اقترب العام الدراسي الجديد، ومن المفترض أن يكون مقالي موجهاً لفئة الشباب الصغير، ومع يقيني أنّ أغلب مَن سيقرأ هذا المقال هو أُمّهاتهم.
كانت محاولاتي الأولى للتعامل مع فئة المراهقين والشباب الأولى أثناء التدريس صعبة، فالعودة بما يقارب العشرين عاماً للوراء ليست بالهينة، تذكر طريقة التفكير والأحاسيس وكلّ ذلك، فلم يكن هدفي هو إلقاء بعض المعلومات والمضي سريعاً. لم أكن مستغربة من طريقة تفكير مراهقات وآنسات اليوم ولم أجد فيه إلّا الامتداد الطبيعي لما كان الحال من عشرين عاماً، ولكن ما انتبهت إليه حقاً وما دخل في مقارنة بذهني هو طريقة تعامل الأُمّهات والآباء في أغلب المواقف.
لست مدافعة عن زمني، ولكن أجد فيه حلقة من حلقات التربية غير الكاملة أيضاً، فما بين الأمس واليوم ما هي إلّا انعكاس حال الأُمّهات والآباء من رافض تماماً، إلى راضخ تماماً.
وما بينهما من وضع لقوانين تحترم أو كونك جسراً لأبنائك ما بين حريتهم الشخصية والنزعة القوية في هذا العمر للتفرد وما بين الواقع الذي لا يدركونه تمام الإدراك. فلا بأس من عدة قوانين يمكن سنها في المنزل تقوم في أساسها على الاحترام المتبادل.
الحياة الاجتماعية والدراسية:
تأخرك على المحاضرة أو الدرس في أغلب الأحوال لا يكون بمبرر حقيقي، والأعذار التي يصدقها والداك لا يحسن من مظهرك، لذا فالالتزام في مواعيد الدراسة خاصة هو أمر يدل على جديتك أو احترامك. فلو لم تكن في سنك هذا تعمل رغم الدراسة أو مخترع فرجاء لا تتوقع من أحد يصدق إرهاقك أو انشغالك بأصدقائك الكثر مبرراً لتأخرك وانشغالك. فأنت في درسك مع شخص هو مشغول حقاً بعمل حقيقي وأصدقاء وعائلة، لذا نصيحة لا تصدق أنّهم صدقوا مبررك حتى وإن قالوا هذا.
العلكة ليست مظهراً جيداً، كونك مصاباً بالتسوس وتريد تعطير فمك فهذا لا يعد موقفاً للإعلان عنه بوضع علكة، هناك بخاخات للفم أو حلوى النعناع صغيرة الحجم الأنسب لذلك، أما للقضاء على عدم التركيز الذي قد يصيبك أثناء الدرس يمكنك الاحتفاظ بزجاجة مياه أو تدوين الملاحظات سيعيد إليك انتباهك المفقود.
التعالي على مَن هم أقل منك اجتماعياً أو مالياً أو علمياً ليس من التهذيب ولا الدين، وإذا كنت من محبي ذلك فأرجو منك خوض التجربة الآتية أغمض عينيك وضع نفسك مكان هذا الشخص الذي تتعالى عليه وبدل الأدوار.
الهاتف الجوال:
الهاتف الجوال هو من أهم الأمور بالنسبة لهم ولكن ليس للآخرين، لذا فيجب وضعه على نغمة الصامت في أوقات الدرس. من المؤكد أنّها معلومة متكررة وقديمة ولكن الجديد هو التبرير، لا تظن أو تظني نصيحتي من أجل المعلم الذي أنّه يتضايق بشدة من ذلك. ولكن تذكر أنّ مَن يتصل بك ليس أهم من مستقبلك، وإن اعتبرته كذلك فرجاء مستقبل غيرك من زملائك أهم فلا تشتت انتباههم بنغمات تلفونك أو بضجيج هاتفك.
عامل المقهى وظيفته خدمتك وليس انتظارك وجعل غيرك كذلك من الزبائن المتوقعين خدمته سريعاً، الرجاء إذا قررت الدخول إلى مقهى ومعك هاتف اجعل الأولوية للنادل كي تنهي وتوضع طلبك أوّلاً.
مواقع التواصل الاجتماعي:
مازلت أنت نفس الشخص هناك، لم تصبح شخصاً خفياً أو شخصاً آخر. تجاوزك في حقّ أحد معلميك أو السخرية من الدرس والعلم ليست من الأمور الحكيمة فصدقني لسنا من مصاف الدول النامية إلّا بسبب الاستهانة بالعلم، وإذا قررت أن تستهين بالعلم المقدم لك لحساب طريقة التدريس الأجنبية فتذكر أنّ ما استهنت به هو السبب في رقي كثير من الناجحين العالميين من العرب، ألم أقل لك ليس من الحكمة الاستهزاء بما يخص العلم.
من السهل تعقب مصدر الإشاعات أو الأقاويل الكاذبة، فليس من الذكاء إطلاق واحدة، فناهيك عن حرمانية الفعل دينياً، يمكن أن تعرض نفسك بسبب ذلك لتبعات قانونية.
مع دعواتي الصادقة للجميع بعام دراسي موفقاً دراسياً وأخلاقياً. وكلّ عام وأنتم جميعاً بخير.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق