يؤمن معظم المربين والمتخصصين في مجال ثقافة الطفل بأنّ الميول القرائية للأطفال Reading Interests تقف في القمة من المعايير التي حددت ميولهم لما يقرأون. وقد كشفت الدراسات التي أجريت حول الجوانب المختلفة للميول القرائية للأطفال أنهم يعرفون إلى حد بعيد ما يريدون أن يقرأوه، وأن لديهم شعوراً محدداً بالنسبة للمواد المقروءة في أذهانهم بمواصفات خاصة ومعايير للحكم عليها. كما دللت تلك الدراسات على أن حجم قراءات الأطفال لمواد وموضوعات يميل لها ويقبل عليها أصبحت شبه مؤكدة.
ومن شأن معرفتنا بالمواد والموضوعات التي يميل إليها الأطفال بالمرحلة الابتدائية أن تقدم ولو مؤشرات تقريبية لنوع المواد والموضوعات التي يحتمل أن يميل لها الأطفال دون هذه السن. وعلى الرغم من عدم كفاية ميول الأطفال القرائية، كمعيار وحيد يبنى عليه الحكم بصلاحية المواد المقروءة التي تقدم للأطفال عند مختلف الأعمار، ومن الضروري أن تكمل هذه الميول وتجمع بينها وبين ما هو متعارف عليه من أسس تربوية يعتمد عليها عند تخطيط وإعداد المواد التربوية والثقافية للأطفال، إلّا أن جميع الخبرات والدراسات توضح ضرورة ألّا تغفل ميول الأطفال القرائية عند إعداد وتقديم المواد المقروءة للأطفال.
وتضيف الدكتورة ليلى كرم الدين، بالإضافة إلى ذلك يجب الاعتماد على ميول الأطفال القرائية عند اختيار طرق تقديم المواد لهم سواء أكانت مواد تربوية ترغب في تقديمها لهم، أم مواد ترفيهية تعد لهم، بحيث تقدم هذه المواد للأطفال في القوالب والصيغ والطرق التي يفضلونها والتي تجذب انتباههم لتلك المواد وتحافظ عليها.
ويكفي تقديم مثال واحد لتوضيح المقصود، فقد كشفت الميول القرائية للأطفال عند مختلف الأعمار خلال مرحلة التعليم الأساسي أن هؤلاء الأطفال يميلون للكتب القصصية ويفضِّلونها على غيرها من المواد المقروءة، نتيجة لذلك ينصح بإعداد كافة المواد التربوية التي نرغب في تقديمها للأطفال كالموضوعات التاريخية والدينية والاجتماعية، وحتى العلمية في هذا القالب والشكل القصصي المفضل لهم.
في مثل هذه الحالة يمكن الاطمئنان إلى أنّنا بذلك نكون قد ساعدنا وبشكل غير مباشر على تعليم الأطفال لمعلومة ما واكتسابه لقيمة أو اتجاه إيجابي أو نموذج لسلوك أو مفهوم علمي، كلّ ذلك من خلال مادة يحبها الطفل ويستمتع من قراءتها وتساعده على تحقيق بعض حاجاته النفسية.
المصدر: كتاب أطفالنا.. وتربية عصرية للكاتب د. بركات محمّد
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق