• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مقومات المجتمع الإسلامي

عمار كاظم

مقومات المجتمع الإسلامي

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد مخاطباً الذين آمنوا مستثيراً إيمانهم من عمق وجدانهم، لكي يفكر الإنسان من موقعه الإيماني لا من موقعه الذاتي، لأنّ مشكلة الكثيرين منّا أنّهم عندما يفكرون في المواقف أو في الأشياء، فإنّهم ينطلقون من تفكيرهم الذاتي، كما لو كان مَن يفعل ذلك إنساناً لا انتماء له ولا قاعدة له. ومن هنا فنحن قد نعيش شخصيتنا الإيمانية في عباداتنا، ولكننا نعيش شخصيتنا الذاتية في موقفنا، وهذه هي الازدواجية بين حركة الذات وحركة الإيمان.

لهذا فإنّنا نلاحظ أنّ الله سبحانه وتعالى في كثير من الحالات يخاطب الناس بكلمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ليستحضر الإنسان الإيمان بربّه وإيمانه برسالته وبرسوله وباليوم الآخر، فإذا استحضر ذلك فكّر في الخط الذي لابدّ أن يتحرّك فيه من خلال ذلك. ولهذا فإذا كنت مؤمناً بالله وبرسوله وباليوم الآخر، فإنّ عليك أن تكون تقياً، لأنّ إيمانك بالله الخالق، البارىء، المصوّر، المنعم الذي يحيي ويميت وإليه تبعث، وفي اليوم الآخر أمامه تقف، يفرض عليك أن تراقب ربّك، وأن تعرّفه ربّك، ذلك أنّ علاقتك بربّك ليست علاقة مفصولة عن وجودك وعن حاضرك ومستقبلك، بل هي علاقة متصلة بكلّ شيء فيك، فأنت خلقت بإرادته وتحركت في الحياة في كلّ ما أودعه في جسمك من شروط الحياة، وما أعطاك من النعم المحيطة بكلّ حياتك من كلّ عناصر الحياة.

إنّ كلّ ذلك يجعلك مشدوداً لربّك من موقع اتصال وجودك بإرادته وبنعمته، فهو القادر على أن يبقي عليك حياتك، وهو القادر على أن يزيل حياتك، مع العلم أنّ المسؤولية ليست في الدنيا فحسب، ولكنها تتحرّك في الآخرة لتقدم هناك حسابها كاملاً غير منقوص.

ارسال التعليق

Top