◄الإنسان في نظر الإسلام أكبر آيات الله تعالى على الإطلاق، وقد خلقه الله تعالى حراً مريداً مختاراً، وهداه بالعقل وبهداية الأنبياء عليهم السلام وتعاليم الشرائع السماوية إلى السعادة الكاملة وفتح عينيه ليرى ما في العالم من الأرض والسماء والكائنات التي لا تحصي آيات الله وكلماته، التي لو كان البحر مداداً لها لنفذ البحر قبل أن تنفذ. وقد منح الله الإنسان تكويناً وتشريعاً لنيل هذه السعادة العظمى باستخدام جميع غرائزه وقواه الظاهرة والكامنة ونهاه أن يضر بنفسه أو بغيره، ومنعه عما يضر بغاية خلقه فهو ممنوع من القبائح والفحشاء ومن الظلم والغضب والاستكبار واستضعاف عباد الله والإفساد في الأرض.
مفهوم السعادة المعنوية:
السعادة المعنوية هي السعادة المتولدة من بهجة القلب وراحة الضمير وطمأنينة الفؤاد. وتختلف السعادة المعنوية عن السعادة الحسية، فالسعادة الحسية منشؤها الحواس وما يلحق بها من القوى الشهوية والغضبية بينما تنشأ السعادة المعنوية من القوة العقلية والخيالية وهي بطيئة الزوال وبطيئة الإثارة وتبقى لمدة طويلة وموطنها القلب.
مثال على ذلك، قول رسول الله (ص): "صلاة ركعتين من جوف الليل أحب إليَّ من الدنيا وما فيها". عند ثورة مشاعر الحب في العبادة والدعاء والمناجاة في داخل أنفسنا تَفُوُرُ معها معاني السعادة فنُحلِّق فوق قمم البهجة ونَغْرِفُ من مَعين اللَّذة الوجدانيِّة. في مثل هذه اللحظات تَضعفُ وشائجُنا المادية، يَنْحَسِرُ شغفُنا باللذائذ الحسيِّة، تتخلصُ أرواحنا من همومها ومشاغلها اليومية، نستيقظ من سَكْرَتُنَا العميقة، وننهضُ إلى ذُرْوَة إنسانيتنا.
منهج السعادة المعنوية:
إذا علمنا أن موطن السعادة المعنوية هو القلب ومصدرها القوة العقلية أدركنا أنّ السعادة المعنوية لا تُحرَز إلا بالإرتباط بنافخ الروح ومؤنس الفؤاد بالسكينة. إلا أنّ هذا الارتباط يحتاج إلى لزوم الصراط، ولزوم المنهج الإلهي لصناعة السعادة. ذلك المنهج الذي أنزله الله تعالى لنا ونبهنا أنّه طريق السعادة، فكيف يعقل أن يكون فيه شقاؤنا؟!
علينا أن نصل إلى هذه المحصّلة حتى لا نصاب بانتكاسات نفسية عند المحن والتحديات التي ستواجهنا في الحياة، فمصاعب الحياة ومحنها خارجية بينما السعادة الحقيقية هي التي تتجاوز التحديات والمحن. علينا أن نعتبر أنّ النفحات والنسائم الوجدانية التي تعتمر قلوبنا عند البلاء هي علامات محبة الله لنا ودليل على تميزنا في برنامج تربوي لصناعتنا صناعة قوية صامدة لا تضعف ولا تتداعى لنوفق لنيل مقام نبي الله موسى (ع) إذ نزلت فيه هذه الآية: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طه/ 39). فالمؤمن القائم على منهج الله تعالى يعيش في سعادة حتى ولو كان في وسط المحن، لأنّ السعادة والشقاء مصدرهما القلب.
وقد عرف سيدنا موسى (ع) هذا المعنى فكان دائماً يدعو ربه ليشرح له صدره مهما كانت الصعوبات التي يواجهها (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) (طه/ 25)، حتى سحرة فرعون لمّا آمنوا بالله، ورغم أنّهم تعرضوا للأذى من فرعون، إلا أنّهم علموا أنّهم سيحصلون على السعادة الحقيقية بتطبيق المنهج الإلهي في الدنيا والآخرة (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) (طه/ 72)، مع أنّ الموقف كان شديداً في مواجهة فرعون لكنهم أحسوا بالسعادة التي تغمرهم باتباع الدين. أما فرعون فكان في شقاء حياً وميتاً (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر/ 46). إذن، موسى والسحرة كانوا سعداء، وذلك لأنّهم استشعروا السعادة في قربهم من الله تعالى وتطبيق منهجه الذي فرضه وفرعون هو الشقي.
الجمال والسعادة:
إنّ طبيعة الإنسان تنجذب إلى كل ما هو جميل، وقد ورد عن رسول الله (ص): "إنّ الله جميل يحب الجمال"، وقد شاءت قدرة المبدع البديع الخالق سبحانه وتعالى أن يجعل من الجمال – في شتى صوره – مناط رضى وسعادة لدى الإنسان، واستساغة الجمال حق مشاع، وربما تختلف مقاييسه من فرد لفرد، ومن عصر لعصر، لكنه اختلاف محدود قد يمس جانباً من الجوانب، أو عنصراً من العناصر التي تشكل القيمة الإجمالية.
ويُعرِّف الجمال بأنّه: حُسْنُ الخَلْق وحُسْنُ الخُلُق. وهو تعريف دقيق لا يشير فقط إلى الأبعاد الحسية المادية بل إلى الأبعاد المعنوية الوجدانية. والجمال قد يتجلى في مشهد جميل أو فعل جميل أو قول جميل. ومن الخطأ أن نعتقد أنّ للجمال مقاييسه الحسية وحدها، تلك التي تقع عليها العين، أو تسمعها الأذن، أو يشمها الأنف، أو يتذوقها اللسان، أو تتحرك لها لمسات الأطراف العصبية، فالجمال مادة وروح، وإحساس وشعور، وعقل ووجدان، فإذا التقى فلاسفة الجمال في بعض الجوانب أو العناصر فستظل هناك في علم الجمال مناطق يعجز الفكر الفلسفي عن إدراك كنهها، والوصول إلى أبعادها، فليس العقل وحده هو القوة القادرة على استكناه كلّ أسرار الوجود وما خفي فيه.
فعندما يستوعب الإنسان تجليات اسم الله "الجميل"، وعندما يرى الكون كله لوحة جميلة وعندما يرى كلّ فعل أو قول أو حركة توصله إلى رضا المعشوق جمالاً روحياً، بما تشيع في عالم الباطن من مشاعر رضا وطمأنينة سيرى الوجود بصورة مختلفة. فعندما يرى جمالاً في وجهه وعندما ينظر إلى المرآة عليه أن يستوعب أنّ هذا جماله ما هو إلا انعكاس جزئي لجمال الله المطلق، والجمال المعنوي كله يكون في برهنة الحب لله، في الاجتهاد لنيل نظرة منه، وفي معرفة عظيم الجزاء على كلّ فعل حسن في حياته.
عندما تلتفت إلى الجمال تلتفت إلى الجمال الحسي رغم أنّ الجمال له معنى آخر، حتى فيما يتعلق بالحور العين، أي نعم القرآن الكريم يركّز على الحور العين ولكن كيف يصف نساء الجنة يقول: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) (الرحمن/ 70)، خيرات إشارة إلى الجمال المعنوي، وحسان إشارة إلى الجمال المادي. إذ ينبغي أن نفرق ما بين الجمال المادي والجمال المعنوي.
أقسام الجمال:
وإذا نظرنا إلى تقسيمات الجمال في القرآن الكريم، نلاحظ أن هناك ثلاثة أقسام للجمال:
1- الجمال المادي: هو الجمال الخارجي الذي يدرك بالحواس الخمس وهو المشهد الجميل والصورة الجميلة والصوت الجميل والطعم الجميل. فالقرآن عندما يصف نساء الجنة يشير إلى هذا الجمال في وصفهن بقوله: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ). خيرات تشير إلى الجمال الخُلقي المعنوي (بالضم) وأما حسان فتشير إلى الجمال الخَلقي المادي. وفي الآية (خيرات) مقدمة على (حِسَان) وهذا دليل على أهمية الجمال المعنوي وتقديم الجمال المعنوي على الجمال الحسي.
2- الجمال المعنوي: هو جمال الروح والأخلاق ورقة القلب ودعابة الحس والسمو الذاتي والروحانية.
3- جمال الموقف: وهو الموقف الجميل الذي يبرز الإيثار والحب والتجرد لصالح المحبوب كموقف زوجة فرعون التي هجرت المجوهرات والخدم والحشم والدعة لأنها تريد أن تكون عند من هو خير لها من كل ذلك. عند من؟ عند حبيبها، عند محبوبها، عند معشوقها وهو الله سبحانه وتعالى.
جمال الموقف هو الذي يتجلى في السلوكيات التي يتم بها تقديم اللذة الباقية على اللذة الفانية مثلما كانت آسية بنت مزاحم التي جعلها الله مثلاً للرجال وليس فقط للنساء. (إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) (التحريم/ 11)، وقوله (عِندَك) إشارة إلى مقام العندِيَّة، تقول يا رب أريد أن أكون عندك، رب نجني من فرعون، لا أستطيع أن أتحمل رؤية الظلم والاستفزاز والاضطهاد المتجسد في سلوك زوجي فرعون. وكانت أيضاً تريد أن تكون عند الله، لم تقل قصراً ولم تطلب مزرعة ولا أرادت بيتاً أرادت أن تكون عند الله فقط.
يقول المفسرون بأنّ العندّيّة مقدمة هنا لأنّها أرادت بصورة الأولوية أن تكون قربة من الله. ابْنِ لي عندك بيتاً في الجنة، المفروض أن يكون السياق ابْنِ لي بيتاً عندك في الجنة ولكن قدمت العندِيَّة، وقالت ابْنِ لي عندك فأرادات أن تكون عند الله، فهذا هو المقام الذي يجب أن نبحث عنه وهو أن نكون عند الله.
تأملوا هذه الآية: (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا) (الكهف/ 14). القلب المربوط هو القلب الذي ينهض والذي يعلن في الكون: "لا إله إلا الله"، هذا هو القلب المربوط، لا القلب الذي يعيش الهزيمة والإنكسار والذل، هذا القلب لا يحقق انتصارات ولا يعيش حالة الاستقرار ولا يصل إلى درجة القلوب المربوطة والقلوب المربوطة هي التي تنهض بالمسؤولية.
الغفلة مانع عن السعادة:
الإنسان الغافل عن المحبوب لا يدرك حقيقته ولا يستطيع أن يحبه كما ينبغي، بل قد يعاديه عداوة موقفية إذا جهله، فالإنسان عدو لما يجهل. لذا لابدّ لنا أن نلتفت إلى صفات الله ونستشعر دائماً أنّ الله حاضر وأنّ الله يرى ويسمع وهو معنا أينما كنا. والإيمان يعني أن تعي قلوبنا وتصدق تلك الأمور التي أدركتها عقولنا، وهذا يحتاج إلى المجاهدة حتى تفهم القلوب أنّ العالم كله محضر لله، ولو أدرك قلبنا هذا المعنى، فإنّه سيبتعد عن جميع المعاصي إذ أن سبب جميع المعاصي أنّ الإنسان لم يستشعر هذه الحالة.
يوجد برهان آخر على ذلك. فالبرهان العقلي قائم على أنّ الله تبارك وتعالى حاضر في كل مكان، قال تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) (الحديد/ 4)، فهو معنا دائماً، وأينما نكون يكون معنا، وعندما يكون الإنسان في محضر عظيم يعتقد بعظمته فإنّه يحترم ذلك المحضر، فلا يرتكب أيّة مخالفة أمامه فضلاً عن مخالفته هو في محضره. إذاً، فالمحضر هو محضر الله تبارك وتعالى ويجب عدم مخالفته بارتكاب المعاصي.
إلا أنّ الغالبية منا في غفلة عن هذا وفي نوم عميق. فنحن في الغالب لسنا أحياء على مستوى الروح، بل نحن أحياء على مستوى البدن. أما على مستوى الروح فإنّ الموالي لغير الله ميّت، والراكع والمستسلم للطاغوت ميت، والبعيد عن الله ميت. قال الحق تعالى: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام/ 122). إنّ عدم استشعار حضور الله يفتح المجال لتبخر الحب ولا سعادة معنوية إلا بالحب.
لقد بيّن القرآن الكريم مدى قرب الله تعالى من الإنسان بالآيات التالية: قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (البقرة/ 186)، وقال: (نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (ق/ 16). وقال عزّ وجلّ: (أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) (الأنفال/ 24). وهذه الآيات الشريفة تدل على أنّ الله عزّ وجلّ أقرب إلى الإنسان من نفسه، ويحب الإنسان أكثر مما يحب الإنسان نفسه ويرأف بالإنسان أكثر من رأفة الإنسان بنفسه.
والإنسان قريب أيضاً من الله عزّ وجلّ، إذ بيَّن الله سبحانه وتعالى في قوله: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) (الحديد/ 4). ولكن الإنسان يغفل عن الله تبارك وتعالى لأنّه يبتعد عنه وبما أنّ الإنسان جُبِل على الغفلة، فإنّ اليقظة تمثل له حالة الصحو، وبداية مشوار الحركة والسلوك إلى الفضيلة.
وعلى سبيل المثال، أحياناً يغفل الإنسان عن جليسه الذي في الغرفة معه فلا يراه ولا يحس به ولا يسمعه ويبحر في عالم تصوري خيالي آخر رغم كون الجليس على مقربة منه فكيف بالله الذي لا يراه الإنسان لكنه في نفس الوقت القريب منه والذي يراه. لذا فإنّ أزمة الإنسان السلوكية تكون في الغالب ناشئة عن الغفلة. ولذلك قيل: "الموت هو رجوع الإنسان إلى نفسه" وهو "انقطاع الإنسان عن غير الله".
احترام وتعظيم الله:
احترام وتعظيم الله يؤسس لحالة إيمانية فيها لذة معنوية ونشوة روحية خاصة ويمهد لحالة روحية متميزة تجلب سعادة معنوية للإنسان فيشعر قلبه بالسكينة.
نحن نتعبد، نصلي ونصوم ونزكِّي ونذهب إلى الحج والعمرة ونحيي مجالس ذكر أبي عبدالله الحسين (ع)، ولكن السؤال: هل نحترم ونعظم الله أم لا؟ إذا احترمنا الله ألقى الله في قلوبنا محبته واستشعرنا بتلك النشوة واللذة الروحية التي ذكرناها سابقاً في حديثنا عن السعادة المعنوية. ولكن كيف نحترم ونعظم الله؟
نحترم الله ونعظمه بالإلتفات إلى أنّ الله هو الكبير وأنّه المنعم وأنّه حاضر في كلّ مكان وزمان. لذا يجب أن ألتفت إلى أنّ الله هو الكبير، في الصلاة أنادي (الله أكبر) ولكن في حياتي وظيفتي أكبر، زملائي في العمل أكبر، عائلتي أكبر، شهوتي أكبر، أموالي أكبر، نحن لا نستشعر وجود العظمة الإلهية في وجودنا العيني! لو دخل طفل صغير على مجلس به رجال يَكْبُرونهُ سناً، هذا الصغير سيخجل فطرياً وسيكولوجياً ممن يكبره سناً، فإذا أدركنا بأنّ الله حاضر في كل مكان وزمان سوف نخجل لا إرادياً منه. فالكون كله في محضر الله فإذا استشعرنا بأنّ الله حاضر وهو أكبر سوف نخجل منه ونبدي الاحترام له ونعظمه ومن ثمّ نشعر بالسعادة المعنوية.
كذلك يجب الالتفات إلى أنّ الله هو المنعم. فلو أن رجلاً أتى كل يوم وتبرع لي بالنقود والأموال وأعطاني كل ما أحتاجه من الرعاية الاجتماعية والرعاية المالية. في اليوم الأوّل لا إرادياً أقول له شكراً وفي اليوم الثاني أخجل منه، وفي الثالث أخجل منه أكثر، فما بالكم بالله المتفضل الذي يتفضل علينا في كل يوم بالعافية والسلم والأمن والأمان والراحة والطمأنينة والرزق فكيف لا نخجل منه ولا نحترمه!؟
ويجب أيضاً بالفطرة، احترام من يكون حاضراً، فالله حاضر في كلّ مكان وفي كلّ زمان، الله يسمع ويرى. ولهذا ترى بأنّ الإنسان إذا تحدث عن شخص بسوء في غيبته ثمّ حضر في أثناء الحديث ذلك الشخص، اختار المتحدث حسب فطرته الصمت، وأبدى له الاحترام. ومن المعلوم أنّ الله تبارك وتعالى حاضر في كلّ مكان وتحت إشرافه تدار جميع ممالك الوجود، بل إنّ كلّ نفس تكون في حضرة الربوبية، وكلّ علم يوجد ضمن محضره سبحانه وتعالى". فإذا أدركنا بأنّ الله حاضر ولم نغفل عن الله، حينئذ سوف نصل إلى درجة احترام الله، ونستشعره لذَّة السعادة المعنوية.
لنكون كما قال أمير المؤمنين (ع): "ما فعلت شيء إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه".►
المصدر: كتاب صناعة السّعادة
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق