• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كامل الاوصاف.. ما تبحث عنه أسر اليوم!

أسرة

كامل الاوصاف.. ما تبحث عنه أسر اليوم!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أنا في سن الـ 17 وتمّ خطبتي من إبن خالي وأنا عليه وافقت ومن جهته لاتوجد أية مشكله؛ لكن والدتي دائماً ماتلح عليّ بأن أعيد النظر بالأمر كونه شخص بسيط جداً ومهنته فلاح.
أما أنا فيعجبني فيه حسن سلوكه ودينه وباقي الأمر لاأكترث.
كيف أقنع أهلي من دون حدوث سوء سلوك يصدر مني؟

الأخت العزيزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيّة طيّبة وبعد..
الزواج مشروع حياة ولكي يكون ناجحاً وموفقاً ينبغي أن يدرس من كافة جوانبه خصوصاً في عصرنا الحاضر حيث أن الحياة لم تعد سهلة وبسيطة كما كانت في الماضي.
ومن أهم ما يجب توفره في الزوج الخلق والإيمان، ففي الحديث الشريف: (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه إن لا تزوّجوه تكن فتنة في الأرض).
لأن الرجل الديِّن أمين يحرص على حفظ أمانته بأحسن وجه، وزوجته أمانة الله وأهلها بين يديه، وعليه أن يصونها من كل سوء، خصوصاً عن الحرام فيحفظها بعينه ويحافظ عليها بكل ما يملك، ويسير معها في طريق التكامل وتقوى الله ليكسب بذلك رضاه والسعادة في الدنيا والآخرة. قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات/ 40-41).
وأما مَن لا يخاف الله تعالى ويقترف المعاصي والآثام فإن من لا يحفظ نفسه ويرخصها ولا يخشى الله تعالى، يهون عليه أن لا يحفظ أهله وعياله ويأخذ بأيديهم في طريق الشقاء، وقد قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا) (طه/ 123-124).
وأما الخلق، فهو كمال الدين وزينة المؤمنين، وفي الروايات: (ما أتى المرء يوم القيامة ببضاعة خير من حسن الخلق)، فإن بالخلق تكون الحياة جميلة والعشرة حسنة، حيث يمكن للزوجين أن يتجاوزا الصعاب وأن تكون لحظاتهما طيبة، بالصبر وحسن المجاملة والمداراة وبشر الوجه وطيب الكلام، وسوء الخلق يحول الحياة إلى جحيم وبيت الزوجية إلى سجن مظلم.
ولا يعني ذلك أن الزوج يجب أن يكون "كامل الأوصاف" من دون عيب أو نقص، فالكمال لله وحده، ولكن من حيث الاجمال أن لا يكون سيئ الخلق معروفاً بذلك، وأن تكون له الفطرة السليمة والاستعداد للتغير نحو الأفضل.
وهناك أمر آخر ينبغي رعايته وهو التكافؤ بين الزوجين، من حيث المجموع، بحيث لا يكون الفارق كبيراً بينهما من حيث الثقافة والوضع الاجتماعي، فقد يسبب ذلك التباين في وجهات النظر والاختلاف في طريقة العيش.
أما نوع العمل، فإن نظرة الناس إلى الأعمال غير دقيقة وربما خاطئة حيث تبحث عن المظاهر والمناصب، وربما يجني بعض الكسبة أضعاف ما يجذبه كبار الموظفين، والسعادة لا تأتي بالظاهر بل بالباطن، والزراعة، مثلاً في فرنسا تغير النمط، حيث يحنون منها أكثر من غيرها، وفي الإسلام، فإن الزراعة من أشرف المهن، وقد ورد من الإمام الصادق(ع) من أئمة أهل البيت قال: (الزراع، كنوز الله في أرضه وما في الأعمال شيء أحب إلى الله من الزراعة).
إذن عليك أن تتدارسي الموضوع بروية وهدوء وتتبادلي الحوار مع أهلك ليكونوا عونك وتصلي إلى قرار مناسب يساندونك فيه، مع مزيد من الصبر والاستعانة بالله تعالى يسهل أمرك وهو ولي التوفيق.

ارسال التعليق

Top