيئة المحيطة به المُثقلة بثقافة "الهنود الأمريكيين" وبمعتقداتهم الدينية وبتراثهم، إضافة لتأثير لغة Ojibwe، مع ما تتضمنه من أسماء مثل Menomonie واسم مدرسته الثانوية Arrowhead، ومعرفته بفؤوس التوماهوك. لماذا، إذاً، لم يلجأ الرجل لاستخدام أحد مضارب الغولف كسلاح، بدل البلطة؟...
فوق كل ما ذُكِر، كان الرجل في حالة أشبه بالهذيان بسبب حاجته للطعام وللنوم. بالإضافة لذلك، وإذاً أخذنا السياق العام بالاعتبار، يراودني تساؤل عما إذا لم يكن اسم الشارع الذي كان يعيش فيه الرجل قد ترك أثره بشكل لا واع على أوهامه المتعلقة بالعبور من الحياة إلى الموت؟... هل نسيتم أنه كان يعيش في شارع Rubicon؟... لقد اكتسبتْ كلمة rubicon معنى عبور أو تجاوز حد لا رجعة عنه. أكرر، هل كان ذلك صدفة؟... ربما. لكن عليكم أن تلاحظوا: إن تصورات هذا الرجل وتداعياته هي تماماً من النوع الذي يشير إليه الفصاميون العصابيون غالباً في أوهامهم وهلوساتهم.
دعوني أقول هنا إنني أعي تماماً بأن تحليلي لهذه القصة يبدو مبالغة في التفسير، إن لم نقل أنه يثير الضحك لسخافته. لكنه، إذا اقترن بنتائج أبحاثي المتعلقة بالمعاني المبطنة، فقد لا أكون قد بالغت في تفسيره كما قد يبدو للوهلة الأولى. سبق ورأينا أن معتقداتنا اللاواعية إضافة للظروف وللأحداث المادية، كآلات التسجيل، وبقية الأحداث الأخرى لا تنطبع فقط في اللاوعي لدينا لتحدَّد ما نقول: بل يمكن لها أيضاً أن تستثير تصرفات سلوكية.
هل تذكرون أيضاً تلك المناقشة التي فُتح أثناءها الباب قليلاً وبدأ شخص كان في الردهة "يسترق النظر إلى داخل الغرفة"، صادف بعدها أن قام رجل باختيار قصة تحكي عن "فأر كان يسترق النظر إلى المرآب". بما أنّ المتحدِّث لم يكن يعي أن حادث فتح الباب واستراق النظر كانا وراء اللغة التي استخدمها، يبدو إذاً أن هذا السياق قد صاغ سلوكه أو أنه أثَّر عليه (سأقاوم استخدام كلمة سبَّب). لقد لاحظتُ تصرفات أخرى "سبَّبتها" بشكل لاواع أحداثٌ جرت في البيئة المباشرة التي جرى فيها الحديث. والواقع أن نتائج أبحاثي في مجال المعاني المبطنة قد بُنيت جميعها على أساسِ إدراك "دون مستوى الوعي"، من هذا النوع، لأحداثٍ تؤثر على كلٍ من اللغة والسلوك.
يمكن اعتبار تصرفات الإنسان التي تكمن خلفها "أسباب" مبطنة على أنها تنتمي إلى نفس النوع من الظواهر التي تنتمي إليها الإيحاءات التي تتلو التنويم المغناطيسي. عندما ينوَّم الشخص مغناطيسياً يمكن أن يوحى إليه بالقيام بتصرف ما – كأن يحك أذنه اليسرى مثلاً – دون أن يتذكر ذلك الإيحاء عندما يعود إلى وعيه. لدى سؤاله لاحقاً عما دعاه لحك أذنه اليسرى، فإنه لن يدرك السبب الحقيقي لتصرفه. لكن الفرد غالباً ما يأتي بسبب ما، كأن يقول مثلاً لأن أذنه كانت بحاجة للحك أو يقدم أي مبرر آخر.
أذكر أنني في أحد الأيام تركت ما كنت أكتبه وقلت لزوجتي إنني أعتقد بأن علي إخراج القمامة من المنزل. قالت زوجتي: "لقد طلبتُ منك أن تفعل ذلك قبل خمس دقائق". لم أكن أذكر أنها قد طلبت مني إخراج القمامة، لكن طلبها كان قد تم تسجيله في ذهني عند مستوى دون الوعي وقام بدور الإيحاء الذي يتلو التنويم المغناطيسي.
إضافة لذلك، فإنّ التصرفات ذات "الأسباب" المبطنة يمكن اعتبارها أيضاً على أنها تنتمي إلى نفس النوع من الظواهر التي تنتمي إليها "أبحاث التحريض دون الواعي" Subliminal Activation Research. تشمل تلك الأبحاث تطبيقَ محرِّضٍ عند مستوى يقع دون مستوى وعي الأشخاص ومن ثمّ مراقبة تأثير ذلك المحرض على سلوكهم. قد تذكرون بعض التقارير التي تحدثت عن تجارب أُجريت قديماً في دور السينما حيث كانت تومض على شاشة العرض عبارة "اشتروا الفوشار" أو "اشتروا كوكاكولا" بسرعة فائقة بحيث يفوت على الناس إدراكها وذلك لزيادة مبيعات الكوكاكولا والفوشار. رغم الهجوم الذي تعرضت له تلك التجارب، إلا أنه تم إجراء الكثير من الأبحاث المتعلقة بالمحرضات ما دون الواعية التي كان لها نتائج أكثر إيجابية، رغم لا تزال تثير جدلاً حتى الآن.►
المصدر: كتاب حُسن الاستماع (كشف المعاني الخفية وراء الحديث اليومي)
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق