• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

حول مزايا المعجزة القرآنية

حول مزايا المعجزة القرآنية

تختلف معجزة القرآن عن معجزات الرسل السابقين بجوانب عديدة أهمها:

1- معجزة القرآن مستمرة: فمعجزات الرسل كانت معجزات كونية مَن رآها آمن بها ومن لم يرها صارت عنده خبراً إن شاء صدّقه وإن شاء لم يصدّقه، أمّا معجزة القرآن فهي معجزة عقلية باقية خالدة في نوعها وأدائها أساسها الإعجاز بالطريقة التي تمت بها.

2- معجزة القرآن هي المنهج ذاته: فمعجزة موسى (ع) العصا ومنهجه التوراة. ومعجزة عيسى (ع) الطب ومنهجه الإنجيل، أمّا معجزة محمّد (ص) فهي عين منهجه ليظل المنهج محروساً بالمعجزة وتظل المعجزة في المنهج الذي تكفل الله تعالى بحفظه فقال: (نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر/ 9). تكفل بحفظه ليبقى بنصه المعجز ولأنّ العباد قاموا بتحريف الكتب السابقة أو بتحريف بعض نصوصها.

3- معجزة القرآن متجددة: تعطي كلّ جيل عطاءً يختلف عن عطاء من سبقه.

4- معجزة القرآن للعالم كلّه: فالتحدي عام لكلّ البشر عبر كلّ العصور، وبناءً على ما سبق لم تكن هذه المعجزة دليل صدق رسول الله (ص) فحسب بل كانت شاهد الصدق على رسالات الأنبياء السابقين وتبليغهم رسالات ربهم لأمم وبهذه المزايا أصبحت أُمّة محمّد (ص).

جديرة بالاستشهاد على الأمم الأخرى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة/ 143).

5- القرآن كتاب الهداية والتربية: إنّه الكتاب الذي جاء به نبي الإسلام سنداً لنبوته يؤدي مهمتين:

أ- يثبت أنّه مبعوث من جانبه سبحانه وفي هذا يتساوى مع معاجز الأنبياء المتقدمين.

ب- يهدي الناس إلى أصول المعارف والعقائد، يتكفل بتربية البشر وسوقهم إلى الفضائل الأخلاقية.

6- استقلالها في إثبات الرسالة: إنّ لهذا الكتاب مزية أخرى تفتقدها سائر المعاجز حتى المعجزات الأخرى للنبيّ الأكرم، وهي أنّ سائر المعاجز لا تثبت شيئاً إلّا أن يكون معها مدعي النبوّة فيدّعي ويُسأل البينة فيأتي بالمعجز ويتحدى به وأمّا القرآن الكريم فإنّه بنفسه يقوم بكلّ هذه الأامور فيطرح بنفسه الدعوى ويتساءل هو عن برهانها ثم يثبتها بنفسه ويتحدى الناس على الإتيان بمثله.

7- التحدي بأبسط الأشياء وأوفرها: فالإذعان بكون القرآن معجزة إلهية لا يحتاج إلى شرائط في السامع أزيد من كونه عربياً صحيحاً عارفاً بأساليب الكلام.

نعم، إنّ القرآن قد صنع من عناصر هي أسهل شيء للبشر وهي الحروف وهل هناك شيء أسهل على البشر من صياغة الحروف ولكن مع ذلك لم يستطع بشر أن يأتي بمثل القرآن.

 

المصدر: كتاب مذكرة إعجاز القرآن

ارسال التعليق

Top