في الثامن من شهر سبتمبر من كلّ سنة يُحيي العالم بأسره يوماً تضامنياً مع الشعوب والفئات التي تعاني من الأمّية بما يعزّز جهودها في محاربتها وتحقيق أحد حقوق الإنسان الأساسية وهو «الحقّ في التعليم».
يهدف اليوم العالمي لمحو الأمية، في الدرجة الأولى الى زيادة معدلات مكافحة الأمية في أنحاء العالم، من خلال تشجيع حكومات الدول والقائمين عليها والعاملين في القطاعات الخاصّة، والمدارس والمعلمين على طرح الوسائل والسُبل الجديدة لإيصال وسائل التعليم إلى الأماكن التي يعاني السكان منها من الأمية. ويُسلط الضوء أيضاً على ضرورة توفير مهارات القراءة والكتابة الأساسية للجميع، فالقراءة هي حقّ من حقوق الإنسان، وركن من أركان التعلّم مدى الحياة، ووسيلة لتعزيز الرفاه وسُبل العيش.
إنّ التعليم حقّ أساسي من حقوق الإنسان وشأن جميع حقوق الإنسان، فهو حقّ للجميع وغير قابل للتصرّف، بصرف النظر عن الجنس أو الدين أو العرق أو الوضع الاقتصادي. إنّ حقّ التعليم هو الحقّ في التعلّم: شحذ العقل لكي يكون ذاته.. لكي يكون الإنسان نفسه.
يوجد مجموعة من الأهداف، من المهم مناقشتها في هذا اليوم، من ضمنها:
- توسيع وتحسين الرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة، والتعليم، وخاصّة للأطفال الأكثر ضعفاً.
- تكمن أهمية التعليم في مرحلة التعليم المبكر بوصفها المرحلة الأساسية لتشكيل شخصية الفرد، وبناء معارفه ومهاراته الأولى التي توجه مسار حياته المستقبلية في كافة شؤونه العامّة والخاصّة.
- كفالة أن يتمكن جميع الأطفال وخاصّة الفتيات والمحرومين، من الحصول على تعليم ابتدائي مجاني وإلزامي ذي نوعية جيِّدة.
- القضاء على التفاوت بين الجنسين في التعليم الابتدائي والثانوي وتحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم.
- كفالة تلبية الاحتياجات التعليمية لجميع الشباب والكبار من خلال الحصول على التعليم بشكل متساوٍ، وتنفيذ برامج المهارات الحياتية.
- تحسين مستويات محو أمية الكبار بنسبة 50 في المائة بحلول وخاصّة في صفوف النساء، وتوفير تكافؤ الفرص للحصول على التعليم الأساسي والتعليم المستمر لجميع الكبار.
- تحسين جميع جوانب نوعية التعليم وضمان تفوق نوعيته.
ويكمن وراء هذه الأهداف الإدراك بأنّ الحصول على التعليم وحده لا يكفي – إذ إنّ نوعية التعليم ومدته يتمتعان بنفس القدر من الأهمية. وفي كثير من البلدان النامية، يصل أقل من 60 في المائة من تلاميذ المدارس الابتدائية الذين يلتحقون بالصف الأوّل إلى الصف الأخير من التعليم المدرسي. لا يكمن الهدف في التحاق الأطفال بالمدرسة فقط، بل يجب عليهم أن يكملوا الدراسة. ويجب أن تكون قيم ومبادئ حقوق الإنسان القوّة الموجهة في الفصول الدراسية.
في الواقع، تعتبر أهداف توفير التعليم للجميع في غاية الأهمية من أجل تحقيق جميع الأهداف الإنمائية للألفية. وباستطاعة التعليم أن يحسّن الصحّة، ويزيد من الاستدامة البيئية، ويساعد على القضاء على الفقر والجوع. وفي المقابل، فإنّ تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية سيساعد الأطفال على الاستفادة من الحصول على التعليم ذي النوعية الجيدة.
يتطلب تحقيق التعليم للجميع التزاماً عالمياً حقّاً، ويجب أن تعمل الحكومات والمجتمع المدني ووكالات التنمية ووسائل الإعلام معاً من أجل مساعدة جميع الأطفال، في جميع البلدان في العالم، لتحقيق حقّهم غير القابل للتصرّف في التعليم الجيِّد.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق