- ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
والمجموعات الصغيرة التي قد نستهين بها هي أساس المجموعات الأكبر.. والعالم من حولنا يعمل لأن مجموعات صغيرة من الناس يجلسون سوياً وفي النهاية يضعون القرارات.
كما أنّ هناك ضرورة لتكوين فرق العمل، حيث إنّ العمل في فريق يوفر علاقات إنسانية مباشرة دون حواجز رسمية بين أفراده مما ينعكس إيجابياً على دافعيتهم للعمل وعلى إنتاجيتهم.
وتساعد فرق العمل على إلغاء الحواجز بين الأقسام.. وتوسيع نطاق التعاون فيما بينها ورفع معنويات العاملين بها.
ولقد أدركت الشركات والمؤسسات في هذا العصر أنّها لكي تتحوّل إلى كيان عضوي متفاعل ينبغي أن تتحول من نظام الآلة والاهتمام بها والاعتماد عليها إلى نظام إنساني يقوم على المشاركة والتفاهم والعمل بروح الفريق الواحد.
حيث انتقل هذا الإدراك من مجال الأفراد.. إلى مجال الشركات والمؤسسات الكبرى عبر الزمن الذي نعيشه فيه.
فقد شهدت السنوات العشر الأخيرة ما يمكن أن نطلق عليه ثورة التحالفات التي تعدّت التعاون داخل المنظمة.. إلى التعاون والتحالف والمشاركة مع المنظمات الأخرى في مجال البحوث والتجارب وتبادل الخبرات.
ومن جهة أخرى فإنّ الفِرَق الجيِّدة هي مفتاح المستقبل في المنافسة العالمية.. وهي المحور الأساسي في تطوير القوى العاملة وإدارتها بفاعلية، حيث إنّه للفِرَق المدارة ذاتياً دور حيوي في تحسين الجودة.. وهي ضرورة حتمية لنجاح المنظمات الدولية.
ولأنّ الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فهو يفضل العمل داخل مجموعة.. هذا بالإضافة إلى أنّ الفريق يحدد شكل ونوع العمل المقبول من كلّ فرد من أفراده مما يؤثر إيجابياً على إنتاجية الفرد داخل المجموعة.
وعلى المستوى الإنساني فإنّ اللعب المنفرد مملٌّ ومصيره الفشل.. ولا يمكن للإنسان أن يكون إنساناً بشخصه فقط.
ومما لا شكّ فيه أيضاً أنّ فرق العمل تمثل مصدراً هامّاً لعملية إنتاج المعرفة حيث تربط الأفراد معاً وبطرق مختلفة، وتخلق صفات مشتركة في أفراد المجموعة يمكن استثمارها للحصول على عائد ممكن من خلال توفير المناخ الملائم لحدوث العملية التفاعلية التي تخلق معارف جديدة أو تنمي المعارف السائدة.
كما أنّه لكي تؤكد المنظمات قدرتها الذاتية في التطوير والابتكار فيجب عليها أن تخلق الظروف المؤدية إلى الإقدام والمبادرة بين العاملين وذلك من خلال خلق فرص العمل الجماعي وتنمية روح الفريق.►
*خبير تطوير إداري.. وتنمية بشرية
المصدر: كتاب كيف تفهم وتدير فريق عملك/ سلسلة الإدارة للجميع (6)
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق