كما أنّ الحب ينبغي ألا يُخرج الإنسان عن ضرورة التواصل مع الآخرين، وتحكيم المثل الأخلاقية في طريقة التعاون معهم. فقد جاء في الحديث الشريف أنّه "أحبونا حب الإسلام". إنّ المطلوب هو أن ينطلق المسلم في حركة العاطفة، فيما هو الحب الروحي لأهل البيت، من خلال الصفة الإسلامية لمضمون الحب لا من خلال الصفة الذاتية، ما يجعل الإسلام في انفتاحه أساساً للعلاقات بالمستوى الذي يخضع فيه للموازين الإسلامية الأصيلة، فيؤدي إلى الانفتاح من موقع الحوار والمحبة.
وتؤكد التوجيهات الإسلامية ضرورة الانفتاح والتواصل مع مختلف دوائر ومكوّنات المجتمع الإسلامي. فعن الإمام جعفر بن محمد (ع) أنّه قال: "أوصيكم بتقوى الله ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا، إنّ الله تبارك وتعالى يقول في كتابه (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) (البقرة/ 83)، عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، واشهدوا لهم وعليهم، وصلّوا معهم في مساجدهم"، فمن الأهمية بمكان إيجاد مسافة موضوعية بين الآراء والمعتقدات. فليس كلّ رأي هو عقيدة، وإنّ أي محاولة للدمج بين الآراء والمعتقدات تفضي في المحصلة النهائية إلى سيادة التعصّب الأعمى بكلّ أشكاله وصنوفه. لذلك فإنّه ويل لأُمة تتحول فيها الآراء إلى معتقدات.►
المصدر: كتاب حوار الأديان وقضايا الحرية والمشاركة
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق