◄الشباب هم نبض الحياة في المجتمع، ولا شك في أن لديهم قدرات عقلية فائقة، وإمكانات كبيرة فيما يخص التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ومفردات الحياة العصرية التي نعيشها الآن.
ولا شك أن مهمة توجيه تلك الطاقات واستغلالها إيجابياً هو أفضل استثمار يمكن أن يؤدي إلى تقدم أي مجتمع وتفوقه بكل تأكيد.
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى هذه الطاقات، لنزرع الأمل في الشباب ونهيئهم لمستقبل مشرق وإيجاد قاعدة إنتاجية مبدعة مفكرة تأخذ بيد مجتمعها لمسايرة التطور العملي والتطور العالمي السريع.
أمّا أولى خطوات هذا الاستثمار فهو تفعيل الدور الإيجابي للمؤسسات الشبابية والمجتمعية بداية من التواصل والتفاعل مع هؤلاء الشباب، وخلق برامج من شأنها أن تنمي مهاراتهم، وترعى مواهبهم وتوجهها إيجابياً لخدمة بلادهم.
فالشباب ثروة المجتمع والاستثمار فيهم هو أفضل استثمار، فمكاسبه مضمونة ولا خسارة فيه.
ثمة دعامات يستند إليها المجتمع لكي يضمن مقومات الحياة اللائقة بالانسان، ولعل الأبعاد الزمنية الثلاثة هي أكثر مايشغل الانسان تفكيراً وسعياً لبناء الحياة المطلوبة، فالماضي الذي يعدّ من أكثر الابعاد الزمنية إشكالاً وتعقيداً، يفرض نفسه على الإنسان شاء أم أبى، فهو يشكل له تأريخه الشامل في تجاربه العملية والفكرية وغيرها، وهو سجل النجاحات والإخفاقات في مسيرته الحياتية، وهو نبع الإنسان الذي يأخذ منه الدروس وتصحيح الأخطاء وما شابه، وبذلك فإن الماضي أو (التراث) كما يصطلح عليه بعض المفكرين، ليس عقبة كأداء تقف في وجه المسيرة الإنسانية لمجتمع ما شريطة أن يُحسن المجتمع كجماعة والإنسان كفرد توظيف الماضي لصالحه.
من هنا يمكن أن نرسم صورة لدور الشباب في بناء الحياة لمجتمع إنساني محدد، كأن يكون شعباً أو أمة، بمعنى ان الماضي ممثلاً بصفحات التأريخ سيمنح الدارس أو الراغب باستحصال التجارب ودراستها، معلومات ومؤشرات هامة عن شريحة الشباب ودورها الإنساني الكبير في بناء حاضر الشعوب ومستقبلها، غير أن الأمر سيبقى متعالقاً مع شرائط أخرى ينبغي توافرها من أجل ضمان نجاح دور الشباب في رفع الشعب أو الامة الى مستوى أرقى.
فهذه الشريحة لها بنية أولية تتمثل بمرحلة النشأة والتكوين حيث يشكل المحيط (الذي تنشأ فيه) عاملاً أساسياً في رسم ملامح هذه النشأة وركائز دورها القادم.
هناك مسؤولية كبيرة على عاتق الجميع.. فإن تملّك زمام الشباب لا يكون إلاّ بجذب بنّاء صحيح في العقيدة والعمل بحيث يوفّر للشباب من الجنسين العمل في قبال البطالة، والعلم والدراسة في قبال الجهالة، والسكن والمسكن والعلاج الصحي والحماية وغيرها في قبال عدمها.
إذن ثمة مسؤوليات ملقاة على عاتق الجهات ذات العلاقة من أجل بناء هذه الشريحة وفق عناصر دعم يجب توافرها ومنها بناء العقيدة الصحيحة، حيث الإيمان يشكل مصدراً مهماً من مصادر بناء شخصية الإنسان وتطورها، ثم توفير الشرط الإنساني المتمثل بتحقيق الذات عبر العمل، فالشباب هم قمة حيوية الشعب أو الامة، والعمل هو الميدان الذي يحرك هذه الحيوية ويجددها في آن، وغيابها يعني تحجيم وربما (قتل) الشباب ودورهم.
من الضروري بث التوعية في صفوف الشباب حتى يعرف كيف يسلك سُبل الحياة الآمنة؟
إن سُبل الحياة متشعبة وصعبة وشائكة ـ خصوصاً في هذا العصر ـ فاللازم أن يؤخذ بأيدي الشباب علماً وعملاً حتى يعرف كيف يمكنه أن يسير في هذا الضنك بسلام؟ في الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعائلية وغيرها.. وكيف يتمكن أن يحلّ مشاكله.
هنا نتذكر المثل الصائب الذي يقول (من جدّ وجد ومن زرع حصد)، فالأمم التي تبذل إهتماماً كافياً في تنشئة غرسها الجديد (أطفالاً ثم شباباً) سوف تحصد ثمار هذا الزرع بما يدعم الأمة في حاضرها ومستقبلها علماً وعملاً في آن واحد، لذا يتوجب الأمر اهتماماً واضحاً وكبيراً في المساعدة على حل مشكلات الشباب التي تعترض حياتهم العلمية والعملية من عوائق تقف في طريق تقدمهم وتنامي قدراتهم ودورهم في تطور الفرد والمجتمع معاً.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق