ليس الأمر دائراً بين أن تكون فظاً غليظ القلب، وبين أن تكون ممن يضحي باحترامه الذاتي من أجل كسب رضا الآخرين.
فهناك الحل الصحيح، وهو أن تكون صريحاً في لباقة. فإذا تطلب الموقف أن ترفض أمراً ما فلا تتردد في ذلك، ولكن بشرط أن تحفظ ماء وجه الشخص الآخر واحترامه.
وهذا يتطلب أن تعرف كيف تقول: "لا" حيث لا يجوز أن تقول: "نعم".
إنّ الصراحة ليست حتماً هي أن تكون جافاً في المعاملة مع الناس، بل تعني أن تفصح عن موقفك بلا تردد، بغض النظر عن تأثيره على الآخرين.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أنّه ليس بمقدور أي إنسان أن يلبي حاجات الناس كلّها، فإنّه يكون من الضروري أن نعرف كيف نقول "لا" بلباقة كاملة.
يقول الله تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى...) (البقرة/ 263).
فإذا لم تكن قادراً على أن تعطي صدقة، فلا أقل أن تعرف كيف ترفض ذلك ضمن إطار "القول المعروف".
إنّك عندما تكون صريحاً في الإفصاح عن رأيك، أو في إبراز توقعاتك، أو في المطالبة بحقك، فإنك تحفظ كرامتك من جهة وتدفع الآخرين إلى احترامك من جهة أخرى.
إنّ هناك أشخاصاً يستغلون الطيبين الذين يتجنبون عادة صدّ الآخرين في طلباتهم، وكلّما أبدى الطيبون الاستجابة لمطالبهم، أمعنوا في استغلالهم، إنّ مثل هؤلاء تجب مواجهتهم بكلمة واحدة هي "لا" صريحة. وفي ذلك راحة للمطلوب، وتأديبٌ للطالب.
ولا تنسَ المثل الذي يقول: "في الصراحة، راحة"، ومن أهم مواردها أن تقول "لا" عندما يكون ذلك ضرورياً. فالرفض القاطع من غير إهانة هو من أفضل ما ينم عن الشخصية القوية.
إذاً، قل: "لا، فهذه واحدة من أفضل الكلمات لتعليم الآخرين. وانسَ التردد والارتياب اللذين يعطيان الآخرين مجالاً لإساءة فهمك. فالناس يحترمون "لا" حازمة أكثر من احترامهم التصرف المتردد الذي تبغي من ورائه إخفاء مشاعرك الحقيقية، ناهيك عن أنّ احترامك لنفسك سيزداد أيضاً.
المصدر: كتاب كيف تكسب قوة الشخصية/ فنون السعادة (2)
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق