أرادوا أن يعاقبوه بالإحراق، ولا ذنب له إلا أن قال: ربِّي الله، ولا جُرم ارتكبه إلا نقمتهُ على أصنامهم، وإنكارهُ عبادة أوثانهم، ولكن إعلان التوحيد والجهر بدعوة الناس إليه، يُقِضُّ مضاجع الطغاة ويُكدِّر صفو عيشهم، لأنّه يخلِّص الناس من ربقةِ استعبادهم، وتنكشف به خبايا أراجيفهم، فيحذِّر الناس الوقوع في شِراكهم، وينفضُّون من حولهم، ويهبُّون لدفع الحَيفِ عنهم، وفي ذلك ذهابُ سلطانهم، والحدّ من طغيانهم.
جاش خاطر إحراقه في نفوسهم، ولكن كيف يحرقونه؟ لابدّ أن يُصلوه ناراً حامية، تعادلُ لَظَى الحقد المتأجِّج في صدورهم. إنّ شرارة تكفي لإحراق مدينة بأسرها، ولكنهم أبَوا إلا أن تكون ناراً هائلة، وشرعوا يجمعون حَطباً من هنا وهناك، وجعلوا ذلك قرباناً لآلهتهم، وبرّاً بمعبوداتهم، حتى إنّ المرأة منهم كانت إذا مرضت نذرت: إنْ عوفيتْ لتجمعنَّ حطباً لحريق إبراهيم!
مكثوا مدّة يجمعون الحطب، حتى تراكمت أعواده، وضاق المكان بأكوامه، ثمّ ابتنَوا حظيرة واسعة، وأشعلوا النار فيها، فاضطرمت وتأجّجت واندلع لسانها، وعلا لهيبُها، وسطع ضَوءها، واحمرّ جمرها، ثمّ قيّدوه ورَمَوا به فيها، وهم له كارهون، ولعذابه مغتبطون!
ألقي في النار المستَعمرة، وقلبهُ بالإيمان مُفعَم، وثقتهُ بالله شديدة، وصِلته به وثيقة، وأمله في النجاة وطيد، لذلك لم تزعزِعه النكبات، ولم تزلزله الحوادث، ولم تَرُعه النار، بل أقبل عليها بصدر رحب، ونفس مطمئنة: إنّه الآن في جوف النار، يخفيه دخانُها، ويحتويه لهيبها، ويغلب على صوته زفيرها وشهيقها، فماذا فعلت النار بإبراهيم؟
إنّها أحرقت منه الوَثاق (الحبل)، فصار حُرّاً طليقاً، وأذهب الله عنها حِدَّتها، وصعَّد منها حرارتها، وحفظه من لظاها، وأنقذه من سعيرها، وجعلها عليه برداً وسلاماً؟
ولمّا خبا ضَوءها، وانقشَع دخانها، وسكن أوَارُها (حرُها) وجدوه معافىً سليماً، ورأوه حُرّاً طليقاً.. فعجبوا لحاله، وشُدِهوا لنجاته، وانصرفوا عنه ناقمين، وتوارَوا عن أعين الناس خجِلين.
وهكذا تمثّلت الآية الكبرى، والمعجزة العظمى، غالبوه بالجدل فغلِبوا على أمرهم، وفَزِعوا إلى القوّة، فرُدّ كيدهم في نحورهم، ولجئوا إلى النار، فنزعَ الله منها طبعها، ودفع عنه أذى حرّها، وأرادوا به كيداً فجعلهم الله من الأخسرين.
بُهِرَ الناس بتلك الآية الكبرى، حتى أوشكوا أن يُسلموا زمامَهم له، ويُلقُوا قيادهم إليه، وكادوا يُجمِعون أمرهم على اتباعه، ولكن بعضهم آثر ما يتقلب فيه من نعيم الحياة وسؤدَدِها، وخاف غيرهم أن ينالهم أذى الكافرين والملحِدين، لذلك لم يؤمن بإبراهيم إلا نفر قليل، كتموا إيمانهم عن القوم، خوفاً من الطغاة، وحذراً من الموت.
أمّا الملك نمرود، فقد انتهى إليه شُعاعٌ من ذلك النور الذي بُهر به قومه، واقتحمت عليه قصره موجةٌ من هذا التيار الجارف، وترامى إليه خبرُ إبراهيم ومعجزته الخالدة، فطغى طغيانه، وزاد بُهتانه. أليس هو من آلهتهم وإبراهيم يكيل القدح فيها، ويعيب على القوم عبادتها!
فدعا إبراهيمَ إليه، فلمّا مَثل بين يديه صوّب إليه نظره، وقال: ما هذه الفتنة التي أيقظتها، وتلك النار التي أشعلتها! وما هذا الإله الذي تدعو إليه؟ هل تعرف ربّاً غيري، وإلهاً يستحق العبادة دوني! مَنْ ذا الذي يعلو مَقامه عليَّ، ويرتفع قدرهُ فوق قدري! ألا تراني أصرف الأُمور وأُدبِّرها، وأنقضها وأبرمها؟ فأمري نافذ، وحكمي قاطع، عيونُ الناسِ متطلعة إليَّ وآمالهم متعلقة بي، فهل تجد لي مخالفاً، أو ترى عليَّ خارجاً! فلماذا خَرجتَ على إجماعهم، وانتقضت على معبوداتهم! ما ربّك الذي تدعو إليه، ومَنْ إلهك الذي تحثُّ على عبادته؟
فأجابه إبراهيم في ثبات جَنَان، وطلاقة لسان، وقال: ربِّي الذي يحُيي ويُميت، فهو وحده الذي يمنح الحياة ويسلبها، وينشئ الخلق ويفنيه، ويبدع العوالم الحيّة ويميتها، فألقمه الحجر، وأفحمه بالحجة.
ولكن نمرودَ أخذته العزّة بالإثم، فكابر وجادل بالباطل، وقال: أنا أحيي مَنْ أشاء بالعفو عنه، فينعم بالحياة بعد أن تمثّل له شبح الموت، ويتنسَّم ريح الحياة بعد أن تقطّعت نفسهُ حسرات على الحرمان من متاعها، وأوصِدت في وجههِ أبواب الأمل فيها، وأنا كذلك أميتُ مَنْ أشاء بأمري، وأقضي عليه بحكمي، وسرعان ما تُزهَق روحه، ويُحرم حياته، فلم يأت ربّك بدعاً ولم يفعل عجباً.
وارَبَ (خاتل) نمورد في حِواره، ومارى في جداله، إذ نأى عمّا ذكره إبراهيم من إنشاء الحياة وخلقها، ومنحها وسلبها، ولجأ إلى المراوغة، ولكن أين يجول هذا الغِرّ الجاهل! وكيف يستطيع الثبات أمامَ عزم النبوّة الباهر!
أجابه إبراهيم بقوله: إنّ الله سَخَّرَ الشمسَ، وجعل لها نظاماً لا تَحِيد عنه، فهو يأتي بها من المشرق، فإن كنتَ كما تدّعي قديراً، وكما زعمتَ إلهاً، فغيِّر هذا النظام الذي جَرَتَ به سُنّة الله، واقتضته إرادته، وأتِ بها من المغرب.
فبُهت الذي كفر، إذ بان ظلالهُ، وظهر كذبه ووضح بهتانه، وبدت جهالته، فقد قرعته الحجّة البالغة، وصدمته الآية البيِّنة، وخاف أن يُثلّ عرشه، وتُدَكَّ قوائم ملكه، فصار إبراهيم أبغض الناس إليه، وأشدّهم عداوة له، ولكن ما يصنع به، وقد أتى بعقيدة جديدة دَعَمها بمعجزة باهرة!
ما أظنّه إلا أوجس خِيفَة منه، وخاف أن يكتسح إبراهيم ملكه، ويُقوِّضَ عرشه، إن أعلن له العداء، أو كشف له عن البغضاء، لذلك أبقى عليه، وهو يتربّص به الدوائر، وينتظر أن تحين له الفرصة للإنتقام منه. ثم بثَّ عيونه ليحذِّروا الناس اتباعه، ويبعدوهم عن حظيرته، فكان إبراهيم يرى من التضييق عليه والإضرار به ما يراه المصلحون في كل أُمّة، فضاقت نفسه بالمُقام بينهم، وارتأى الهجرة عنهم، وفرَّ بدينه من تلك الأرض الجرداء التي لم يزدَهر بها نبتهُ، ولم يُثمر فيها غَرسُه، وهاجر إلى أرض قد تنمو فيها دعوته، ويخصِبُ فيها بذره، وترك وطنه وقومه بعد أن حقت عليهم كلمة العذاب، إذ لم يؤمنوا بعد إذ جاءهم الهدى، وكفروا بعد أن قامت البيِّنة، وسار حتى حَطّ رحاله بفلسطين.
ألقى إبراهيم عصاه في حَرّان، فارّاً بدينه، تاركاً وطنه وقومه، عَلّه يجد في غيرهما آذاناً مُصغِية، وعقولاً ناضجة، ونفوساً طاهرة، ونزل بين ظَهرَاني أهل هذه البلاد، وسَرعان ما تبيَّن ظلالَهُم، وعرفَ زَيغَهم، إذ وجدهم يعبُدون الكواكب من دون الله، فأراد أن يُنبِّههم على خطأهم ويرشدَهم إلى فساد اعتقادهم. فاختار لذلك سبيلَ العقل، وطريق الحجة، حتى إذا ما استبانوا الحق، وتبيَّنوا الرُّشد سلكوا سبيله، وأصغوا إلى ندائه، واتَّبعوا دعوته.
جَنَّ عليه الليل، وستره الظلام، فرأى كوكباً ممّا يعبدون، وهو بين جماعة منهم يتحدّثون ويسمُرون، فجاراهم في زعمهم، وحكى قولهم، فقال: هذا ربِّي!
طريق في الحوار حكيم، ومنهج في الكلام قويم. انظر إليه يحاكيهم في اعتقادهم، ولا يُعلن مخالفتهم، أو يُسفِّه أحلامَهم، ويُحقِّر معبوداتهم، فذلك أدعى إلى إنصاتِهم لقوله، وتفهّمِهم لحجّته، ثمّ لم يلبث أن كرَّ على قولهم يَنقُضُه، ورَجع إلى مذهبهم يُزيِّفه، ولكن من طريق خفيّ، ينبئ عن سدادِ رأيه، ونفاذ بصيرته! فلمّا أفَل هذا الكوكب وغاب هذا النجم تحت الأفق، تفقّده فلم يجده، وبحث عنه فلم يره، فقال: لا أحبُّ الآلهة المتغيِّرين من حال إلى حال، المنتقلين من مكان إلى مكان. ثمّ عرّض بآلهتهم، وتنقّص معبوداتهم، وأعلن بغضه لها، وتبرّأه من حُبّها.
ولمّا رأى القمر بازغاً، وهو أسطعُ نوراً من ذلك الكوكب، وأكبر منه حجماً، وأكثر نفعاً، قال: هذا ربِّي، استدراجاً لهم واستهواءً لقلوبهم.
فلمّا أفَل هذا أيضاً واحتجب، واختفى نورهُ واستتر، قال: (لَئِن لَم يَهدِني ربِّي لأكونَنَّ مِنَ القَومِ الضّالِّين) (الأنعام/77)، بياناً لهم أنّ الله هو مصدرُ الهداية ومانحُ التوفيق عند الشكّ والحيرة.
جاوز التعريضَ إلى ما هو أفصح منه، لمّا أنس منهم سكوتاً على بغضه لآلهتهم وإغضاء عن ذمّه معبوداتهم، وأبانَ أنّه غير مطمئن النفس، مُبلبلُ الفكر، لم يهتد بعد إلى طريق الحق، ولما يقف على سبيل الرُّشدِ. وطلب من الله أن ينقِذه من ذلك الضلال البعيد، وينير له هذا الليل البهيم، فهذا الذي يعبدونه مخلوق مسيّر، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّاً.
ثمّ رأى الشمس بازغة يتألّق نورها، وينبعث منها شُعاعها، وقد كست الدنيا جمالاً، وملأت الأرض حياةً وبهاءً، وأرجاءَ الكون نوراً وضياءً، فقال: هذا ربِّي، هذا أكبرُ من كل الكواكب، وأكثر نفعاً، وأجلّ شأناً، فلمّا أفلت كغيرها، عن عبّادها رماهم بالشِّرك، ووسَمهم بالكفر، وقال: إنِّي بريء ممّا تشركون، فهذه الكواكب التي تنتقل من مكان إلى مكان، وتتحوّل من حال إلى حال، لابدّ لها من خالق يُدبِّرها ويُحرِّكها، وإله يُطلعها ويسيرها، فهي لا تستأهِل عبادة ولا تستحق إكباراً ولا تعظيماً.
وبعد أن أعلن انصرافه عن آلهتهم، وبراءته من معبوداتهم، أفاض في الحديث عمّن يخصه بخضوعه، ويتوجّه إليه بعبادته، فقال: (إنِّي وَجَّهتُ وَجهِي لِلذي فَطَرَ السَّمواتِ والأرض حَنِيفاً وَما أنا مِنَ المُشرِكِين) (الأنعام/79).
حاجَّه قومُه في ذلك الذي فاجأهم به، ودعاهم إليه، عساه أن يرجع إلى عقيدتهم، أو يرتدّ عن ادعائه إشراكهم، فقال: أتحاجُّوني في الله وقد هداني إلى الصراط المستقيم، وأرشدني إلى الطريق القويم؟!
خوَّفوه بطش آلهتهم، وحذَّروه أن تصيبَه بسوء، أو تُلحق به أذى إذا نَكَل عن عبادتها، وتجانَفَ عن الخضوع لها، ولكنه لم يستمع إلى نصحهم، ولم يستجب إلى دعائهم، بل تعجّب أن يخوِّفوه شيئاً مأمون الجانب، لا يملك ضرّاً ولا نفعاً، وهم لا يخافون إشراكهم بالله ما لم يُنزِّل به عليهم سلطاناً، وقد كان عليهم أن يحذروا الله ويخافوا عقابه، فقد ارتكبوا إثماً بكيراً، واقترفوا ذنباً عظيماً، فجزاؤهم – إن استمروا على كفرهم – جهنمُ، وبئس المصير.
عمَّ القحط، وشَمِلَ الجَدبُ والغلاء، وضاقت سُبُل العيش في الشام، فرحل إبراهيم إلى مصر، تصحبه زوجه سارّة، وهَبَط أرضها حين كان القابض على زمامها والمسيطر على أمورها، أحدَ ملوك العرب العماليق، الذين استبدّوا بالملك آونةً من الدهر.
وكانت سارّة ذاتَ جمالٍ باهر، فَوَشى بها أحدُ بطانة السوء إلى الملك وأغراه بجمالها، وزيّن له حسنها، وحبَّب إليه الإستحواذ عليها، فصادفت هذه المقالة رغبةً في نفسه، وهوىً في فؤاده. فدعا إبراهيم إليه وسأله عمّا يربطهما من سبب، وما يصل بينهما من قرابة، فَفَطِن إبراهيم إلى مَأربهِ، وعرف مَقصدَه، وخاف إن أخبره أنّها زوجته أن يُبيِّت الشر له، ويعمل على الإيقاع به، لتخلُص من د ونه ويستأثر بها مِن بعده.
فقال له: هي أختي، والأخت كما تكون في النسب تكون في الدين واللغة والإنسانية.
فَهِمَ الملك أنّها ليست بذات بَعْل (زوج)، فأمر أن يذهبوا بها إلى قصره، ويسوقوها إلى مَخدَعه. ورجع إبراهيم إلى زوجته، فأخبرها بقصته، وطلب إليها أن تكون مُصَدِّقة لقوله مؤكدة لخبره، ثمّ أسلمها لعين الله تحرسها، وعناية الله ترعاها وتحفظها.
أدخلت إلى قصره، وزُيِّنت بفاخر الثياب وثمين الحلى ولكنها لم تعبأ بهذا الزخرف البَرّاق، ولا بذاك البَذخ الخلاب، ولم تُعْن بما أحيطت به من نعمة، وما رأت من سَعَةِ السلطان وبَسطَةِ العيش، ولم يُنسِها كلُّ ذلك الوفاء لزوجها والإستمساكَ بدينها، وجلست مكتبئة حزينة، بل انتبذت مكاناً قصيّاً.
ولما أقبل الملكُ عليها، ورأى ما بها من لوعة وأسى، حاول أن يخفف من حزنها، ويؤنِسَ وحشتها، ويزيل اكتئابها، فَجفَلت. وانتكس يحسُّ اضطراباً في نفسه، ووجيباً (اضطراب) في قلبه. وأراد أن يعيد الكَرَّة، فعاد إليه اضطرابه، وعاوده انتِكاسه، فأوجس خيفة منها وأوى إلى فراشه، وغطّ في نومه. ورأى رؤيا استبان بها وَجهَ الحق، وتبيَّن منها سبيل الرُّشد، وعرف أنّ لها بعلاً، وأنّ عليه أن يخلي سبيلها، ويتركها وشأنها، وألا يمسّها بسوء، أو يقربها بإثم.
فلمّا أفاق من نومه، رأى أنّ لا مناصَ من إطلاق سراحها، فوهبها هاجر، خادماً لها، وأسلمها إلى زوجها.
فهل ترى مِحنةً أشدّ، وفتنة أعظم من ذلك! رجل غريب يَفِد إلى بلد يسعى فيه لطلب الرِّزق، فتُسلَب منه زوجُه، ويفرّق بينه وبين أهله!! ولكن الذي نجّى إبراهيمَ من حرّ النار وسعيرها، حفظه من وصمة العار، ونجّاه من الظلم والعُدوان.
أقام إبراهيم بمصر ما شاء الله أن يقيم، وكان وادعَ النفس، دَمِث الخُلق، ليِّن العريكة، طويلَ الأناة، دَؤوباً على العمل، لذلك كَثُرَ ماله ونمت أنعامه، وارتفع ذكره. ولكن القوم حسدوه على مكانته، ونَقَموا عليه سَعة نعمته، وسوَّلت لهم نفوسهم أن تمتد أيديهم إليه بالأذى. وأحسَّ منهم إبراهيم جَفوَة، فأزمع الرحيل عنهم، وجعل وجهته فلسطين، تلك الأرض المقدّسة، التي اتخذها قبلُ موطناً، وأقام فيها زمناً. فانطلق حتى ألقى بها عصار التسيار.
تنويه: مهما تحدثنا عن النبي إبراهيم (ع) والأنبياء الكرام فالحديث لن ينتهي، ودائماً للحديث بقية مع الأنبياء والرسل سلام الله عليهم أجمعين.
المصدر: كتاب قصص القرآن
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق