• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

لعبة الأقدار

حسني محو

لعبة الأقدار
أوجاءت معذبتي بعد طول انتظار
متخفية بجلباب ونظارة وخمار
فتوارينا بركن عن الانظار
قالت والدمع كاللؤلؤ على خديها
عذرا حبيبي
حكم على قلبينا بالدمار
ساصبح زوجة لأحد التجار
ولم يعطني الأهل فرصة لأي خيار
فدعنا نحاول الفرار
أو نحاول الانتحار
وبدأت بسيل من الأعذار
قلت -- كفي عن الاعذار
فلهيب حبي لا تطفئه الأعذار
فليس بيدي حل أو خيار
فأنا لا أملك شيئا في الدنيا
والفقر أبدا ليس بعار
فليس عندي قصر أقدمه
ولا لآليء ولا سوار
غير هذه الأشعار
فما نفع هذه الأشعار؟؟
أتنفع لك مهرا
أتبني لنا عشا؟؟
بالله أخبريني -- فأنا محتار
قالت
هكذا أهلي شاؤوا والأقدار
ولا تنسى بأني واحدة من الأطهار
سأرحل عنك الآن  فقد طال اللقاء
فوداعا  -- وداعا ما بعده لقاء
فبما سموه بعلي -- في انتظار
وعند مغيب شمس ذاك النهار
سمعت زغاريد الصبايا
وصوت الطبل والمزمار
فبعد ساعات
ستقبع عند غريب
في مخدع موصد الأبواب
سيطفئ الأنوار
سيأخذها بالاحضان
لن يعتق ذاك الجيد
ولا تلك الشفتان
وسينفجر بيديه النهدان
ربااااااه -- انني إنسان
وصحت بأعلى صوتي
اني أغار -- اني أغار
وثرت كالبركان
أو كمجنون -- مسه شيطان
فأمواج قلبي قد طغت
على كل الحواجز والأسوار
وبت تائها وجلا
كالقمر الهائم في الأسحار
أحاكي النجوم وأتسلق الأشجار
ووضعت قلبي في زورق
ليطوف على الجداول والأنهار
وسرت وحيدا بلا قلب
تحت الشمس وتحت الأمطار
أقطع الفيافي والأمصار
ووصلت ليلي بالنهار
كمجنون ليلى أو جميل
أو ككل عاشق خانته الأقدار
أفنيت نصف عمري لها
وسأفني الباقي بالأسفار
هربا من حب زائف غدار
فهذا قدري ولم أشأ
بل شاءت الأقدار الكاتب من الأردن

ارسال التعليق

Top