• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مخاطر أمراض الكبد الشائعة

مخاطر أمراض الكبد الشائعة

أمراض الكبد الشائعة هي: اليرقان بأنواعه، التهاب كيس المرارة والحصيات المرارية، إحتقان الكبد، التهاب الكبد بأنواعه الفيروسي والتسممي وتليف الكبد.

اليرقان: هو تراكم إفراز الصفراء في الدم وتغلغله في الأنسجة، فيظهر الجلد وبياض العينين بلون أصفر مخضر، كما يتحول لون البول كلون منقوع العرقسوس، ويختلف لون البراز حسب نوع اليرقان. وأنواع اليرقان إما يرقان إحتباسي، أو دموي، أو التهابي تسممي. فالأوّل يحدث بسبب إنسداد القناة المرارية أو القنوات المرارية داخل الكبد بالحصى المراري (Obstructive Jaundice)، أو بأورام البنكرياس، مما يؤدي لتراكم الصفراء بالدم والبول، لكن البراز يخلو منه فيصير مبيضاً. أما اليرقان الدموي فسببه وراثي حيث يحدث تكسير كبير للكريات الدموية الحمراء فتتراكم الصفراء في الدم، ويبدو البراز مخضراً. واليرقان الالتهابي التسممي يكون في حالات التهابات الكبد والقنوات المرارية فيعجز ويفشل في التخلص من الصفراء، ويكون البراز في هذه الحالة مبيضاً.

التهاب كيس المرارة، والحصيات المرارية: التهاب المرارة يظهر إمّا في صورة حادة وسببه ميكروبي يصيب كيس المرارة، فتظهر أعراض منها: ألم فجاني في موضع الكبد، يزداد الألم بضغط اليد، وقد يمتد الألم إلى الظهر والكتف اليمنى ويصاحبه تصلب بجدار البطن الأيمن، وحمى، وعسر هضم، ويعالج بالراحة التامة وضبط الغذاء وإعطاء المضادات الحيوية المناسبة، وإذا لزم الأمر يمكن التدخل الجراحي. أما الصورة المزمنة من الالتهاب فكثيراً ما تكون مرتبطة بوجود حصيات في المرارة، التي تصاحب مشاكل السمنة، وهي تكثر في السيدات بعد الأربعين من العمر، وأعراضه: عسر بالهضم ألم وغثيان وقيء وإنتفاخ مغص مراري مع وجود الحصى. أما علاجه إذا كان من دون وجود حصيات بالمرارة فهو: نظام غذائي خاص يتم فيه تجنب الدهون والمخ والكبد والبيض، مع الإكثار من السوائل، وتناول عقاقير إدرار الصفراء، ومع الفحص الشعاعي إذا تبين وجود حصى مراري فيتم إستئصال كيس المرارة جراحياً Cholycystectomy، وبواسطة المناظير الجراحية.

إحتقان الكبد: مرض ثانوي لهبوط القلب واعتلال وظائفه، فيتضخم بذلك الكبد ويركد الدم به مُحدثاً ألماً في موضعه من الجسم، وانتفاخاً وأعراض عسر هضم، لذا يجب علاج السبب الرئيس وهو مشاكل القلب والأوعية الدموية.

الالتهاب الكبدي الفيروسي وأنواعه (Viral hepatitis A. B. C and D): الالتهاب الكبدي:

الالتهاب الكبدي (A): وهو يشيع بين الأطفال، ومن أسبابه شرب مياه/ ثلج ملوث، أو تناول أطعمة ملوثة وغير مغسولة جيداً كالأسماك البحرية النيئة والخضراوات والفواكه، وللذباب دور كبير في نقل الفيروس، وكذلك يتسبب هذا النوع من التهابات الكبد في خروج الفيروس عبر إفرازات المريض كاللعاب والبول والبراز. لذا يجب أخذ الاحتياطات الوقائية بغسل الأيدي بالماء والصابون عند ملامسة المريض أو برازه، والذي يكون مُعدياً خلال أسبوعين من المرض. وللوقاية يمكن أخذ مصل Immune globulin خلال أسبوعين من احتمال الإصابة بفيروس A. أمّا أعراض هذا الإلتهاب الكبدي HAV فهي: الشعور بآلام بالبطن والبدن، وتحوُّل لون البول ليصبح داكناً (كمنقوع العرقسوس)، مع حدوث فقدان الشهية والضعف والغثيان والقيء والإسهال والجفاف الشديد والحمى، مع إصفرار لون الجلد وبياض العينين. وتبدأ الأعراض في الاختفاء خلال أسبوعين. لكن على المريض تناول الطعام المغذي الغني بالمواد السكرية والنشويات، وتناول سعرات عالية من البروتينات واللحوم، والإكثار من الفواكه والخضراوات الطازجة، مع تجنب جفاف الجسم، عبر تناول السوائل من ماء وعصائر.

الالتهاب الكبدي بفيروسي (B. D)، يظهر الالتهاب الكبدي بفيروس، B في صورتين حادة قصيرة الزمن، ومزمنة طويلة الزمن. ففي الأولى قد لا تظهر أعراض المرض على بعض الأشخاص. بيد أن معظم الذين تظهر عليهم الأعراض يُظهرون تعافياً وشفاءً خلال 3-8 أسابيع. ويكتسب المريض أجساماً مضادة لفيروس HBV تحميه من تكرار العدوى. ومعظم المصابين بالالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) الحاد لا يتحول لديهم إلى التهاب كبدي مزمن، لكن العدوى المزمنة قد تقع عندما يستمر وجود فيروس (ب) بالكبد والدم لمدة تزيد على ستة شهور. وأعراض الالتهاب الكبدي الفيروسي B تشبه أعراض الالتهاب الكبدي A علاوة على الآلام في المفاصل والعضلات وبعد سنوات عدة من الإصابة المزمنة تحدث دوالي المريء والمعدة فتسبب القيء المدمم، ويصيب الكبد التليف والفشل الكبد والأورام السرطانية. وعلاج الالتهاب الكبدي (ب) المزمن يعتمد على هل الفيروس نشط ويتكاثر أم أنّ الكبد قد أصابه التليف؟.

أما الالتهاب الكبد الفيروسي D فسببه فيروس ينتقل بواسطة نقل الدم والحقن الملوثة أو الاتصال الجنسي. وهذا الفيروس طفيلي على فيروس B حيث يستغله للتكاثر داخل الجسم، لهذا فالمصابون بفيروس B معرضون للإصابة بفيروس D، والمناعة ضد فيروس B تعطي مناعة ضد فيروس D.

الالتهاب الكبدي بفيروس (C): واسع الإنتشار عبر أنحاء العالم، لكن يكثر إنتشاره في المناطق الحارة. وهناك ستة نماذج من الفيروس C وهو ينتقل بالحقن بدم ملوث، أو عبر استعمال الحقن الملوثة بين مدمني المخدرات المصابين بالفيروس، كذلك عبر الوخز بالإبر الصينية الملوثة أو الوشم أو استعمال أمواس الحلاقة أو معدات الأسنان الملوثة، والغسيل الكلوي بأجهزة غير معقمة، أو عبر المناظير الداخلية أو من البول أو اللعاب. يتعرض الرجال للإصابة أكثر من النساء، وغالبية المرضى أعمالهم بين 30 و50 سنة. وأعراض الالتهاب الكبدي C الحاد هي: اليرقان والتعب والإرهاق والحمى المتوسطة والصداع وفقدان الشهية والغثيان والقيء، وألم دائم في موضع الكبد. وظهور إسهال أو إمساك وهرش في الجلد والاستسقاء: وظهور العدوى الحادة تظهر بين 20 و30% من المرضى خلال 7-8 أسابيع من العدوى بفيروس HCV وتصبح مزمنة لدى 70-80% منهم. والأعراض قد تظلل مختفية حتى يتقدم مرض الكبد ويحدث تليف الكبد وذلك في نحو 15-20% من المصابين بالعدوى المزمنة، لكن معظم الذين لديهم الفيروس مزمناً قد لا تظهر عليهم الأعراض، وكثيرون يعيشون به حتى دون علاج، والتطعيم ضد المرض يفيد بنسبة 95%.

وينصح مريض الالتهاب الكبدي الحاد C بتناول طعام مغذى غني بالمواد السكرية والنشويات واللحوم، والإكثار من الفواكه والخضراوات الطازجة، مع كثرة تناول الماء والسوائل علالج الجفاف، وتجنب الدهون "السمن والزبدة والزيوت" والخمور، والملح والبهارات والأغذية المحفوظة أو المضاف إليها كيماويات، والابتعاد عن حدوث ما يسبب الإمساك، ويسمح بالمجهود المتوسط غير المرهق مع أخذ أقساط وافرة من الراحة، ويعطى المريض حقن الإنترفيرون ألفا Interferon (IFN) alpha 2b ثلاث مرات أسبوعياً، ويوجد نوع منه يؤخذ مرة أسبوعياً. لكن عند حدوث تليف كبدي أو ورم سرطاني، وهو ما قد يحدث في حوالي خمسة مرضى الالتهاب الكبدي المزمن، فهم قد يكونون بحاجة إلى زراعة الكبد.

التهاب الكبد التسممي: يحدث بسبب تسمم خلايا الكبد بالمواد السامة، كما في حالات تسمم الحمل "الأكلامبسيا"، والتسمم بالخمور، والمركبات الكيميائية كالزرنيخ والكلوفروم، والفسفور، والفينولات، ورابع كلورو الكربون. وأعراضه كما سبق من أعراض اعتلال الكبد العامة، وعلاجه بإيقاف العامل المُسبب، والعيش في بيئة صحية منعدمة التلوث وبخاصة مصادر المياه والهواء، وكذلك تغذية صحية وآمنة وإتباع نظام معيشي ورياضي صحي ومتوازن واتباع العلاج المناسب كما في الحالات السابقة.

والمتابعة الطبية العامة لمريض الكبد ينبغي أن تشتمل على: عدم استعمال أدوية إلا بإستشارة طبيب، وعمل تحاليل لوظائف الكبد ومستوى الأنزيمات وكذلك الصفراء بالدم كلّ ثلاثة أشهر، وفحوص بالموجات فوق الصوتية كلّ ستة أشهر، ومنظار للجهاز الهضمي العلوي كلّ عام.

 

المصدر: كتاب تطوُّرات التنوُّع العلمي وأثرها على الحياة للكاتب م. عبدالحميد عبدالسّلام

ارسال التعليق

Top