◄مَن عرف أنّ الله تعالى هو: «الربّ، الأوّل، الآخر، الظاهر، الباطن، النور، الملك، الحقّ»، كان لابدّ له من أن يتأثّر بها، ويظهر أثرها في قلبه ووجدانه، ومن تلك الآثار:
1- اعتزاز العبد بنسبة وجوده إلى وجود الله تبارك وتعالى، واستشعاره نِعمة الله عليه بربوبية ربّه له ورعايته له ابتداءً من نِعمة الوجود وديمومته إلى سائر النِّعَم.
2- استشعار ضرورة التوجه إلى الله بالرجاء له، طمعاً في نِعَمه تعالى.
3- الشعور بأنّه على النور المبين، لأنّه يؤمن بالله الذي أنار له وجوده، وطريقه، ودربه، فهو على نور من ربّه، وليس شأنه شأن الذي هو في الظلمات، من ظلمة الجهل والدِّين والمنهج.
4- شعوره بأنّه على الحقّ مادام يرتكن في وجوده إلى الحقّ.
5- يستشعر المسلم في وجدانه روعة العظمة الإلهية من خلال حركة السماوات والأرض، فالله تعالى خالق هذا الكون ومسيره؛ قادر على تحريك قلب المؤمن كيفما يشاء، لذلك لابدّ من الإيمان بالله الحق، وهو من عند الله تعالى، فكلّ ما جاء فيه من الخير والشرّ حقّ، والله هو الحقّ، وهو موجد كلّ شيء، ولولاه لكان كلّ شيء باطلاً، فالإنسان حقّ لا بذاته، بل هو بذاته باطل، لولا إيجاد الله له، فمن قال إنّه الحقّ فهو مخطئ.
6- أن يعتبر المسلم بقصص السابقين ممّا ورد في القرآن الكريم، لأنّها من عند الله الحقّ، فهو يعلم الحقّ من الباطل، والأمثلة عليها قصّة الإفك التي ذيلت بقوله تعالى: (يَومَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الحَقَّ ويَعلَمُونَ أنَّ اللهَ هوَ الحَقُّ المُبِينُ) (النور/ 25).
وعلاقة هذا بالوجدان، أنّ الإنسان أوّل ما يكون الاعتبار، يكون نابعاً من قلبه ونفسه، وبعدها يظهر في سلوكه وجوارحه، والتوجه القلبي، وقصد الله بالنيّة الصادقة، ومحبّة الله، ومحبّة عباده الصالحين.
7- «أن يعتقد المؤمن بقلبه وكيانه أنّ العبادات والتكاليف ما هي إلّا لمصلحتنا واختبار عبوديتنا له سبحانه»، (هُوَ الأوَّلُ والآخِرُ والظّاهِرُ والباطِنُ وهوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ) (الحديد/ 3)، وهذا يدل على حقيقة معرفة الله تبارك وتعالى في قلب المؤمن، واستشعار عظمته، فهو الأوّل بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء.
8- أن يشعر المؤمن بالضعف والعجز والحاجة للمولى سبحانه وتعالى، وهذا سببه «اليقين بأنّ الله مستغرق لكلّ حقيقة الزمان والمكان، فيلفت القلب البشري، فلا يجد كينونة لشيء إلّا لله تعالى، فهذا الوجود الإلهيّ، هو الحقيقة الأُولى التي يستمد منها كلّ شيء حقيقته».
9- أن يلين قلب المؤمن ويتّسع صدره وينشرح للإيمان، كلّ هذا مستمد من اسمه تعالى النور، الذي نَوَّر القلوب بالإيمان، والنفوس بالتواضع والحبّ، فكلّ ما في النفس من لُطف فهو من نور الله تعالى.
10- أن ينطبع في قلب المؤمن ليقوى في وجدانه أنّ الله هو سيِّده ومربّيه، ومدبر أُموره، فيتوكل عليه، ويرضى بكلّ ما يجري له من خير أو مصيبة، فأمره كلّه إلى خير، إن أصابته نعماء شُكر، وإن أصابته ضرّاء صبر، وفي كلتا الحالتين كان الخير له.►
المصدر: كتاب أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم.. آثارها الوجدانية والسلوكية
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق