يفرض السؤال نفسه على الواقع الاجتماعي الذي يعيشه الإنسان لماذا الأتيكيت؟ وقبل الإجابة نحتاج إلى فهم عميق لمعنى الأتيكيت ووظائفه الأساسية، ومن ذلك يجب أن نعترف بأن أي تصرف أو سلوك قد يعطي صورة عن ذاتك جيدة أو سيئة، فالأتيكيت يحمي من أي إساءة في أي مكان. وعلى هذا الأساس فرض السؤال عن ضرورة توفر خاصية الأتيكيت.
الاستثناءات في الأتيكيت:
يجوز لنا جميعاً عدم التقيد أو الالتزام بأي قاعدة من قواعد الأتيكيت إذا عارضت: الدين/ العادات والتقاليد/ الصحة (حسب الاتفاقات الدولية). والأتيكيت هو سلوك بالدرجة الأولى، والسلوك هو: تصرف/ ممارسات، وتعني:
· مجموعة من الاستجابات المحددة التي يقوم بها الإنسان في أي موقف نتيجة لأي حادث أو سبب.
· أو طريقة التعامل مع الآخرين والتصرف معهم وردة الفعل ازاء انفعالاتهم وتصرفاتهم. والتصرفات تختلف تجاه نفس الموقف من شخص لآخر.
لماذا؟ البيئة/ الشخصية/ الخبرات
من الواضح أنّ السلوك يصدر عن قناعات، فإذا كانت قناعات الإنسان إيجابية تكون تصرفاته إيجابية، وبحكم الطبيعة البشرية فإنّ الشخص السلبي الذي يذم دائماً يعني ذلك أنّ قناعاته سلبية. وعوامل أساسية مثل البيئة/ الإعلام: من المؤكد أن تلعب دوراً في ترسيخ القناعات. ونستنتج من ذلك كلّه أنّه لا يكفي تغيير السلوك بدون تغيير القناعات. وتوجد من ضمن السلوك الاجتماعي مداخلات ومنها الإيجابية وتعني: التفكير إيجابي، القناعات إيجابية، الانفعالات إيجابية، السلوك إيجابي.
كما توجد مداخلات سلبية وتعني: التفكير سلبي، القناعات سلبية، الانفعالات سلبية، السلوك سلبي.
أحياناً يريك صديق أو قريب لك شيئاً خاصاً به، ويتمنى أن تثني عليه بكلمة جميل/ أنيق.. إلخ، فلا تركز إلّا على السلبيات. لا يكفي أن تقرأ كتاباً أو تحضر دورة لتغيير سلوكياتك بل يجب أن تتغير قناعاتك، فإذا غيرت سلوكك فقط تنكشف بعض التصرفات المعبرة للآخرين من خلال:
· ابتسامة اصطناعية (ضحكة صفراء) لا تتقبله تجد أنّه ثقيل
· تشعر بأنّ ابتسامة لا تنبع من القلب، بل يتصنع بها صاحبها أو يكون مقلداً
· يكشفه الذكي مباشرة.
المصدر: كتاب فن الأتيكيت في بناء العلاقات الاجتماعية والدبلوماسية
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق