• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

دور المثقف في بناء المجتمع

دور المثقف في بناء المجتمع

◄إن تجارب المجتمعات أثبتت ان الكيانات الثقافية ودور المثقفين والمبدعين يلعب دور الجسر الواصل بين السلطة والشعوب وبين مجريات الواقع داخلياً وخارجياً وروح الشعوب.

ففي كلّ عمليات الحفاظ على المجتمعات أو تغيير المجتمعات يعتمد الحفاظ والتغيير غالباً على المثقفين والمبدعين في شتى المجالات لتأثيرهم كأكبر قوة ناعمة مؤثرة على المجتمع تخاطب القلب والعقل معاً وتضع بصمتها المؤثرة سلباً كانت أو إيجاباً. لذا فإنّ المثقف والمبدع هو صوت الأمم ولسان حال شعوبها والعين التي يرى من خلالها المجتمع ما يحدث في العالم من مجريات وأخطار، بكافة أشكالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ولهذا فإنّ المثقف بمثابة صمام الأمان لمجتمعه، حين يبصّر ويحلّل ويوضّح الحقائق وينبه وينوه إلى المخاطر، وحين يصبح هذا الصمام محصناً بالوعي والأمانة والصدق والإخلاص يبقى المجتمع آمناً من أي مستغل أو طامع أو غزو فكري أو ثقافي يهدم بنيانه ويفتت كيانه.

وهناك من المثقفين والمبدعين أنواع باتت واضحة وضوح الشمس، هناك نوع يكتفي بدور المتفرج إزاء ما يحدث، وكأنّه غير معني بما يجري، سابحاً في قضاياه الشخصية، غارق في أمور سطحية وهامشية مستمراً في بناء اسمه وكيانه وشهرته. وهناك نوع هدام يدعوا للتشاؤم وإلقاء اللوم على المجتمعات، ويشيع ثقافة الإحباط واليأس، وهناك نوع متفشي كالخلايا السرطانية التي تنخر في عضد ووعي المجتمعات وهو الأخطر وهو ذاك النوع الانتهازي المتسلق المريض الذي، يستغل الأحداث لتلميع صورته وإبراز اسمه في كلّ ميدان، شخص لا يعطي الحلول ولا تنتظر منه حقائق، بل ويتغنى بالأحداث تماشياً مع الجو المحيط ليس له مبدأ واضح ولا فكر صادق ككل صاحب دور منافق، وصوت متلوّن حسب السياسات العامة وهذا النوع لايخدم المجتمعات بل يخدم مصلحته واهواءه واستمرار تبعيته. أمّا النوع الذي تحتاجه المجتمعات فهو الذي يبني المجتمع، صاحب القضية الحقيقة ذاك الشخص الفاعل المتأثر بقضايا المجتمع لسان حال الشعوب ووعي الأمم ونبراس الحق والعدل الذي يسعى جاهداً لبناء مجتمع. مستنير بوعي ورساله وأمانة مدركاً حجم المسؤولية التي وقعت على كاهله، وأن لقب مثقف أو مبدع إنّما هو لقب مسؤولية لا تشريف وانّه يحمل في رقبته أمانه وعي ومصير وذاك النوع المنشود لا يصيبه اليأس من التناقضات الموجودة بل يستمر في طرح الأفكار والنقد البناء والرفض لاي تجاوزات سياسية أو مجتمعيه ومحاربة أي سلوك عدائي وأي آفة فكرية تصيب ثقافة ووعي المجتمعات تتملكه الغيرة على الاوطان والشعوب ويحارب أي آفة فكرية تصيب ثقافة مجتمعه وأي قرار سياسي يضر بمصالح الشعوب يقدم المصلحة العامة للشعوب علي مصلحته الخاصه ولربما يدفع الغالي والنفيس في المقابل دون أي عائد شخصي عليه سوى أنّه صاحب رسالة صادقة يحمل أمانه في رقبته وهموم مجتمع يتألم من أجله وتقع جميعها على كاهله، فالمجتمعات والأمم لاتبني بالتمني والخديعة وانّما تبني بالإرادة الحقيقة والضمائر التي تدفع للبناء بالعقل والعمل بصدق ووعي وأمانة واخلاص.►

ارسال التعليق

Top