في الثامن من سبتمبر من كلّ عام يُحي العالم بأسره يوماً تضامنياً مع الشعوب والفئات التي تعاني من الأمّية بما يعزّز جهودها في محاربتها وتحقيق أحد حقوق الإنسان الأساسية وهو «الحقّ في التعليم». يعتبر محو الأمية من أهمّ العناصر والمتطلّبات لتنمية المجتمع وتطوّره، وهو من الحقوق الأساسية للأفراد بكلّ فئاتهم العمرية، وأساس عملية التعلّم طوال الحياة ويساعد بشكل كبير على تنمية المجتمع، ويشكل أداة فعّالة في تحسين الحياة من جميع النواحي الاجتماعية والصحية والاقتصادية، وزيادة الدخل. تعني الأمية عدم معرفة القراءة والكتابة، والشخص الأمّي هو الشخص الذي لا يستطيع القراءة والكتابة للجمل القصيرة وفهمها، أو الشخص الذي فات سن تعليمه وظل جاهلاً بالقراءة والكتابة. تشكل الأمية عائقاً كبيراً أمام تحسين الظروف الحياتية لذلك تعمل الأمم على إيجاد الحلول لهذه المشكلة، وهي مشكلة مزمنة وشائكة لها عدّة أسباب تربوية واجتماعية واقتصادية وتاريخية من أهمّها: الظروف السياسية التي تعيق التعليم، وفقرالأسرة الذي لا يسمح لها بسداد تكاليف المدارس ويجبرها على تشغيل أبنائها للمساعدة في مصاريف الأسرة، وانخفاض مستوى تعليم الأسرة التي لا ترى مدى أهمية التعليم لذلك تحرم أبنائها منه، وموت الوالدين واضطرار الأبناء إلى تحمّل مسؤولية الأسرة، وعدم قيام أجهزة الإعلام بدورها في توعية الأمّيين على ضرورة التحاقهم ببرامج محو الأميّة.
أهداف وبرامج محو الأمية:
البرامج التي تعمل على محو الأمية في تطوّر مستمر نتيجة للتطوّر التكنولوجي السريع والمتواصل في العالم، لما لمحو الأمية من آثار إيجابية لمستقبل أفضل لذلك تعمل العديد من المنظمات على تطوير برامج رائدة تساعد للتخلص من المشكلة، والتخفيف منها؛ لأنّها أساس التعليم والتعلّم في الحياة، ويعتبر من الحقوق الأساسية التي ينصّ عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كون التعليم هو الوسيلة الفعّالة، والركيزة الأساسية في التغيير الاجتماعي، وكون الأمية إحدى ظواهر التخلف الاجتماعي، يجب أن يتاح التعليم لكلّ أبناء المجتمع باعتباره أحد المخارج المهمّة من دائرة الأوبئة الاجتماعية كالفقر، والجهل وغيرها، وهو من الثروات الحقيقية لأيّ مجتمع والتي تساعد على استغلال قدرات وطاقات ومهارات الموارد البشرية. فتعمل المنظمات على عدّة مشاريع مثل مشروع «توفير التعليم الأساسي للشباب والكبار» حيث يعمل على تعليم المشاركين وتشجيعهم على المشاركة في مشروع القراءة والكتابة بلغتهم الأُم، ويتمّ إعطاؤهم جوائز في نهاية المشروع. في بعض المناطق يتمّ التركيز على تعليم النساء حيث إنّهنّ يشكلن نصف المجتمع، وهنّ أساس الأسرة، ولا يمكن تحقيق التنمية المستدامة بدون أن تتمتع النساء بحقوق متساوية وفرص متكافئة، ويسعى البرنامج لتزويدهن بمهارات الكتابة والقراءة لتحسين حياتهن وتدريبهن في مجالات الصحة والتنمية الاقتصادية المستدامة. باعتبار أنّ الشباب هم عماد المجتمع، تقع عليهم مسؤولية البحث عن حلول لهذه المشكلة والمساهمة في حلّها، من خلال عمل فصول لمحو الأمية، وتشجيع الأميين وتوعيتهم لمدى أهمية الالتحاق بهذه الصفوف، ومدى أهمية التعليم وتحفزيهم على الاستمرار فيه. كون مشكلة محو الأمية من أخطر المشاكل التي تواجه المجتمع، فإنّ كفاحها مهمة المجتمع ككلّ فلا تنمية، ولا تطوّر، ولا ديموقراطية مع وجود خطرالأمية ولذلك فإنّ حلّها من أهمّ الأولويات. باعتبار أنّ حل هذه المشكلة يساعد الناس على اتخاذ القرارات الصحيحة في كلّ المجالات الاقتصادية والاجتماعية، ويشكل مفتاحاً لكلّ معرفة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق