• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

متعة الإجازة الصيفية

متعة الإجازة الصيفية

أشهر ثلاثة تقريباً ينتظرها كلّ عام مئات الطلاب؛ ليقضوها بعيداّ عن مقاعد الدراسة، وعن الأوراق والأقلام والألوان. متحررين من الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف، وذلك بعد تسعة أشهر تقريباً من العمل الجاد والدؤوب والمنافسة؛ لتحقيق النجاح والتفوق وما يصاحب ذلك من جهد ذهني، وضغوط نفسية وسباق مع الزمن. إذاً هي استراحة محارب يرتاح فيها الطالب ويجدد نشاطه؛ لكي يبدأ عاماً دراسياً آخراً، يكون حافلاً بالعلم والعطاء والجد والاجتهاد.

لا شك أن إجازة الصيف تختلف من مرحلة دراسية إلى أخرى وكذلك مدتها، وقد يضحي البعض بهذه الإجازة أو جزء منها ملتحقاً بفصل دراسي صيفي في هذه الكلية أو تلك الجامعة. وقد تكون للبعض آخر إجازة صيفية له كطالب يقضيها، وهو يستعد لبدء مرحلة جديدة من حياته من خلال إلتحاقه بالعمل. هي إذاً إجازة أو بمعنى آخر وقت ثمين يُفترض أن يحسن المرء استغلاله.

إن واقع الحال يشير إلى أن شريحة كبيرة من الطلاب وخاصة الصغار منهم يقضون أغلب وقت الإجازة الصيفية في اللعب واللهو والنوم، ولا يقومون بأداء أي عمل مفيد لأنفسهم أو لأهلهم أو مجتمعهم. من هنا ومن أجل استغلال هذه الطاقات الواعدة، لا بد من وجود جهة ما رسمية كانت أو غير رسمية تأخذ على عاتقها مهمة تنسيق الجهود لتوجيه الطلاب الوجهة الصحيحة حتى ينخرطوا خلال الإجازة الصيفية في أعمال مفيدة لهم ولأسرهم وللمجتمع بأسره كل حسب ميوله وإمكانياته.

وفي كلّ الأحوال؛ فالمتوفر من الفرص والإمكانيات للشباب غير قليل، ولو تم إستغلاله من قبل الطلاب لكان مردوده جيداً. فمن يرى من الشباب متنفساً له في ممارسة الرياضة يمكنهم الذهاب إلى الأندية الرياضية المنتشرة في مختلف الأماكن لقضاء وقت الفراغ مع الزملاء والأصدقاء في ممارسة نشاطه الرياضي. كذلك فمن لديه ميول ثقافية بإمكانه أن يشبع حاجته منها من خلال البرامج المتنوعة لهذه الأندية، حيث أنها تضاعف جرعتها من البرامج  الثقافية والرياضية بكافة أنواعها خلال موسم الإجازة الصيفية.

البعض الآخر يرى أن القراءة والكتابة هي هوايته المفضلة، وهو غير قادر على القيام بها في فترة الدراسة، بالتالي تكون الإجازة الصيفية فرصة جيدة ومجانية لمن يهوى القراءة والكتابة لينغمس في ممارسة هوايته تلك، ولو لفترة محددة لبناء ثقافته، فهي فرصة لقراءة الكتب خصوصاً تلك التي قد يكون اشتراها من معارض الكتب، ولم يسنح له الوقت خلال أيام الدراسة لقراءتها. كذلك هي فرصة له لإطلاق العنان لكتابة ما لم تتح له ظروف الدراسة كتابته. كما أن المحاضرات والندوات الثقافية التي تنظمها الجمعيات الثقافية والإعلامية والأندية فرصة أخرى يمكن أن يستغلها الفرد لتنمية ثقافته.

ولا ننسى السفر والترحال، فهو مجال آخر رحب وفسيح للاستفادة منه في قضاء الإجازة. وهنا يلزمنا التخطيط المسبق إذا ما قررنا زيارة دولة ما من أجل التعرف على عاداتها وتقاليدها وثقافاتها، بالإضافة إلى الراحة والاستجمام والسياحة فيها.

ختاماً، على كلّ فرد منا، سواء كان طالباً في المدرسة أو في الجامعة، أو حتى موظفاً، علينا أن نخطط لمستقبلنا، بخطة واضحة بعيدة المدى نخطط فيها لوقتنا وكيفية إدارته لاسيما خلال الإجازة الصيفية التي نستطيع خلالها إن أحسنا إستغلالها تنفيذ هذه الخطط والمشاريع وتحقيق طموحاتنا. وهذه دعوة إلى حسن استغلال هذا الوقت من الإجازة الصيفية والذي عادة ما يضيع هباءً منثوراً في كثير من الأحيان عند الكثير من الشباب حتى لا نندم حيث لا ينفع الندم لأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك فالأيام التي تذهب لا تعود أبداً.

 

* رضا اللواتي

ارسال التعليق

Top