• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ماذا يبقى بعد الطلاق؟

تحقيق: ريما كيروز

ماذا يبقى بعد الطلاق؟
◄بين الحب والكره والندم والمرارة والذكريات بعد عشرة طويلة، وبعدَ حب وإنتقام، وولع وغضب، وغيرة وخوف، وأولاد وأهل وأصدقاء وأمور أخرى كثيرة.. قد يقع الطلاق. ينفصل الزوجان، يخرجان إلى حياة غير تلك التي كانت تجمعهما، وبعيداً عن السقف الذي عاشا تحته في يوم من الأيام. بعد الطلاق.. ماذا يتبقى من مشاعر في قلوب المنفصلين؟ "الزواج هو مؤسسة جميلة، ولكن الخروج منها غير جميل". ليس هذا القول لأحد الحكماء، إنما لفتاة شاركت في هذا التحقيق، ربما يوافقها كثيرون عليه. لا شك في أنّ الحياة هي التي تقرر لكل فرد خطواته. وموضوع الطلاق خطوة يُقدم عليها الأزواج غير المتفقين مع بعضهم. وبينما يحمل الطلاق حلاً لبعضهم، يضع في قلوب آخرين الهم والغم ومشاعر الأسى والغضب والندم. في رأيك ماذا يبقى للمطلقين.. بعد الطلاق، غير تلك المشاعر، التي يحملها كل على طريقته، يجوب بها الدرب التي قرر المضي فيه؟   -        الوحدة: "لا أتمنى الطلاق لإمرأة على وجه الأرض". عبارة تخرج بصعوبة من فم كارلا سعيد (مهندسة ديكور، لديها ولد وحيد) ولكن ذلك لا يعني أنها لم تخرج من صميم قلبها وبصدق. تقر: "لا تعرف المرأة ماذا ينتظرها بعد طلاقها. فالإحساس بالضياع هو الطاغي على تصرفاتها وأفعالها. شخصياً، شعرت كورقة في مهب ريح عاتية، وكأن قدمي لا تسيران على أرض، رأسي ثقيل وأنفاسي محبوسة، حالة من الغثيان الدائم وقلق، نعم قلق بشع إستمر لأعوام بعد الطلاق". لم تجد كارلا كلاماً آخر تضيفه، فاكتفت بالقول: "بعد طلاقي شعرت بأنني إمرأة تزور الأرض للمرة الأولى، ومع الوقت بات الإحساس هذا يتطور إلى عصبية في المزاج وإختناق وألم". تبتسم كارلا لفكرة طرأت في بالها تستمر بعفوية قائلة: "قالوا لي إنّ الوقت يشفي. لكني لم أشفُ إلى الآن، على الرغم من مرور 10 أعوام على طلاقي. أنظر إلى إبني الحبيب فأتذكر أنّه من دون أب، وأنّ الإنفصال بشع ومرير. وليس لكوني مشتاقة إلى أيامي مع طليقي، لا.. فهو لا يطاق ويستحيل أن أفكر فيه لحظة، إنما هو الإحساس بوحدة قاتلة تلقي على صدري جبلاً من التعب". تنظر كارلا في البعيد، وتهمس بصوت خافت: "ثمة حياة رسمتها طيلة 5 أعوام إختفت، لا أذكر منها أمراً واحداً اليوم. كنت قد قررت منذ أن طالبت بالانفصال، أن أسير وحدي في الحياة.. وحدي تماماً حفظ الله إبني".   -        إحباط: تحاول شهيناز محمد (موظفة عقارات) أن ترفع وجهها عالياً، على الرغم من شحنة الخجل التي غطته، تصرح: "تزوجت لفترة 6 سنوات قبل أن أتطلق، وكان ذلك منذ 8 أعوام". تضيف: "بعد طلاقي لم يبق لي غير الشعور بالكره والغضب، خصوصاً أن إنفصالي تم بشكل غير ودّي، وبعد علاقة قامت على معارك ضارية من الغيرة والشك". وتعقّب بالقول: "إجتماعياً كنت أشعر بأنني منبوذة، نظرات الناس الثقيلة تتركّز عليّ إلى حد الطمع فيّ". "ماذا بقي بعد طلاقك؟"، تردد شهيناز متسائلة وتجيب: "هي مشاعر الأسى والإحباط تلك التي خرجتُ بها من معركتي، علماً بأنني أنا التي طلبت الطلاق. واليوم أنا نادمة بالفعل على أنني حَمّلت نفسي تلك المشاعر، ونادمة على كوني تزوجت من الأساس". بعد مضي 8 أعوام، لم يختلف الأمر في عينيّ شهيناز التي تبوح: "لقد أغرمت من جديد، ولكنني خفت من الإرتباط، والفشل في علاقة لا أضمن نتيجتها. لا أنوي أن يربطني أحدهم مجدداً، ولو أنّ الفكرة أحياناً تراودني لتحقيق هدف الإنجاب".   -        أسف: أحمد راشد (مدير مبيعات، متزوج منذ 9 أعوام) هو الآخر لديه تجربة في الطلاق، يسرد قصته بكثير من الجدية، يقول: "دام زواجي الأوّل 16 عاماً وبعد قصة حب دامت لسنوات قبل ذلك أيضاً، لكننا إنفصلنا بسبب الإختلاف في الطباع". يبتسم أحمد مؤكداً أنّ الموضوع أعجبه، لأنّه يعطي الآخرين الفرصة للإفادة من تجارب غيرهم، يقول: "بعد الطلاق لم يتبقّ لي سوى مشاعر الأسف على الأيام التي قضيتها متزوجاً بالمرأة غير المناسبة، وشعرت بأن سنوات من عمري ضاعت هباء. لذلك لم أتأخر في الزواج مجدداً، بعد أن تأكدت من حُسن إختياري المرأة المناسبة هذه المرة". وفي الواقع إن تجربة زواج أحمد الجديدة "لم تخفه" على حد قوله: "لأن مشاعره تجاه زوجتي السابقة كانت إنتهت". يضيف: "نعم إنّ الحب يتوقف فجأة، وهذا بسبب تصرفات الطرف الثاني". يحاول أحمد أن يتذكر تلك الفترة من حياته، ويعلّق: "على العكس من حالتي، بدا في ذلك الوقت أن زوجتي السابقة هي التي قاست بعد الطلاق، فقد صارحتني بحزنها الشديد على فقداني وخسارتي، كما حاولت ومن خلال بعض الأصدقاء، التوسط لإعادة المياه إلى مجاريها بيني وبينها". حالياً يَعتبر أحمد نفسه مخولاً إعطاء النصيحة في هذه المسألة، فينصح: "الحب ليس معياراً لنجاح الزواج. المهم هو أن نحسن إختيارنا، والبقية تأتي بعد الزواج".   -        نفور: لا يبقى بعد الطلاق للشريكين المنفصلين، بحسب رائد رسول (مالك شركة، متزوج منذ 10 أعوام ولديه 3 أولاد): "إلا مشاعر الكره والجفاء والنفور من بعضهما البعض، أقله في الفترة الأولى لطلاقهما. ولكن بعد مدى على الإنفصال، تهدأ النفوس وترتاح وتستكين، وما يؤكد ذلك، وجود نماذج كثيرة عادت إلى بعضها بعد فترة الهدوء هذه". إستنتاج لم يخرج رائد به من العدم، بل من تجربة صديق، يخبر: "لقد طلّق صديقي زوجته لأسباب عائلية ومادية، وفي حينها كان يحدثني عن مشاعر الغضب التي تعتريه، تجاه الطلاق وتجاه زوجته وتجاه العائلة كلها. بعد سنة تقريباً، خفت عصبيته كثيراً، وبدأ يستعيد هدوءه وإتزانه وعقلانيته في تصويب الأمور، ووجدته يعيد زوجته إليه". ويختم رائد قائلاً: "هما اليوم في أحسن أحوالهما، فقد تعلّما من تجربتهما الكثير، وأدركا كيفيّة الحفاظ على زواج سعيد ومستقر".   -        ندم: قبل أن تعلن سمر أحمد (ربة منزل، متزوجة منذ 3 سنوات ولديها إبنة وحيدة) رأيها في الموضوع، تتمتم قائلة: "إنّ الطلاق هو أبغض الحلال، أبعده الله عنا". ثمّ تكمل قائلة: "مشاعر المطلقين تختلف بحسب الظروف التي كانا فيها، إنما على الأرجح تكون مشاعر غضب وندم على إختيارهما بعضهما". سمر أيضاً لديها حكاية ترويها عن صديقة لها عاشت الطلاق، تحكي: "تزوجت صديقتي لفترة سنتين وتطلقت بعد إنجابها طفلاً، في الفترة الأولى من طلاقها لم تُخفِ مشاعر الندم التي كانت تسيطر عليها، لا بل كانت تجاهر بندمها على تجربتها الفاشلة وإختيارها الرجل غير المناسب. أذكر أنها كانت مرتبكة ودائمة الإنفعال، لكنها بعد إنقضاء سنة على إنفصالها عن زوجها، تبدلت أمورها إلى الأحسن وتأقلمت مع حياتها الجديدة". "أعتقد أن هذه هي حال الجميع"، تتابع سمر لافتة إلى أنّه "مع بداية الطلاق تتأزم النفوس وتعاني، ولكن مع الوقت تخف المشاعر وتتلاشى، وسريعاً ما تُنسى وتصبح من الماضي".   -        أخلاق: حكاية أخرى في الموضوع نفسه، جرت مع صديقة سارة علي (صيدلانية، تستعد للزواج) تسرد تفاصيلها قائلة: "تزوجت صديقتي في عمر التاسعة عشرة بشخص يكبرها بعشرين عاماً تقريباً، وتطلقا لاحقاً لعدم الإنسجام. وعلى الرغم من حصول الإنفصال، باحت لي بأنها كانت مرتاحة جدّاً للوضع. لم أسمعها يوماً تتكلم بالسوء عن طليقها، بل دائماً عن خصاله الطيبة وأخلاقه الحميدة. كانت بصراحة، متصالحة جدّاً مع طلاقها، ربما لأنّها لم تكن مرتبطة بطليقها عاطفياً، أو لم تكن لديها مشاعر قوية تجاهه". تخرج سارة باستنتاجها هذا من تجربة صديقتها، لتقول: "أعتقد أنّ المطلق الذي تتجاوز مشكلاته مع شريك العمر حدّ إحتماله، يتنفس الصعداء بعد الإنفصال عنه، ولا يبقى في قلبه إلا المشاعر الباردة".   -        عِشرة: "أنا مسلم، ولكن عقيدتي الشخصية تقول إنّ الطلاق مرفوض رفضاً قاطعاً". مبدأ يصرح به مصطفى المنجي (محامٍ، متزوج منذ 25 عاماً ولديه ولدان) يضيف معلقاً: "هذا القانون يشمل العائلة بأكملها، إن زواج أي فرد فيها، هو للأبد. نقطة على السطر". هذا المبدأ الذي يتسلح به مصطفى في وجه الطلاق، لا يمنعه من الإشارة إلى أنّه يتوقع أنّ الأمر المرفوض الذي نحدثه عنه "يترك نوعاً من مشاعر الندم في قلب المطلقين، على عشرة قامت بينهما تحت سقف بيت واحد، بغض النظر لو كانت هذه العشرة جميلة أو العكس". يتابع: "أؤكد أن كل طرف سوف يستعيد بذاكرته حياة عاشها مع شخص أحبه في فترة من الفترات، وهو في رأيي لن يكون ممنوناً للنتيجة التي آل إليها".   -        حنين: من جهتها، تعرب ماي خليل (علاقات عامة، متزوجة منذ 10 أعوام ولديها ولدان) عن إقتناعها بأنّه بعد الطلاق لا يبقى للطرفين إلا شعور الأسى على حالهما". وتشير إلى أنّ "المرأة هي التي تحمل مشاعر حنين لزواجها الذي إنتهى، خصوصاً إذا كانت تزوجت الشخص الذي أحبته. أما الرجل فلا مشاعر عنده، ولا يحمل من علاقته السابقة إلا الذكريات التي يريد الإحتفاظ بها، والأمل في دخول تجربة جديدة وفي أسرع وقت ممكن". "الطلاق هو أمر غير جميل"، في نظر ماي التي تقول: "صحيح إنّ المجتمع يظلم المرأة المطلقة، ولكن الزمن تغير لصالحها، وبات طلاقها ليس بالأمر المهم، لكونها باتت قادرة على إعالة نفسها، وتحقيق أهدافها بالعزم وقوة الإرادة والحكمة. بناء على الواقع هذا، أرجح أن مشاعرها بعد الطلاق لن تخذلها لفترة طويلة". -        قيود: مشاعر ما بعد الطلاق تعتمد على مفهوم أسامة حامد (مهندس مدني، متزوج منذ 25 عاماً ولديه 4 أولاد) "على السبب الذي أدى إلى الطلاق. فإذا كان وجيهاً وضرورياً لإستحالة بقاء الشريكين مع بعضهما، نجدهما في حالة نفسية مرتاحة، يمضي كل منهما في سبيله سعيداً لتخليه عن القيود والضغوط التي كانت على عاتقه". ويعود أسامة ليستدرك كلامه قائلاً: "قد تكون مشاعر المرأة أكثر مرارة من مشاعر الرجل، لكونها ضعيفة عاطفياً، بينما هو أقوى منها وأصلب. وغالباً ما نراه يختار شريكة أخرى بسرعة شديدة، ما يشير إلى حقيقة أنّه لا يحتفظ بإحساس واحد من علاقته السابقة".   -        الحل: بدورها، تؤيد رشا البنا (صيدلانية) وجهة نظر أسامة وتضيف: "إنّ الرجل الذي لم يحب بيته وأسرته، سوف يشعر بالراحة النفسية بعد الطلاق، فهو في الأساس زوج متبلد المشاعر، حصل على الحل الذي يريحه من وجع الرأس. أما الرجل الذي يحب زوجته فلابدّ أن يحزن لفراقها"، وتكمل: "الطامة الكبرى تقع على الزوجة المسكينة، لأنّها بعد الطلاق تكتئب وتخاف وتتحسر على أيامها الماضية". تبتسم رشا وتبوح: "زفافي سيكون بعد 5 أيام. نعم أنا أستعد لدخول المؤسسة الزوجية، وأملي أن لا أخرج منها يوماً. هذه المؤسسة جميلة جدّاً، والخروج منها غير جميل، على حد علمي، ما من امرأة عاقلة تخطط للخروج منها".   -        إستفزاز: "تختلف مشاعر المطلقين بحسب ما كانت عليه حياتهما قبل الطلاق" في رأي مستشار الأمور الأسرية الدكتور عارف الشيخ، الذي يشير إلى أنّه "إذا كانت علاقتهما مبنية على الحب المتبادل، فذلك يعني أن آثار الحب تبقى بعد الطلاق، لسبب واحد وهو أنّ الإنسان قد يضطر إلى التخلي عن أمر أو عن إنسان، وهو لا يزال متعلقاً به. أما إذا كانت العلاقة الزوجية تتميز بالمرارة، فإنّ الرجل والمرأة على حد سواء، لن يذكر أحدهما بعد الطلاق، إلا هذه المرارة". وفي هذا الإطار، يلفت د. الشيخ إلى أنّ "العاقل هو الذي يستفيد من تجاربه السابقة، ولا يعيد الأخطاء لكي لا يعيش دائماً المرارة نفسها". يضيف: "لذلك، نحن ننصح كمستشارين أسريين، بألا يستعجل الرجل في الطلاق لأتفه الأسباب. ولكن للأسف إنّ ما يدور اليوم في أروقة المحاكم، هو نوع من استفزاز الطرف الآخر أو النكاية به، فنرى كلاً منهما يصبّ جام حقده على الآخر، وبعد أن يكون الرجل هجر زوجته لسنوات، يقوم بتعليق مسألة طلاقه لسنوات أيضاً، وإذا طلقها فإنّه يتتبع حياتها الجديدة، أو تفعل هي ذلك، ليفسد أحدهما على الآخر". هذا كله دليل على المشاعر المتضاربة التي يحملها أحدهما للآخر بعد الطلاق"، يتابع د. الشيخ مفسراً: "إنّ الأمر يدفعنا إلى محاولة التهدئة، على الرغم من صعوبة المسألة، خصوصاً إذا كان الأهل يقومون بسكب الزيت على النار، وإشعال المزيد بينهما". هل تنجح العلاقات الجديدة للمطلقين؟ سؤال يتوقف عنده د. الشيخ ليوضح: "قد يرجع المطلق إلى طليقته، ويبني كل منهما حياته أحسن مما كان. أو قد يتزوج كل منهما زواجاً جديداً ويوفق في تأسيس حياة مستقرة، وهذا دلالة على أنّ الزواج السابق خلا من التوافق الروحي والفكري". يتابع: "من ناحية ثانية، تجدر الإشارة إلى أنّ الزواج الثاني قد لا يكون أفضل من الأوّل، إذا استمر الرجل أو المرأة في ارتكاب الخطأ ذاته، وتمادى في تحميل الشريك المسؤولية. وهنا تكون المشكلة في المطلق نفسه، وهو لن ينجح في بناء حياة صحيحة وسليمة، ولو تزوج عشر مرات، لأنّ المريض يبقى مريضاً إلا لم يتلقَّ العلاج". ويختم د. الشيخ تعليقه على الموضوع، ناصحاً: "على الزوجين أن يستخدما العقل في أمورهما، من دون أن ينسيا أنّ الحياة لا تخلو من المشكلات. أما المثالية التي يريانها على شاشات التلفاز وفي المجلات والكتب، فهي تَصَنّع وماكياج وخداع. والحقيقة تكمن في أنّ الجمال يحمل وجهين، أحدهما كامل والآخر ناقص، أي كمال ناقص وجمال ناقص، إذن فليقنعا ويتمتعا بما قدره الله لهما".   -        إشارات عاطفية: "بعد الطلاق يبقى النار والرماد" بهذه الجملة يستهل الطبيب النفسي الدكتور طلعت مطر مُداخلته حول الموضوع، حيث يقول: "لا يمكن تعميم المشاعر نفسها أو مشاعر موحّدة، على كل المطلقين. فهناك من يعتبر الطلاق حلاً له ولمشكلاته، فيرتاح. وهناك من يخرج بمشاعر حسرة وألم، وهناك من يندم لكونه طلق زوجته بسبب قراره المصحوب بالإنفعال والتسرع. المشاعر لا يمكن أن تكون موحدة بين جميع المطلقين، بل تختلف من فرد إلى آخر، ذلك أنّ الموضوع برمّته، يرتكز على العلاقة ومدى قوتها أو ضعفها بين الزوجين، وعلى نوعها، حب، كره، غيرة، نفور. وكذلك هو يرتكز على الأسباب التي أدت إلى الطلاق". وعند سؤالنا عما إذا كان الرجل الشرقي يغار على طليقته لو أرادت دخول تجربة جديدة مع آخر؟ يجيب د. مطر موضحاً: "في الغالب إن كلاً من الشريكين يمضي في حال سبيله. ولكن يحدث أحياناً أن يغار الرجل أو المرأة، من دخول الشريك السابق في علاقة جديدة. وهنا نتحدث عن شخصية تعاني غيرة مرضية، وهي مشكلة نفسية تنطبق على الذي يطلق زوجته، ويظل يغار عليها إلى ما بعد طلاقه منها، على الرغم من كونه لم يعد يحبها ولا يريدها". ويؤكد د. مطر "أنّه ليس هناك قانون محدد يقول لنا من الأقدر على التغلب على مشاعره قبل الآخر، أو من يُحسن التعامل مع الأمر بطريقة أفضل من طريقة الآخر. ولكن الإشارات العاطفية في هذه المسألة، تشير إلى أنّ المرأة هي التي تعاني الطلاق أكثر من الرجل، بالتأكيد من دون أن نغفل الشرط الأساسي الذي ذكرناه عن نوع علاقتها بزوجها وسبب إنفصالها عنه. وإذا كانت المرأة هي الأكثر عرضة للأذية النفسية في موضوع الطلاق، فذلك يعود إلى طبيعتها الحساسة والشفافة في الأمور العاطفية. وأشير إلى أنّ التأثر عندها، يبدأ قوياً مع الفترة الأولى للطلاق، ثمّ يخف تدريجياً مع الوقت، لأنّ الزمن، وفي كل الأحوال، هو أفضل طبيب". ويلمح د. طلعت في ختام حديثه، إلى أنّه "لا تأثير للطلاق في نفسية المطلق، في حال أراد دخول القفص الذهبي من جديد. من يتأثر هو ذلك الذي شعر عند فراق الشريك السابق، بأنّه ظلمه لسبب من الأسباب".►

ارسال التعليق

Top