• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

عوامل بقاء المودّة بين الإخوان

عوامل بقاء المودّة بين الإخوان

عن الرسول الأعظم (ص): «ألا وإنّ وُدَّ المؤمنِ من أعظم سبب الإيمان».

العوامل الإيجابية في العلاقة بين الأخوة تؤدّي إلى نموّها وتوطيدها، وما تقتضيه من آداب رتّب الله سبحانه عليها الجزيل من الثواب.

عوامل بقاء المودّة:

1ـ الشفقة على الإخوان

فقد جاء عن الإمام الصادق (ع): «إنّ للهِ في خلقِهِ نيّةً وأحبُّها إليه أصلبُها وأرقّها على إخوانِه وأصفاها من الذنوبِ» .

2ـ زيارة الإخوان

عن الإمام الصادق (ع): «مَن زار أخاهُ للهِ لا غيرَ التماسِ موعدِ اللهِ وتنجّزَ ما عندَ اللهِ وكّل الله به سبعين ألفِ ملكٍ ينادونَهُ ألا طبتَ وطابَت لك الجنّةَ».

3ـ مصافحة الإخوان

عن رسول الله (ص): «إذا لقِيَ أحدُكم أخاهُ فليصافِحهُ وليسلِّمْ عليه فإنّ اللهَ أكرمَ بذلك الملائكةَ فاصنعوا بصنعِ الملائكةِ».

4- التبسّم في وجوه الإخوان

عن الإمام الرضا (ع): «ومَن تبسّمَ في وجهِ أخيهِ المؤمنِ كتبَ اللهُ حسنةً ومَن كتبَ اللهُ لهُ حسنةً لم يعذِّبْهُ».

5ـ تلقيم الإخوان

عن الإمام الصادق (ع): «مَن لقّمَ مؤمناً لقمةَ حلاوةٍ صرفَ اللهُ عنهُ مرارةَ يومِ القيامةِ». ولقد كان (ع) يقوم بذلك مع أصحابه.

6ـ الدُّعاء للإخوان

عن الإمام الباقر (ع): «عليك بالدُّعاءِ لإخوانِك بظهرِ الغيبِ، فإنّه يهبُ الرزقَ».

وفي بعض الأحاديث ورد أنّه كذلك سبب لدفع البلاء عن الداعي إضافة إلى إهالة الرزق عليه كما عن الإمام عليّ (ع): «دعاءُ المُسلِم لأخيهِ بظهرِ الغيبِ يسوقُ إلى الداعي الرزقَ ويصرفُ عنهُ البلاءَ ويقولُ لهُ اللهُ لك مثلهُ».

7ـ تزويج الإخوان

عن الإمام الكاظم (ع): «ثلاثةٌ يستظلّون بظلِّ عرشِ اللهِ يومَ لا ظلَّ إلّا ظلُّه رجلٌ زوّجَ أخاهُ المُسلِمَ أو أخدمَه أو كتمَ لهُ سرّاً» .

8ـ إطعام الإخوان

ويتأكّد ذلك أكثر فيما لو كان أخوك مسكيناً أو يتيماً أو أسيراً.

قال الله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) (الإنسان/ 8-9).

وعن رسول الله (ص): «مَن أطعمَ مؤمناً من جوعٍ أطعمْهُ اللهُ من ثمار الجنّة، ومَن سقاهُ من ظمأ سقاهُ اللهُ من الرحيق المختوم، ومَن كساهُ ثوباً لم يزلْ في ضمان الله ما دام على ذلك المؤمن من ذلك الثوب سلك واللهِ لقضاء حاجة المؤمن أفضلُ من صيام شهرٍ واعتكافِهِ».

9- كتمان أسرار الإخوان

ولا يُمكن اعتباره من جملة الآداب فحسب إنّما هو من أعظم الواجبات على المؤمن وقد يؤدّي التهاون في ذلك إلى سفك الدماء المحترمة وإزهاق الأرواح بمجرّد إفشاء سرّ من أسرار العمل الإسلامي، أو إسداء خدمة مجانية للأعداء لمجرّد التهاون بالمعلومات التي نحن مأمورون بحفظها والتكتم عليها، ولذلك لا تنحصر الآثار السيِّئة لترك هذا الواجب في المستوى الفردي، بل تتعدّاه لتطال المجتمع أو المسيرة ولذلك عبّرت طائفة كبيرة من الروايات عن مدى انزعاج أئمّتنا (ع) من قلّة الكتمان، عن الإمام أمير المؤمنين (ع): «والمذيعُ لما أرادَ اللهُ سترُه مارِقٌ في الدِّينِ». ويكشف الإمام الصادق (ع) الواقع الأليم الذي عليه الناس قائلاً: «أُمِرَ الناسُ بخصلتينِ فضيّعوهُما فصاروا منهما على غيرِ شيءٍ الصبرُ والكتمانُ».

10- مجالسة الإخوان ومحادثتهم

فعن أبي جعفر الثاني (ع) أنّه قال: «أتخلون وتحدّثونَ وتقولون ما شئتُم؟ فقلتُ أيْ واللهِ لنخلو ونتحدّثُ ونقولُ ما شئنا، فقال أما واللهِ لوددْتُ أنّي معكم في بعضِ تلك المواطنِ أما واللهِ إنّي لأحبُّ ريحَكُم وأرواحَكُم وإنّكم على دينِ اللهِ ودينِ ملائكتِه فأعينونا بورعٍ واجتهادٍ».

11ـ خدمة الأخوان

عن الإمام الصادق (ع): «المؤمنون خدمٌ بعضهُم لبعضٍ، قلتُ وكيف يكونُ خدماً بعضُهُم لبعضٍ؟ قال يفيدُ بعضهُم بعضاً».

12ـ إقالة الإخوان

وهذا الأمر يعتبر امتحاناً للأخوة الذين يغرقون في المصالح المادّية وعالم التجارة فهل إنّهم سيحافظون على هذه الآداب، أو أنّ المال سيجرّهم إلى ضرب المُثُل بعرض الحائط رغم ما رتَّبه الإسلام من ثواب على الإقالة. فعن الإمام الصادق (ع): «أيّما مُسلِم أقالَ مُسلِماً ندامةً في بيعٍ أقالَهُ اللهُ عثرتَه يومَ القيامةِ».

13ـ إدخال السرور على الإخوان

ويكفيك في ذلك أنّه من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى  وأنّ فيه سرور النبيّ (ص) وأهل بيته (ع)، يقول الإمام الصادق (ع): «لا يرى أحدُكم إذا أدخلَ السرورَ على أخيه أنّه أدخلَهُ عليهِ فقط، بل واللهِ علينا، بل واللهِ على رسول الله (ص)».

14ـ الثقة بالإخوان

عن الإمام الصادق (ع): «مَن كان الرهن عندَهُ أوثقُ من أخيهِ فاللهُ منهُ بريءٌ».

فإذا كان الأخ من أهل الثقة لا المكاشرة، عدّ هذا العامل من الحقوق.

15ـ إيثار الإخوان وبرّهم

فقد جاء عن الإمام الصادق (ع): «ممّا خصّ اللهُ به المؤمنَ أن يعرّفَه برَّ إخوانِه، وإنْ قلَّ، فليس البرُّ بالكثرة وذلك أنّ اللهَ يقول في كتابه: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)».

ثمّ قال: «( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ومن عرَّفَه اللهُ ذلك فقد أحبّهُ اللهُ، ومَن أحبّهُ اللهُ أوفاهُ أجرَهُ يومَ القيامةِ بغير حسابٍ».

ثمّ قال: «يا جميل ارو هذا الحديث لإخوانك فإنّ فيه ترغيباً للبرّ» .

16ـ إهداء الإخوان

حيث إنّ تقديم الهدية للأخ تعبيراً عن المودّة له ممّا يترك الأثر الكبير في نفسه، ويكون ذكرى دائمة للعلاقة القائمة بينهما على أساس الإيمان والتراحم.

يقول النبيّ (ص): «تَهادوا تَحابّوا».

بينما قبول الهدية من أخيك هو من الحقوق، كما تقدّم، وإن كان الإهداء من الآداب نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لأداء حقوق الإخوان، والتحلّي بآدابهم، إنّه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.

ارسال التعليق

Top