وطننا هو واحة الحب، وبرّ الأمان، هو رمز الحرية ونبض المحبة، نفديه بأرواحنا، ونروي أرضه الطاهرة المباركة بدمائنا الذكية، ليظل ترابه يفوح لكل مواطن.
إنّ الإسلام جعل حب الوطن والانتماء له جزءاً من العقيدة وجعل الدفاع عن تراب الوطن واجباً مقدساً، لذلك عندما دخلت القوات العراقية أراضي الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990م واحتلتها لمدة سبعة شهور، وجدت مقاومة شديدة ورفضاً تاماً من أبناء دولة الكويت جميعهم الذين قاوموا احتلال النظام العراقي البائد بشتى الوسائل العسكرية والمدنية، وتعدّدت أشكال المقاومة ضده. عانت الكثير من الأسر الكويتية من قسوة الاحتلال وأساليبه الهمجية، مما جعل الأسر الكويتية جميعها تهبّ لنصرة بعضها بعضاً مقتدين بما كان يفعله أجدادهم وآباؤهم من عادات وتقاليد حسنة، فقد شارك الكثير منهم في توزيع الغذاء، والملابس، والنقود، على المحتاجين.
بين ذكرى الغزو العراقي الغاشم على الكويت في 2 أغسطس 1990 وذكرى يوم التحرير في 26 فبراير 1991، 7 أشهر محفورة في تاريخ الكويت يحفظها أبناؤها بأيامها وساعاتها وما حملته لهم من «مآس» بفقدان وطن و «فرح» باسترجاع الأرض الغالية.
ولابدّ لنا من وقفة في ذلك اليوم الذي ودعت فيه الكويت ماضٍ سطر فيه الأباء والأجداد أروع الأمثلة في الكفاح والعمل المرير في سبيل العيش الكريم والدفاع عن تراب الوطن الغالي.
أبرزت محنة الغزو العراقي مدى تماسك الشعب الكويتي وصموده، ومقاومته للاحتلال، إلى جانب التفافه حول حكومته وقيادته الشرعية... فلا مساومة ولا تفاوض على سيادة دولة الكويت، واستقلالها وسلامة أراضيها وهذا التماسك والوحدة أثارا إعجاب العالم بأسره.
وللتعبير عن الاعتزاز بتاريخ السادس من نوفمبر عام1991م، تقدمت دولة الكويت آنذاك، بمشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والداعي إلى إعلان السادس من شهر نوفمبر من كلّ عام يوماً دولياً للاحتفال بمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، والذي تمت الموافقة عليه في نوفمبر2001م. ويؤكد مشروع القرار إنّ الضرر الذي يصيب البيئة في أوقات الصراعات المسلحة... يتلف النظم البيئية والموارد الطبيعية لفترة طويلة بعد فترة الصراع، وغالباً ما يتجاوز حدود الأراضي الوطنية والجيل الحالي ويطالب المشروع كذلك بضرورة المحافظة على الطبيعة من أجل مستقبل الأجيال المقبلة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق