رغم الشهرة الكبيرة التي اكتسبتها مؤخراً بسبب الثورة العلمية في مجال الطب وتطور الصناعة السياحية، لا تعتبر السياحة العلاجية أو الاستشفائية تقليعة جديدة بل هي قديمة قدم فكرة السفر والارتحال في حياة البشرية، فالسعي وراء الدواء الذي خلقه الله لكل داء لطالما شكّل أحد أهم دوافع الإنسان للسفر منذ وجد.
تعتمد السياحة العلاجية على شقين: يشمل الأوّل المصحّات والمراكز الطبية والمستشفيات ذات الطواقم الطبية الأكثر كفاءة، في حين يرتكز الثاني على العناصر الطبيعية التي تساعد في تحسين صحة المرء وعلاج بعض مشكلاته الصحية الشائعة ونصرته في معركته ضد الشيخوخة والحفاظ على نضارة بشرته من خلال ينابيع المياه المعدنية والرمال والطين. وفي الحالتين، تحوّل المناظر الطبيعية الخلابة والمنتجعات ذات الخدمة الراقية وغيرها من عناصر الجذب رحلة العلاج إلى سياحة ممتعة ومريحة، لتعزّز بذلك النتائج الطبية المحقّقة. وتشكّل كل من "الهند" و"المملكة الأردنية الهاشمية" و"تشيكيا" و"ألمانيا" وجهات هامّة للسياحة العلاجية. هذه لمحة عن التقديمات السياحية لكل وجهة من الوجهات سالفة الذكر، في هذا المجال: 1- "الهند": دواء لكل داء وثورة في عمليات التجميل: إلى جانب كونها وجهة سياحية هامّة، تعتبر "الهند" مقصداً للسياحة العلاجية نظراً إلى انخفاض تكلفة العلاج فيها وتوافر المراكز الطبية رفيعة المستوى والأطباء الأكفّاء وبرامج الرعاية الصحية المنافسة. وتدفع هذه المزايا بعض الدول المتقدّمة في المجال الطبي إلى افتتاح فروع لمستشفياتها ومراكزها الطبية في هذا البلد النامي. وتتعددّد مجالات العلاج الطبي والاستشفاء التي يمكن أن تقصد "الهند" لأجلها، من العمليات الجراحية إلى العلاج الطبيعي، مروراً بالعلاج الروحي والإرشاد النفسي ووصولاً إلى عمليات التجميل التي تروّج مؤخراً، حيث يفضّلها عدد من السيّاح لتكاليفها المنخفضة. 2- "الأردن": وجهة لعلاج الأمراض الجلدية: وجهة سياحية ممتازة لعلاج الأمراض الجلدية وخصوصاً الصدفية والدورة الدموية والمفاصل والصدر، في ظلّ الخواص العلاجية المميّزة لطين البحر الميت وعدد ينابيع المياه الحارّة الهائل والمنتجعات السياحية المصمّمة خصيصاً لتوفير جو هادئ ومريح للراغبين في الاستشفاء والاستجمام. وتشمل أبرز الأماكن السياحية الاستشفائية في "الأردن": البحر الميت وحمامات عين وحمامات عفرا المستخدمة منذ أيام الرومان. 3- "تشيكيا": الماء والخضرة لقهر الشيخوخة: لجمهورية "تشيكيا" تاريخ عريق في السياحة العلاجية، فإلى جانب طبيعتها الساحرة، تحظى بعطايا طبيعية علاجية نافعة لعدد من الحالات المرضية تعتمد على مياهها المعدنية والطمي، إلى جانب شهرة أطبائها المهرة ومراكزها العلاجية التي تستقبل الآلاف بقصد الاستشفاء على مدار العام وعلى مرّ السنين. وتشمل أبرز الأمراض التي يتمّ علاجها في المنتجعات الطبيعية التشيكية: الشيخوخة والقلب والشرايين والعقم عند النساء وشلل الأطراف وآثار الحروق، فضلاً عن الصدر والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة. 4- "ألمانيا": ثورة طبية وإمكانيات متقدمة للعلاج: لدى الحديث عن أهم دول العالم في مجال العلاج الطبي بشكل عام. لابدّ أن يتم ذكر "ألمانيا"، وتحديداً مدينة "هامبورغ" لتطوّر العلوم ومراكز البحوث والمستشفيات والمصحّات. وإذ كانت "ألمانيا" تشتهر في ما سبق بكفاءة أطبائها في علاج أمراض العظام، إلا أنّ الثورة العلمية والطبية التي شهدتها قفزت بها إلى المقدّمة وجعلتها وجهة الباحثين عن العلاج بالخلايا الجذعية وجراحات القلب والأوعية والشرايين وزراعة الأعضاء وأمراض الجهاز الهضمي... وتكتمل رحلة العلاج في "ألمانيا" بمكوّناتها السياحية الفريدة، إذ تمتاز بتاريخ عريق وآثار طبية آسرة وصناعة سياحية متكاملة تجعل فترة الإقامة فيها متعة حقيقية وفرصة للراحة. - نصائح هامة للسياحة العلاجية: * يمكن استشارة الطبيب لتحديد الوجهة السياحية والعلاجية الأفضل للمريض. * بعد اختيار المكان، يجدر بالسائح زيارة أحد المكاتب الخاصة بترتيبات السياحة العلاجية أو التواصل مع أحدها للحصول على معلومات وافية عن فرص العلاج والاستشفاء في البلد الذي يقصده، وتتوافر هذه المكاتب في معظم الدول المعروفة بالسياحة العلاجية، وتساعد في مخاطبة الجهات الطبية والقيام بالإجراءات المطلوبة من الحجوزات والإجراءات الإدارية وغيرها مقابل رسم مالي معيّن. * يجدر بالسائح مراجعة قنصلية أو سفارة البلد الذي يقصده في بلده للتأكّد من مصداقية الجهة التي ينوي الذهاب إليها وتقييمها، كما من مصداقية المكتب الوسيط إن وجد. * التواصل مع المركز الطبي أو المنتجع الاستشفائي قبل السفر، حتى إذا كان الشق العلاجي يشكّل مجرّد جزء بسيط من الرحلة السياحية. * يجب الالتزام بتعليمات الطبيب أو المعالج السائح مضاعفات غير مستحية أثناء سفره.مقالات ذات صلة
ارسال التعليق