• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مَن هو المؤمن؟

أسرة البلاغ

مَن هو المؤمن؟

◄قال رسول الله (ص):

"مَن سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، وساءَتْه سيِّئتُهُ فهو مُؤمِنٌ"[1].

كم تشعر بالسرور، إذا رأيت فقيراً محتاجاً وساعدته بقطعة نقود.

وكم ترتاح نفسك إذا قرأت آياتٍ من القرآن عند طلوع الفجر.

وكم تشعر بالرضى إذا قمتَ بعملٍ يَسُرُّ والديك.

إنّ كلَّ هذه الأعمال حسناتٌ أنتَ تُحِبُّها، لأنّك مؤمنٌ وترتاحُ نفسك إليها، وتفكِّر دائماً في فعلها.

وبالعكس فإنّ هناك أناساً يعملون السيئات ويفرحون بها.. كالذي يغشُّ الناس، أو يكذب عليهم، ويفرح لأنّه ربح شيئاً من المال الحرام، أو يترك الصلاة ولا يشعر أنّه مذنبٌ، ولا يتأذى من فعله هذا، ولا يحاسب نفسه، لماذا هو عمل السيِّئات.

إنّ هذا الإنسان ليس في قلبه إيمان صادق.

إنّ المؤمن الصادق.. من يتألم إذا أخطأ وعمل سيئة، ويحاسب نفسه عليها.. ثمّ يستغفر الله ويتوب، ويعتذر إلى الناس الذين أساء إليهم.. لذلك يقول الرسول محمّد (ص): "المؤمِنُ مَن ساءَتْهُ سَيِّئتُهُ"، أي من يتأذى في نفسه من عمل السوء، ويشعر بالكراهية لذلك العمل، ولا يرضى عن نفسه، لأنّه أساء، حتى يتوب.

إنّ من يحبُّ السيئة إنما هو إنسانٌ سيئٌ، والذي يحبُّ الحسنة إنما هو إنسان مُحسنٌ، طيِّبُ النفس.

إنك ترى الذُّباب يحبُّ القاذورات والمزابل والحيوانات الميِّتة، ويجتمع عليها، فينقل للناس المرض، لذلك يكرهه الناس، ويَرُشُّونه بالموادِّ السامّة للقضاء عليه، والتخلُّص منه.

أما النَّحْلُ فإنّه يحب الأزهار الجميلة ويجتمع عليها، فيعطينا العسل النافع لأجسامنا، لذلك يُحِبُّ الناس النحل ويربونه ويحافظون عليه.

 

الخلاصة:

إنّ إحساس نفوسنا بالسرور والرِّضى بفعل الخير والحسنات.. وإحساسها بالألم وعدم الرضى عند فعل الشر والسيئات من علامات الإيمان. إنّ هذا الإحساس في النفس نسميه: (الضمير).

فديننا الإسلامي إذن يريد أن يُربّي (الضمير) في نفوسنا لنعمل الخير والإحسان، ونبتعد عن السيئات والشرور. ►


[1]- البهبودي، صحيح الكافي، ص100.

ارسال التعليق

Top