إنّ التربية الإسلامية تتمثلُ في تنمية الشعور بحب الوطن عند الإنسان، وذلك باستشعار ما للوطن من أفضال سابقة ولاحقة عليه منذ نعومة أظفاره، ومن ثم تربيته على رد الجميل، ومجازاة الإحسان بالإحسان لاسيما أنّ تعاليم ديننا الإسلامي تحث على ذلك وترشد إليه كما في قوله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ) (الرحمن/ 60). الحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن في أي مكانٍ منه لإيجاد جوٍ من التآلف والتآخي والتآزر بين أعضائه الذين يمثلون في مجموعهم جسداً واحداً مُتماسكاً في مواجهة الظروف المختلفة .وغرس حب الانتماء الإيجابي للوطن، وتوضيح معنى ذلك الحب، وبيان كيفيته المُثلى من خلال مختلف المؤسسات التربوية في المجتمع كالبيت، والمدرسة، والمسجد، والنادي، ومكان العمل، وعبر وسائل الإعلام المختلفة مقروءة أو مسموعة أو مرئية .العمل على أن تكون حياة الإنسان بخاصّة والمجتمع بعامّة كريمة على أرض الوطن، ولا يُمكن تحقيق ذلك إلّا عندما يُدرك كلّ فردٍ فيه ما عليه من الواجبات فيقوم بها خير قيام .تربية أبناء الوطن على تقدير خيرات الوطن ومعطياته والمحافظة على مرافقه ومُكتسباته التي من حقّ الجميع أن ينعم بها وأن يتمتع بحظه منها كاملاً غير منقوص .الإسهام الفاعل والإيجابي في كلّ ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته سواء كان ذلك الإسهام قولياً أو عملياً أو فكرياً، وفي أي مجال أو ميدان؛ لأنّ ذلك واجب الجميع؛ وهو أمر يعود عليهم بالنفع والفائدة على المستوى الفردي والاجتماعي .التصدي لكلّ أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمتاحة. ومن أهم ما نقوم به اتجاه الوطن الغالي الدفاع عنه عند الحاجة إلى ذلك بالقول أو العمل .إنّ تربية الأبناء على حب الوطن من المعاني المهمة التي يجب على الآباء والأمهات والمربين زرعها في الأطفال منذ الصغر، فحب الأوطان يكبر في قلوب الصغار كلما كبرت أعمارهم، وكلما تربى الطفل على حب وطنه، كلما كان مواطناً صالحاً في المستقبل يشارك في بناء وطنه، ومحصّنا ضد التيارات المنحرفة التي تحاول أن تغزو عقول الشباب فتحولهم لقنابل موقوتة في جسد الأوطان، ولا شك أنّ للآباء والأمهات دوراً كبيراً جداً في تعزيز انتماء وولاء الأبناء للوطن، فالأسرة هي لبنة المجتمع الأولى ومنها يبدأ صلاح المواطن والمجتمع، ومنها يبدأ تحصين الأبناء وتعزيز روح المواطنة فيهم.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق