◄العلاقة الزوجية هذا الرباط المقدس منذ الأزل كان ولا زال أهم وأخطر مؤسسة عرفتها البشرية ففيها تنشأ أولى براعم المجتمع وتتكون وتنطلق بعد ذلك في دروب الحياة لتشق طريقها.
على مرّ السنين السابقة أصبحت هذه المؤسسة في تغيير مستمر، فأصبحت الزوجة أما عاملة وفاعلة في المجتمع مع تحسن مستوى التعليم الذي تناله وبالتالي إنعكس ذلك على أطفالها وطريقة تعليمها لهم وإهتمامها بتزويدهم بكل ما من شأنه إثراء عقولهم البيضاء، بينما تفتحت أبواب العمل والسفر أمام الزوج وإنعكس ذلك أيضاً بشكل إيجابي على بيته وأفراد أسرته. في الوقت الراهن أصبحت العلاقة الزوجية في تهديد خطير فحالات الطلاق حسب رأي العديد من الموظفين العاملين في المحاكم المدنية المنتشرة في البلدان العربية في إزدياد مستمر وملحوظ. لماذا؟ ما الذي جعل جدران مؤسسة الزواج تتآكل؟ أهو التطور المعلوماتي الخطير والسريع؟ أهو اليسر المادي الذي شمل الكثير من مفاصل الحياة؟ أهي الحرية؟ العديد من التساؤلات نود إثارتها هنا وطرحها على طاولة النقاش فهناك أزمة زواج وشيكة إذا ما صح التعبير وهناك ما هو أخطر. علاقات زوجية مستقرة وعوائل تعالج أوضاعها وتجاري صعوبات الحياة لسنين طويلة فإذا ما جاء التطور المعلوماتي ووفرة الأجهزة التي تتيح لكل فرد من أفراد العائلة أن يتواصل بشكل دائم مع عالم آخر غير عالمه وأناس غرباء يصبحون أصدقاء بين ليلة وضحاها تبدأ رحلة المقارنات والبحث عن النفس خارج جدران العائلة وأسوار العلاقة الزوجية المقدسة رجال يملكون الكثير من العلاقات في العالم الإفتراضي ونساء لا تصيبهن أي خشية من التحدث إلى رجال غرباء في أي وقت كان، ويبدأ الجميع بفضفضة الأسرار وفضح قصص لم يكونوا يتصورون في يوم إنهم قادرون على البوح بها. تبادل للمعلومات خطير ومدمر إذا ما أقترن بإرسال الصور وأرقام الهواتف. هل عجز مؤسسا شركة الحياة (الزوجان) عن إحتواء بعضهما وتبادل الإتهامات لبعضهما بعيداً عن فضح ما يجري داخل علاقتهما المقدسة دون أن يرتد لهما طرف؟ من الخاسر في هذه العملية التي تعزز فداحة الفجوة بينهما ولن تفضي بهما إلى أي بر أمان حسب تجارب شهيرة وللأسف كانت نتائجها كارثية على جميع أفراد الأسرة. اليسر المادي عامل آخر لتدهور أحوال البيوت وساكنيها فما أن يبدأ الرزق في التوفر حتى ما يبدأ الرجل بالبحث عن شريكة جديدة غاضاً النظر عن تقصيره في الكثير من جوانب حياته بحق أسرته حتى يتسنى له الزواج الثاني أو الثالث كما هو رائج الآن حتى يبدأ بإهمال بيته الأوّل وهو أمر طبيعي يحدث، وكرد فعل طبيعي على إهماله تكون الزوجة في مزاج سيء فتهمل بدورها بيتها وأطفالها وعملها ونفسها، وبالنتيجة النهائية يكون الأطفال هم الخاسر الأكبر في هذه العملية. الزواج رباط مقدس وليس وسيلة لإنجاب الأطفال وتكليف أشخاص محددين بتربيتهم ورعايتهم، بغض النظر عن إحساس هذا المربي سواء كان رجلاً أو إمرأة. الزواج مؤسسة تعني بالإنسان أوّلاً فهو قيمتها العليا تحفظ له هيبته ورزانته داخل جدرانه يحفظ أسراره وتلبية حاجاته وخلق شريك روحي قبل الشريك الجسدي وعندما تتم تنشئة هذه المؤسسة بهذه الطريقة سينعكس ذلك بشكل إيجابي وفعال على صغار هذا الصرح الإنساني المؤثر نواة المجتمع الأولى. على الجميع أفرادا ومؤسسات مجتمع مدني تكثيف الجهود للتعريف بقيمة هذه المؤسسة السامية التي تخرج لنا جيل المستقبل حتى إن كان ذلك عن طريق إجراء ندوات أو نشر كتيبات أو أي وسيلة إعلان أخرى من شأنها أن تؤدي دورها في تنمية الوعي بأهمية وخطورة مؤسسة الزواج. اليسر المادي عامل آخر لتدهور أحوال البيوت وساكنيها فما أن يبدأ الرزق في التوفر حتى ما يبدأ الرجل بالبحث عن شريكة جديدة غاضا النظر عن تقصيره في الكثير من جوانب حياته بحق أسرته حتى يتسنى له الزواج الثاني أو الثالث كما هو رائج الآن حتى يبدأ بإهمال بيته الأوّل وهو أمر طبيعي يحدث، وكرد فعل طبيعي على إهماله تكون الزوجة في مزاج سيء فتهمل بدورها بيتها وأطفالها وعملها ونفسها، وبالنتيجة النهائية يكون الأطفال هم الخاسر الأكبر في هذه العملية.►مقالات ذات صلة
ارسال التعليق