• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ما لا يعرفه الرجال عن الأبوة

ما لا يعرفه الرجال عن الأبوة
   يقول الأديب الفرنسي جان جاك روسو "إنّ من لا يستطيع أن يقوم بواجب الأبوة لا يحقّ له الزواج وإنجاب الأبناء"، إلا أنّ هناك العديد من الرجال يتعجلون إنجاب الأطفال من دون معرفة ما ينتظرهم من مسؤوليات وهل هم على استعداد لتحملها كاملة أم أنهم سيقعون عند أوّل مطب؟

بعد الزواج بأيّام يبدأ الناس بالسؤال عن "ولي العهد" والمقصود هنا المولود الجديد الذي ينتظره الجميع ليملأ عليهم أوقات فراغهم، محملين الأزواج أعباء ربما ليسوا مستعدين لتحملها في الوقت الحاضر. ولشدة حماستهم للمولود، تقول دراسة قام بها الباحث الاجتماعي مالركو كوسي إنّهم لن يخبروك عن الأبوة إلا كلّ ما هو جميل، متجاهلين أي معلومة تحذيرية مسبقة يمكن لها أن تساعدك في تقبل الوضع الجديد، وانتقالك من لقب الزوج إلى لقب الأب. في هذا السياق حددت الدراسة 10 من أبرز الأشياء التي لا يعرفها الرجال عن الأبوة.

 

صعوبة التعلم:

مهما توقعت أن يكون الاهتمام بالأطفال مسألة عادية، إلا أنّ الواقع يختلف عن التوقعات. يجب أن تتعلم كيفية العناية بالمولود الجديد وهذا سيتطلب منك الكثير من الوقت والمجهود، حتى في الأمور التي تبدو لك بغاية السهولة. ليس مطلوباً منك تغيير ملابس الطفل بفن وإتقان، إلا أنّ ما عليك تعلمه هو الأسس والقواعد السليمة للعناية بالطفل وللعب دورك كأب.

 

النوم سيصبح ترفاً!

ربّما لم يخبرك أحد أنّك ستضطر للسهر مع المولود، كما أنّك لن تحصل على النوم والراحة اللذين كنت تتمتع بهما ليلاً، لأنّ المولود الجديد سيمضي الأشهر الأولى من حياته في البكاء ليلاً. سيصبح النوم في حياتك مسألة في غاية الترف، خاصة في يوم العمل الطويل بعد ليلة شاقة مليئة بالصراخ والبكاء.

 

لا مكان للأنانية:

عادة يتصف الرجال بالأنانية، إلا أنّ ما لا تعرفه عن الأبوة أنها لا تمتزج ولا تلتقي بأي شكل من الأشكال مع الأنانية. فهي صفة مرفوضة تماماً، وإن وجدت في الرجل بعد دخوله مرحلة الأبوة، سرعان ما سيوصف بالأب غير الصالح، نظراً لما يحتاج إليه الأبناء من تضحية وعناية واهتمام. والأناني لا يمكنه أن يضحي من أجل أحد.

 

مهنة المهرج:

هل تعرف أنّ الأب لا يمكن أن يكون صالحاً ومثالياً إن لم يتقن اللعب مع أطفاله والعمل على إضحاكهم وترفيههم في الأوقات التي يعانون فيها الملل؟ المولود الجديد بأمس الحاجة للضحك واللعب كي ينمو ويكبر بسلام وأمان. لذا فعليك أن تتقن مهنة المهرج مع أبنائك كي تكون الأب الأفضل.

 

مسألة صعبة:

نعم، إنّ الأبوة مسألة صعبة، إلا أنّها في الوقت نفسه متعة لا مثيل لها للرجال الذين يعرفون استغلالها وتطبيقها بحب وحنان. من أصعب الأمور في الحياة أن تقوم بتربية إنسان جديد وتكون مسؤولاً عن تصرفاته وطباعه وإرشاده إلى الطريق السليم في المستقبل، إلا أنّ النتيجة والنجاح يستحقان التضحية والعناء.

 

الحذر بالكلام والتصرفات:

لم تعد وحيداً في المنزل مع زوجتك، بل هناك اليوم من يراقبكما! يسمع الألفاظ ويسجلها، يرى الأفعال ويحفظها. لم يعد بإمكانك الصراخ إن لم ترغب في سماع ابنك يصرخ، ولم يعد بإمكانك استخدام ألفاظ غير لائقة. الأبوة تتطلب منك حذراً شديداً في الأقوال والأفعال وتقيد حريتك في البيت.

 

ربما لن تكمل المحادثة:

مع وجود طفل في البيت، لن تستطيع إتمام المحادثات مع الآخرين في الكثير من الأحيان. للطفل الأولوية، فإذا بكى لا يمكن تركه حتى تنهي محادثتك مع الآخرين. وإن جاع لا يستطيع انتظارك لنصف ساعة ليأكل، وإن كانت حرارته مرتفعة لا يمكنك أن تخرج مع أصدقائك وتتركه وأُمّه وحدهما. إنّ الطفل مسؤولية عليك تحملها.

 

نظرة مختلفة للحياة:

نظرة الأب للحياة مختلفة تماماً عن نظرة الرجل المتزوج أو الأعزب لها. فاليوم وبعد أن أصبحت أباً بات من الصعب عليك أن تنظر إلى الحياة من منظار الرجل الحر الذي لا يخاف شيئاً وما من قيود تحكمه، بل كلّ ما تنظر إليه هو كيفية تأمين حياة كريمة للطفل الجديد، إدخاله إلى أحسن المدارس والجامعات عندما يكبر وحمايته من الأمراض ومن الأشرار ومن كلِّ خطر قد يحدق به.

 

الرجل العاطفي:

العواطف والأحاسيس المرهفة هي من صفات النساء فقط من وجهة نظر مجتمعاتنا العربية، إلا أنّ الرجال عندما يصبحون آباء، يتحولون إلى أشخاص عاطفيين يملكون أحاسيس مرهفة. يخافون على أبنائهم ويحاولون احتضانهم وحمايتهم وقد يصل الأمر ببعضهم إلى حد تضييق الخناق عليهم نظراً لمشاعر الحب القوية والمشاعر الجياشة التي يحملونها لأبنائهم، التي تولد مع صرخة المولود الأولى في الحياة.

 

تدهور العلاقة الزوجية:

مهما حاول الجميع إنكار هذه النقطة إلا أنّها حقيقة وواقع يستمر لفترة مؤقتة قد تمتد إلى الأشهر الأربعة الأولى ما بعد الولادة. حيث تتدهور العلاقة الزوجية وقد يعتبر الرجل نفسه منسياً أو مهمشاً. إلا أنّ المرأة في تلك الفترة تكون منهكة ومتعبة، نظراً لانشغالها بتلبية احتياجات المولود الجديد وانقطاعها شبه الكامل على النوم المتواصل، خاصة في ساعات الليل. ما يجعلها غير قادرة على تلبية احتياجات الزوج، فهي تحتاج للراحة وتخفيف أعبائها.

ارسال التعليق

Top