• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أهمية التحدث واللعب مع الطفل

أهمية التحدث واللعب مع الطفل

اللعب مع الأطفال خلال الأشهر الأولى من حياتهم قد يحميهم من المشكلات الصحية سواء النفسية أو العضوية. كما أنّه كلما تكلم الآباء أكثر مع أطفالهم، شجعوا نموهم، وتطورهم العقلي السليم.

يقول أساتذة العلوم النفسية إنّ الآباء أو الأُمّهات الذين يتصرفون بعدوانية وبشكل غير مسؤول مع أطفالهم الصغار، يؤثرون سلباً على نموهم السليم، ويعرقلون تطورهم الطبيعي بدنياً وذهنياً، خاصة أن دماغ الطفل يتطور بسرعة في السنة الأولى من حياته.

ويوضح الدكتور بيتر فوناجي – أستاذ التحليل النفسي في كلية لندن الجامعية، أنّ الغذاء الذي يُعطى للأطفال في بداية حياتهم، يؤثر كثيراً على أوضاعهم الصحية لاحقاً، منبهاً إلى أنّ الدماغ البشري يتطور أسرع خلال الثمانية عشر شهراً الأولى من حياة الإنسان أكثر من أي وقت أو مرحلة عمرية أخرى، إذ يصنع الإشارات العصبية والاتصالات التي تتبقى إلى الأبد.

وحذر من أنّ الوالدين قد يسهمان في إصابة أطفالهما بمشكلات عقلية في المستقبل، أو حتى زيادة خطر إصابتهم بأمراض القلب أو السكتة، معرباً عن أمله في اتخاذ عدد من الاستراتيجيات المناسبة لتحسين مهارات الأُمّهات والآباء في العناية بأطفالهم، وتربية وإنشاء أجيال ذكية وسليمة للمستقبل.

ولاحظ الباحثون – بعد تتبع مجموعة من الأطفال تتبناهم مراكز الأيتام في رومانيا – أنّ الأطفال الذين تبنتهم عائلات عطوفة وطيبة قبل بلوغهم الشهر الثامن من عمرهم، كانوا أكثر قدرة على تحمل التوترات، واستجابوا بصورة طبيعية لهرمون التوتر "كورتيزول" من أولئك الذين تم تبنيهم بعد تجاوزهم الشهر الثامن.

وأشار الأطباء إلى وجود نسب متزايدة من الأطفال المصابين بمرض التوحّد أو اضطرابات فرط النشاط وعجز الانتباه الذي يتسبب عن نقص في جزء الدماغ المسؤول عن السيطرة على السلوكيات الاندفاعية والمحافظة على التركيز، إذ تنمو هذه المنطقة، وتتطور في السنوات القليلة الأولى من حياة الإنسان.

وأوضح العلماء أنّ النقص الشديد في هذه المنطقة الدماغية يميز اضطرابات التوحد، في حين أنّ النقص الخفيف قد يسبب مشكلات نفسية كالعنف وميول عدوانية واضطرابات سلوكية ومشكلات اجتماعية، مشيرين إلى أنّه كلما تكلم الآباء أكثر مع أطفالهم، شجعوا نموهم وتطورهم العقلي الطبيعي والسليم.

كما أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الذين تربوا في بيئات سلبية أو عدوانية لا يستطيعون التعامل مع ضغوط الحياة والتوترات التي سيواجهونها في المستقبل، كما أن نوع الاستثارة الذهنية التي يقدمها الآباء لأطفالهم تؤدي دوراً كثيراً في تحفيز تفكيرهم وقدراتهم الإدراكية.

وترى دراسات أخرى أن نقص الاستثارة الذهنية الإيجابية من قبل الآباء قد يزيد فرص نمو أطفال لا يملكون القدرة على التعبير عن عواطفهم، وتفسير ردود الفعل من حولهم.

ارسال التعليق

Top