• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الصوم لي وأنا أجزي به

مركز الرسول الأعظم (ص)

الصوم لي وأنا أجزي به
قال رسول الله (ص): قال الله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي عليه". فاعلم انّ الصوم إمتحان وإختبار لصدق الإنسان مع الله تعالى، وكشف لعلاقته به، وحبه له، ورغبته في الإخلاص له، بردع النفس عن الملذات والشهوات، وتغلب حب الله والإستجابة لإرادته على حب الإنسان لذاته. إنّ الصوم يضع الإنسان في إمتحان عسير ويتطلب منه الإنقطاع عن كل متع الحياة... من الطعام، الشراب، والملذات النفسانية والباطنية إلخ. وعندما يحتل الصائم هذا الموقع من الإيمان، تكون ذاته قد تجاوزت مراحل التمرغ باوحال الإنحراف وسلكت سبيل التكامل والصعود نحو عالم السمو الروحي. إنّ النفس بعد أن تكف عن كل محرم، وبعد أن تتعلق بالذات الإلهية سوف تعيش في متع النعيم الروحي، وسعادة العشق الإلهي... فيكون هذا الإحساس مدخلاً للإعلان الصادق عن أبواب الإستغفار، والقرب الإلهي، وبعد أن أدركت النفس انّ الإحساس بالسعادة المادية وقوع وقتي تحت تأثير اللذةوالشهوة التي يزول سحرها بزوال مؤثرها، سرعان ما تعود مرّة ثانية إلى تعاستها وشقائها، وإلى آلامها من جديد. ومن هنا كان الصوم فريضة على كل الأُمم، وعبادة في كل دعوات الأنبياء لأنّه طريق إلى الله تعالى. شهر رمضان شهر كريم وهو واحدة من واحات التفكر والتدبير والعبادة، وهو محطة يخلد فيها الإنسان إلى الراحة من صخب الدنيا وحبها والجري اللاهث وراءها، ليتجه إلى الله تعالى بكل أحاسيسه وجوارحه ليتزود بالتقوى والبركة.

أيام شهر رمضان أيام لو علم الإنسان ما مدى أهميتها لما أهملها ولجعلها خير الأيام في تلك السنة، أيام يقضيها بالإستغفار والندم والتوبة والدعاء إلى الله بقلب صافي نقي ونية صادقة، تلك أيام لا تصفها الكلمات ولا تعبر عنها الجمل.

المصدر: كتاب في رحاب شهر رمضان المبارك

ارسال التعليق

Top