◄حينما يتخذ القلم الأصيل قرار الانغماس في عالم الكتابة، بطريقته العفوية؛ يجبر خلايا العقل على شق مسيرة البحث عن مكامن الحقيقة، ويرسم بين جدران القلب فكرة التفتيش عن مواضع الخطأ، ويحفر عميقاً في جذور البيئة المحيطة به لأجل التنقيب عن مواقع النقص في سياسات الدولة التي تحكمه، وممارسات المجتمع الذي يحتضنه، وذلك إيماناً منه باستحالة استمرارية حياة الوطن ونهضة المجتمع وصلاح الفرد، بدون أن يُحرك العقول لمواجهة المشكلات المعقدة، ويدفع النفوس لملامسة العيوب الخفية.
ذلك القلم ينفر من صراحته الكثيرون؛ لأنّه يميط اللثام عن الأسرار الخطيرة، ويفضح أصحاب الأقنعة، وينبه أهل الغفلة عما يُرتكب من انتهاكات في حق الإنسان والمجتمع والوطن، ويشير بأصابع الاتهام نحو مسببات الظلم، ويطالب أفراد المجتمع بسرعة التغيير، ويحرّض فئات المجتمع على الاستمساك بالصواب والتشبث بالإستقامة.
ويواجه هذا القلم في مسيرته النبيلة أطيافاً من البشر، تجتمع قلوبهم الخبيثة على نية واحدة، وتتقاطع خططهم عند هدف مشترك ألا وهو اغتيال ذلك القلم الشريف وتغييبه في السجون وتشويه مبادئه أمام السذج وعامة الناس بمختلف الوسائل والأساليب.
من جانب آخر، فإن فئة كبيرة من قراء الوقت الحاضر يتآمرون أيضاً على ذلك القلم الذهبي بإهماله واضطهاده بالعديد من الوسائل، بل يسعون إلى قلب صفحات ناصعة امتلأت بغزارة إبداعه وبجمال إنتاجه؛ لأنها فضحت واقعهم المرير وصدمتهم بكمية العيوب والأمراض في دواخلهم المتناقضة، ولأنها لم تمارس سياسة تخدير القارئ، ولم تعتمد على التسلية والإلهاء في أغلب عباراتها الفضية وجُمَلها الذهبية.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق