◄تاريخ النهضة الأوروبية مرتبط بالصراع مع الإسلام، إذ أثار الصراع من التحديات ومحاولة الفهم والحلول الكثير في الأذهان الغربية التي كانت متخلفة عن المسلمين وعن ركب الحضارة العالمية آنذاك. وتلك قصة يطول الحديث عنها، ولها فروع كثيرة في الدين والرياضة والصناعة والسلوك وغيرها، وشاغلنا هنا في هذا الجانب أنّ المواجهة مع الغربيين لا يليق أن نفهمها دائماً في إطار الخسارة التي يخسرها الجانب الإسلامي مقابل خصومه، فعندهم ما يعطون، وعندنا حاجة لبعض ما عندهم، وعندنا الكثير مما لا نتركه إرضاء لهم، ولا نحتال عليهم ولا على أنفسنا. وعلاقة المسلم مع المخالفين علاقة مدارها العمل وليس الجانب العقدي وحده، قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ...) (الممتحنة/ 8)، فالأصل في علاقة المسلم بغيره أن تكون علاقة سليمة، والاستثناء هو خلاف ذلك.
وفي زماننا هذا هناك عوامل تجعل كثيراً من المسلمين يهتمون بالموقف العدائي الغربي منهم، ما جعل بعضهم يؤيد فكرة التصادم الحضاري بين الإسلام والغرب، وأنّها مصيرية، ومن أسباب ذلك عوامل نفسية، كالرغبة في حشد الخصومة، وقطع الطريق على العناصر التي لم تزل تفكر في علاقة جيِّدة مع الغرب، متأثرة بمصالح أو مواقف أو ولاء فكري، وبالتالي فبعض من يؤكد التصادم يريد إحراج وإخراج خصومه وحججهم من الموقف، بإبداء الحقائق وحشد الحوادث والنظريات المؤكدة لموقف غربي معادٍ للإسلام. وفي موقف طريف آخر من الانتخابات الإسرائيلية كان كثيرون من غير الإطارات الرسمية العربية – يودون أن يفوز نتنياهو على مقابله من حزب العمل شمعون بيريز في أوّل محاولة له للوصول لكرسي رئاسة الوزراء في إسرائيل، وكان المحبون لفكرة وصول نتياهو يريدون تأكيد الوجه الإسرائيلي الأقبح والمعادي للصلح وللسلام بفجاجة لا يمكن أن تعرض بغير أسلوبه الكاذب المستهتر، ولهذا تمنوا أن يصل للمنصب لأنّه لن يصنع شيئاً غير كشف الوجه الحقيقي للتوجه الصهيوني الإستئصالي للعرب في فلسطين. وهذه المواقف المرعبة المكشوفة تزداد رغبة العرب والمسلمين في وجودها وإنكشافها، لأنّ الواقع الممارس أكبر بشاعة وضرراً، وبحكم طريقة الأُمة المسلمة المختلفة في ممارستها اللفظية فإنّها بحاجة لانكشاف مواقف خصومها. فترى المسلمين يرتاحون عندما يصرّح بوش بكلمة حرب "صليبية" ضدهم، وكأنّه يعطيهم سلاحاً جديداً مهماً بأيديهم، لأنّ المسلمين عانوا كثيراً من اللغة الليبرالية المؤيدة للغرب في بلادهم، التي تحب أن تتنكر دائماً لكلِّ المواقف الحقيقية الغربية التي تريد بهم شراً، سواء كانت مواقف دينية أو غيرها.
وبخاصة أنّ السياسي الغربي الممتهن للسياسة لا يصل لموقعه السياسي إلا بعد زمن من المهارة اللفظية التي تسمح له بالكثير من المغالطة والتخفي. فالنصراني الأوروبي والأمريكي كما يصفه شكيب أرسلان يقوم بأعمال كثيرة نوازعها دينية، ويخفي هذا الجانب، متظاهراً بغير الحقيقة الدينية. وبينما المسلم يتظاهر بالدوافع الدينية وقد لا يكون كذلك. فبوش الابن مغرق في تدينه، ولا يخرج قاموس معرفته عن الإنجيل كثيراً، ويقسم العالم ويمارس السياسة كإنجيلي تائب. ومع ذلك تجد ليبراليين عرباً يحاولون إخفاء النوازع الدينية له، فيفرح المتدينون في العالم الإسلامي وكأنّ القبض على بوش متلبساً بالموقف الكنسي الصليبي يمكّنهم في الوقت نفسه من القبض على الليبراليين في بلادهم متلبسين بالخداع والمغالطة.
وهناك أسباب أخرى كالبحث عن الأهمية للموقف الإسلامي والعربي، وإعطاء العالم العربي والإسلامي أهمية دولية كبيرة في الصراع الأُممي. وأنهم يقفون ضد هؤلاء مهما كانت قوتهم، وأنّ عند المسلمين من الإمكانات والمواقف والأفكار ما يجعلهم قادرين على المواجهة أو التوازن، بل والتغليب لما يرونه حقاً ومصلحة عقدية أو سياسية أو وطنية.
ووجد العرب والمسلمون أنفسهم في موقف واحد مع كثيرين في العالم، كلّهم يؤكد الموقف وتأييد نظرية صراع الحضارات، حتى ممن لم يكونوا يدخلون في التسليم بهذه القضايا، وأصبح الموقف في العالم العربي شبه موحد على استيعاب هذه المشاعر، فكاتب مثل أدونيس يتحدث عن: "التصادم الذي تبدو ملامحه جلية، فيما إذا عمقنا النظر، واخترقنا حجب الكياسة والديبلوماسية"، وينقل في المقالة نفسها كلاماً لوزير خارجية فرنسا السابق هوبير فيدرين عن مقالة للوزير بعنوان: "كيف ننكر تصادم الإسلام – الغرب؟ ويعدد فيدرين في المقالة أسباب التصادم: "الجذور العريقة التاريخية لهذا التصادم، تمسك المتطرفين بهذه الجذور وإعتمادهم عليها، الحرب المحتملة على العراق، سد الأفق في وجه الفلسطينيين، وتجريدهم من أي أمل، الإرهاب الأصولي باسم الإسلام، أحادية الهيمنة الأمريكية.
ولكن التصادم مع الإسلام شعار محبب للغربيين، لماذا؟
لأنّه يصنع وحدة داخلية مطلوبة في الغرب، تحفظ لهم تماسكهم، ولو لم يحدث من المسلمين شيء بحجم أحداث نيويورك فإنّ الحاجة كانت موجودة للبحث عن طريقة للتدمير والنقمة، وكتبت نصوص كثيرة في هذا السياق بعد سقوط روسيا، وهذه القاعدة منذ أيام أفلاطون ومكيافيللي راسخة في التفكير الغربي. إذ يشترط بُناة الدول الغربيون وجود عدو وجيش وإيمان لتماسك كياناتهم. وذلك حقهم في بناء فلسفتهم وفلسفة دولهم، ولكن ليس حقاً لهم أن يجعلوا منا الهدف الذي يتدرب عليه كلّ من أراد القتل، أو يريد أن يجرّب سلاحاً جديداً، أو يبني تماسكاً حزبياً، أو شهرة أو مجداً تاريخاً.
ويرى بعض من يحاول الإصلاح بين جبهتي المحيط الأطلسي أنّ مستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكية يتقرر في ما أسموه الشرق الأوسط، وأنّ هذه المنطقة التي قسمت الغرب، يمكنها أن تجمعهما أيضاً من خلال عمل يوحدهما، وهو وضع سياسة موحدة للعمل، وبهذا ينتصرون على المناوئين من الحكومات أو الشعوب التي ترفض سياستهم في المنطقة، أو تريد أن تستقل بقرارها. وبالتالي فوضع سياسة أوروبية جديدة تتعمد الحرب مع المخالفين وسياسة موحدة جديدة مثل سياسة الحرب الباردة ضد روسيا، في مواجهة من يرفض الاستعمار الغربي، ومن يحب أن يستقل أو يسود في بلاده، وهذه السياسة والمواجهة يرون أنها سوف تقوم بتوحيد الغرب، أوروبا وأمريكا، مرّة أخرى وتجدد سياسة وثقافة الاستعمار وقيمه، وتتخلص من أفكار الحرِّية، وكراهية الاستعمار التي انتشرت في أمريكا وأوروبا وغيرها، وتعيد قيم الاحتلال للعالم كما كانت في بداية عصر الإستعمار.
كما أنّها ستحقق مصالح الغرب [المسيحي] في عالم العرب والمسلمين. لأنّ موقف التكبر الأمريكي، والتمزق الأوروبي لا يخدم طموحات الغرب. ورؤية من يرى أن يقوم "الجنس الأبيض الأنغلوساكسوني البروتستانتي" الذي يُعرف إختصاراً بـ"الواسب"، أي دول أمريكا وبريطانيا وأستراليا، وربما نيوزيلاندا بعمل منفرد عن أوروبا فكرة فاشلة. كما أنّه ليست هناك أوروبا من دون وجود فرنسا وألمانيا.
وتبقى عقد التاريخ الألماني والفرنسي قائمة، فشعور الألمان بالتميّز لم يغب، وشعور فرنسا بهوية مستقلة ودين "الكاثوليكية" يخالف البريطانيين والأمريكيين والألمان، شعور ماثل.
سيحاول الغرب أن يعيد قصة الوحدة المسيحية في تحالف مقدس كالذي تم ضد الدولة العثمانية، وتمكّن من تدميرها وإخراجها من أوروبا لاحقاً. غير أنّه ليس في العالم الإسلامي دولة تسمح بإقامة تحالف ضدها، ولا حرب، وتبقى الغنائم هي الميدان، وهذه تجعل الأكلة تتنافس، وربما تتمرد الضحية ويفسد المخطط الذي يُعاد طرحه مرات متكررة، لأنّ وحدة الصف الأمريكي الأوروبي تحتاج لعدو مثل بريجنيف يتوحد الغرب ضده.
يرى هوبير فيدرين، في كتابه عن العولمة بأنّها ستكون استمراراً تاريخياً لدور الغرب في العالم العربي، وليس غافلاً في سياقاته السياسية عن التاريخ والدين. وفرنسا بدأت بالعمل في خطوات حثيثة على صناعة موقف جديد من العالم العربي والإسلامي يتمثل في توطيد لمواقفها، وترسيخ للعلاقة المباشرة مع النخبة فكرياً وسياسياً، والتعرف إلى الخريطة الإسلامية بخاصة، وفتح أبواب الحوار، وإعطاء دور لخبراء المنطقة العربية في بلادهم وتشجيع للاستشراق مجدداً. وتوطيد دور المؤسسات الفكرية والبحثية في العالم العربي. وتعزيز العلاقة مع المسلمين في فرنسا، فاعتراف الحكومة الفرنسية بالوجود الإسلامي في فرنسا كظاهرة جديدة على الحكومة وفلسفتها، والإعتراف بل ربّما التشجيع على إقامة ما يشبه مجلس للمسلمين في فرنسا والمشرف عليه مدير للمركز الإسلامي. وبتنسيق مع وزير الداخلية الذي امتدح في افتتاح المجلس مسألة وجود "إسلام فرنسي وليس وجود إسلام في فرنسا".
وإن كانت فرنسا ترى في هذه الخطوات خطاً مستمراً من الديبلوماسية والنفوذ منذ أيام نابليون إلى ما بعد استقلال الجزائر، فإنّه ليس بالضرورة أن تكون النتيجة واحدة. وعلى الرغم من وجود الموقف المتطرف القاهر للمسلمين من قبل السلطات الفرنسية في أدوار عديدة زمن الاستعمار المباشر للبلاد الإسلامية في شمال أفريقيا، ولكنها في بعض الفترات لم تنفصل عن البحث عن طريق لعلاقة ودية مع بعض المسلمين تؤكد بقاء المصالح وتنفي الضرر. واليوم هي تبحث عن طريقة لاستيعاب الإسلام وفرنسته "صناعة إسلام فرنسي"، مع الحرص على وجود قطيعة مع الإسلام نفسه، بحيث لا يضيرها وجود ديكور إسلامي، وأعياد ومناسبات إسلامية هامشية، ومظاهر تحتج بها على أنّها بلدان منفتحة وتقبل وجود المخالفين، وتضغط بهذه المظاهر للحصول على غنائم لمن تحب من العواطف خارج أرضها. وسوف يحتج الليبراليون في فرنسا واليمينيون بضغط المتطرفين العنصريين الفرنسيين للتوصل إلى إلغاء تدريجي لما يستطيعون من الوجود والمظاهر الإسلامية.
وهذه فرنسا "دولة الحرية العلمانية" تنشر استخباراتها العامة تقريراً يحذّر من تزايد عدد الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام، وقالت جريدة "لوفيغارو": "إنّ في الأمر ظاهرة مقلقة ومتسعة النطاق من انتشار الإسلام بين الفرنسيين، ويحذّر من خطر جماعة التبليغ، ويذكر أنّ مسجداً في ضواحي باريس يسجل وحده إقبال شخصين أو ثلاثة على اعتناق الإسلام أسبوعياً. ومن المعتنقين للإسلام أشخاص متدينون ومسيحيون سابقون وغيرهم، وعدد المعتنقين للإسلام يتراوح بين ثلاثين ألف وخمسين ألف فرنسي". "في العام الواحد". وهناك رغبة في ربط الخوف من الإسلام بمسألة الإرهاب، وقيادات المجتمع النصراني المتظاهر بالعلمانية يكرهون إقبال أُممهم على الإسلام، ومن قبل الإرهاب كانوا يضايقون المسلمين، بل هناك من يغتال قيادات الدعوة الإسلامية بسبب أو بآخر، كما في تاريخ المسلمين السود في أمريكا، واليوم وجدوا عذراً يلوحون به في وجه المسلمين، فشخص فرنسي اعتقل بتهمة الإرهاب، يجعل خمسين ألف فرنسي مهتدٍ للإسلام في عين التهمة!! إنّه الاستثمار السياسي الماهر للحدث، الذي لم يغب لحظة عن الإستراتيجية النصرانية تجاه المسلمين؛ فيرون اليوم أنّ الإسلام يمكن أن يرفع في وجهه شبهة التطرف والإرهاب، ليمكن السيطرة عليه. ولم يزل الإرهاب سلاح الدول القوية، ولم يكن سلاح الضعفاء. فالدول الإستعمارية ترهب وتقتل، بل وتحتل، ثمّ تسمي المظلوم الذي يبدي شيئاً من المقاومة أو التمرد "إرهابياً"، ولو لم يفكر أبداً في الانتصار لنفسه! بل دعا لدينه مثل جماعة التبليغ في أطراف باريس!! وماذا يدل عليه هذا؟ إنّه جاذبية الحقّ، وطبيعة الأديان، ونوع أتباعها، ويوم يشتد الظلم على المسلمين تبقى فطر حية، حتى وسط الخصوم، قادرة على الرؤية في الظلام. لقد كان صعباً وبخاصة في السنوات الأخيرة أن تجد من يمكنه تجاوز الحملة القاسية على كلِّ ما هو إسلامي، حتى إن ما كان يعتبر قانونياً خروجاً على القانون والأدب، وعنصرياً، أصبح مقبولاً إذا موضوعه نقد المسلمين والإسلام وثقافته.
كما أنّ وجود أكثر من خمسة عشر مليون مسلم في أوروبا، وتنامي عدد المساجد حتى إنّ في ألمانيا وحدها ألف وخمسمئة مسجد، وتجاوز المسلمين لعدد اليهود في أوروبا، وتجاوز عدد المسلمين لعدد الكاثوليك في العالم بدءاً من عام 2000 وتفجر الحالة السكانية في عددهم، ووجود المواجهات التي تقودها توجهات إسلامية في فلسطين وغيرها من الدول وتحكيم الشريعة في نيجيريا، قد أوهم بعض المتعصبين الدينيين بأنّ المسلمين يفعلون ذلك بتخطيط ورؤية، نسيها النصارى الذين كانوا يؤمنون بــ"أنّه لا رؤية بلا إيمان".
والكاتب بيوكانن – المؤثر في ثقافة اليمين الأمريكي وهو كاثوليكي – يسخر من قادة المسيحية الذين يدورون في العالم يعتذرون من الخطايا التي فعلها الغرب، فكيف يعتنق أحد عقيدة المعتذرين عن الخطايا المسيحة خلال القرون السالفة؟ بل هو ينشر الرعب من أُمّة أو أُمم سلبها الغرب كلّ شيء، ولكنها تستعد للمطالبة بعد الإعتذار، يهوّل الموقف ليوقظ قومه المعتذرين الشاعرين بالذنب، ويزعم بأنّ المسلمين سوف يطالبون الغرب بمظالمه وبتعويض ما سلب منهم، ثمّ يسلبون الغرب ما يملك. ثمّ يضع الكاتب وصفة لخلاص الغرب من حالته القائمة وهي "استعادة الإيمان المقاتل الذي كان للغرب في شبابه". ويدعو إلى استعادة ثقافة الاستشهاد النصراني، وثقافة عدم التسامح، والخلاص من ثقافة تساوي الأديان؛ فأجدادهم الذين فتحوا العالم كانوا يؤمنون بدين واحد صحيح فقط إنّه النصرانية، وبقية الأديان إنما هي أكاذيب.
كاتب هذه النصوص السابقة هو ممن يصنّف من اليمين المعتدل في أمريكا، وكان كاتباً لخطب الرئيس، ومتحدثاً ليلياً ومحاوراً على قناة ليبرالية هي الأشهر في العالم فترة طويلة، ودخل الانتخابات الرئاسية في أغلب الدورات الانتخابية، آخرها ضد بوش الابن مرتين، ولو حمل هذه الأفكار مسلم لكان مطارداً بحجة التطرف، أو مهجوراً في أعماق السجون بتهمة الإرهاب والدعوة له، ويبقى هذا على الرغم من تطرفه معتدلاً إذا قورن بفالول أو بات روبرتسن "مرشح مهم للرئاسة سابقاً" أو فرانكلن غراهام، أو المنظّر العسكري رالف بيتر، وبقية رواد المجتمع وزعماء التوجيه الديني والسياسي في أمريكا. هؤلاء يثيرون المواجهات، ويزرعون الأحقاد، وقد يفتحون الطريق لمسلوبي الحقوق من دون قصد، وهم دعاة المواجهة وإحتلال العالم الإسلامي بكلِّ حجة وطريقة.
المصدر: كتاب ملامح المستقبل
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق