◄يعد سوق الكرادة في العاصمة بغداد، الوجهة التجارية الأولى للعراقيين القاطنين في العاصمة، ومن ذلك المكان تعودت الطبقة الوسطى والفقيرة من الشعب أن تشتري احتياجاتها في شهر رمضان.
ويقول التجار والزبائن معاً إن هذا العام استثنائي، فأسعار السلع المرتفعة جعلت "الفرجة" فقط مصير الكثيرين.
وفي هذا السوق، تشاهد تضاريس وجه عجوز حجز لنفسه مساحة في طرف المكان، ولدى سؤاله عن مصاعب الحياة، لا تخرج إجابته عن دائرة الشكوى من تردي الظروف الأمنية التي تسببت في انعدام الكثير من أنواع الحبوب التي تزرع في محافظة الأنبار المضطربة ويستورد بعضها الآخر من تركيا.
وثمة صوت آخر قرر التحدث واللهج بالشكوى قبل سؤاله عن حركة البيع الكثيفة التي شهدها السوق بعد قرار كثيرين تخزين المواد الغذائية خوفا من تردي الأوضاع الأمنية في العاصمة.
أما ذاكرة السوق المزدحمة بصور العنف جراء الانفجارات التي استهدفت محاله خلال مواسم رمضان السابقة، مثلت عاملاً آخر فسر ضعف الحركة في شوارع الكرادة وأزقتها.
في عموم العراق أضافت درجة الحرارة التي تجاوزت الخمسين مئوية عبئا آخر على الصائمين خصوصاً أصحاب الأعمال الصغيرة ممن يمارسون البيع المتجول على أرصفة بغداد.
فهؤلاء شريحة ازدادت اعدادهم بشكل ملحوظ خلال السنتين الماضيتين بعد التدهور الكبير الذي لحق بمعظم المشاريع الاستراتيجية نتيجة خلافات سياسية جعلت الموازنة العامة للبلد لعام 2004 حبيسة أدراج البرلمان.
شارع المتنبي .. عراق الفن والأدب
بالمقابل، قفز جنون الفن والأدب والثقافة بكثير من سكان بغداد فوق مخاوفهم الأمنية ما جعل شارع المتنبي الشهير في بغداد يحتفظ بذات الزخم منذ أيام مهرجان المربد الشعري ذائع الصيت.
وبالقرب من الشارع، مقاهي ما أن يسدل الليل ستاره حتى تدب فيها الحياة لتعطي للزائر صورة مختلفة و رمضاناً بنكهة عربية مميزة.
أما نهر دجلة الذي يقسم بغداد إلى كرخ ورصافة فيجري بصمت كأنه ينصت لشكاوى العراقيين الذين اعتادوا الجلوس على ضفافه في أمسيات رمضانية لا تخلو من حديث في السياسة والأمن دون تعصب لعرق أو مذهب.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق