• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

دور اللغة ووظائفها

د. وليد رفيق

دور اللغة ووظائفها

◄دور اللغة:

تلعب اللغة دوراً في عملية التفكير والنمو المعرفي في لدى الفرد، فهي تزود النمو المعرفي بالرموز والمبادئ والقوانين التي تساعد في عملية التفكير والابتكار وحل المشكلات.

يرى بياجيه وبرونر أنّ اللغة مفتاح النمو المعرفي؛ لأنّ عملية اكتسابها من قِبَل الفرد تمكنه من ترميز خبراته المتعددة، الأمر الذي يسهل لديهم عملية التعلم والتفاعل مع المشكلات المتعددة.

 

وظائف اللغة:

تتعدد آراء العلماء حول تحديد وظائف اللغة، ومن هذه الآراء والتصنيفات:

1-  رؤية العالم اللغوي خلف الله، وهي على النحو الآتي:

·      الوظيفة الحيوية للغة: تتمثل هذه الوظيفة في تمكين الإنسان من الاتصال بأخيه الإنسان، بالتعاون على مهام لا يقوم بها الفرد وحده، وهذا الاتصال ييسره أنّ اللغة تجعل من المستطاع أن يوجه الشخص تفكير الآخرين وتصرفهم الخارجي، كما تجعل من الممكن على الفرد توجيه خطوات تفكيره وضبطها.

·      الوظيفة النفسانية للغة: وهي أنّ اللغة آلة للتحليل والتركيب التصويريين، فإنك بواسطة الكلمات أو الرموز أن تفرد نواحي أو أجزاء خاصة من الأحوال المعروضة على الحسن وتركز عليها الانتباه، ومعنى ذلك أنك تحلل الحال المعروضة إلى تصورات.

2-  يرى كارل بوهلر أنّ اللغة تتكون من سلسلة من الإشارات الإدراكية التي تحمل في طياتها ثلاث وظائف هي:

·      الوظائف الانفعالية (وظيفة التعبير): ترتبط هذه الوظيفة بالحالة أو الغاية للذي يرسل الرسالة المتكلّم (المرسل).

·      الوظائف الندائية (وظيفة الطلب): فهي ترتبط بمعنى ومدلول وتأثير الرسالة المخاطب (المستقبل).

·      الوظائف المرجعية (وظيفة التقديم): فهي ترتبط بإخبار الشخص الآخر عن الأشياء أو الأحداث الغائب (الشخص أو الحدث أو الشيء الذي نتحدث عنه).

3-  صنف هاليداي وظائف اللغة على النحو الآتي:

·      النفعية أو الوسيلية (الوظيفية النفسية): استخدام اللغة في التعبير عن الحاجات والرغبات وتحقيق أهداف معينة (أنا أريد).

·      تنظيمية: استخدام اللغة للسيطرة والتحكم في سلوك الآخرين من خلال الطلبات والأوامر والتعليمات (أفعل كذا ولا تفعل كذا).

·      التفاعلية: اللغة أداة في التفاعل والتواصل مع الآخرين (أنا وأنت).

·      الوظيفة الشخصية: اللغة أداة للتعبير عن المشاعر والاتجاهات والآراء نحو الموضوعات المختلفة، تمثل أداة إثبات الهوية والإثبات الشخصي لدى الفرد.

·      الاستكشافية: اللغة أداة لاكتساب المعرفة والخبرات، تسمى هذه الوظيفة أيضاً الوظيفة الاستفهامية والتي تتمثل في طرح الأسئلة حول المواضيع المتعددة (استكشاف وفهم البيئة).

·      التخيلية: اللغة أداة للهروب من الواقع من خلال كتابة الشعر والقصص للتنفيس عن الانفعالات الشخصية، وكذلك للترويح عن النفس (الشعر، الغناء).

·      الإخبارية الإعلامية: اللغة أداء لنقل المعلومات والخبرات إلى الآخرين بهدف التأثير في سلوك الآخرين.

·      الرمزية: استخدام اللغة للدلالة على الأشياء والموجودات المادية (المفاهيم المادية) أو الخبرات والمعاني المجردة (المفاهيم المجردة) (رموز تشير إلى الموجودات).

4-  يرى إدوارد بيشون أنّ للغة ثلاث وظائف أساسية هي:

·      الوظائف المثيرة أو الدافعة التي تحقق الدافع اللغوي.

·      وظيفة المطابقة لتنظيم الرسالة أو الخبرة.

·      وظيفة عملية أو واقعية: وهي أنّ اللغة يمكنها أن تعدل أو تغير من الواقع العملي من حيث الاستجابات أو السلوك.

مما سبق يتضح أنّ اللغة متعددة الوظائف، فلها وظيفة اجتماعية كأداة للتواصل البشري، ولها وظيفة نفسية تتمثل في عملية التحليل والتركيب للكلام، ولها ظيفة ثقافية، ووظيفة عملية، ولكن وظيفتها الرئيسية تكمن في عملية التفكير وإبراز الفكر من حيز الكتمان إلى حيز التصريح.►

 

المصدر: كتاب التفكير واللغة

تعليقات

  • 2020-12-17

    خديجة

    شكرا على المعلومة

ارسال التعليق

Top