◄لي صديقة لديها مشكلة هي طالبة متفوقة تحصلت على شهادة ليسانس وتريد أن تحقق طموحاتها أكثر ولكن تقدم لها أحد لخطبتها وقد توفرت فيه كل الشروط اللازمة للزواج ولكن طلب منها أن لا تعمل وتبقى في المنزل وأن ترتدي النقاب فما رأيكم في هذا, هي حائرة جداً لم تتصور يوماً أن تبقى في المنزل لأنها ستحس بأن لا قيمة لها تؤديها والمنزل سجن لها والتوقف عن الدراسة الإضافية يعتبر لها جهلاً كانت تطمح الكثير. بالإضافة إلى أن الشخص المتقدم لخطبتها أقل منها من حيث مستوى التعليم.. ولقد طلب منها أيضا أن لاتركب الحافلة بل إذا أرادت الذهاب ينقلها بسيارته...
من فضلكم وأرجوكم في هذه الحالة ماذا تفعل هل تقبل به، وماهي النصائح التي يمكن أن توجهها.
الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
ليست السعادة مقتصرة على الزواج، نعم الزواج إحدى الوسائل الأساسية للسعادة ولكن ماذا لو كان على حساب شخصية المرأة وفقدانها لكل طموحاتها وآمالها خصوصاً إذا كان لديها الإستعداد والرغبة لذلك.
العمل في البيت للمرأة جهاد وعبادة ولكن على الرجل في المقابل أن يكون شاكراً ممتناً لها ومقدّراً لجهودها التي تقدمها من دون أن يكون ذلك واجبها الشرعي، وفي نفس الوقت على الرجل أيضاً أن يعلم أن زوجته إنسانة كما هو إنسان، ويجب أن لا يكون الزواج ثمناً لفقدانها إنسانيتها وشخصيتها وحقها في الاستفادة من فرص الحياة التي هيئها الله لها لتخدم الدين والناس والمجتمع والوطن- بما تستطيع- مع إحتفاظها لبيتها وإعتزازها بزوجها وعائلتها وأدائها لواجباتها في هذا المجال.
على أي حال، فالقضية شخصية ويختلف الموقف من حالة لأخرى، فقد يكون الزواج لكثيرات فرصة طيبة لهن للإستقرار، ويتطلب ذلك منهن الاستعداد للتضحية ببعض الطموحات، وهن يرضين بذلك، ويتزوجن ويسعدن في زواجهن.
وقد تكون كثيرات ذوات قابليات محدودة، والزواج يهيئ لهن فرصة لصرف قابلياتهن في بناء الأسرة وسعادتها وتربية الأولاد وهي مهام عظيمة وكريمة، ففي الحديث الشريف: "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وقال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها****أعددت جيلاً طيب الأعراق
وهكذا يجب حساب الأمور بدقة من زاوية شخصية والخروج بنتيجة مرضية، فلكل وضعه وله إختياره الخاص به.
مع تمنياتنا لك ولصديقتك الكريمة بالتوفيق
ارسال التعليق