إنّ الآباء والأُمّهات وبسبب حرصهم الشديد على مستقبل أولادهم، لا ينفكّون عن دعوتهم باستمرار إلى الاهتمام بدراستهم، وهو أمر حَسِن ويعبِّر عن تقدير حقيقي لمصلحة الطالب (بنتاً كان أم ابناً).
لكن الذي يحصل في الكثير من البيوتات هو الالحاح (في مناسبة وغير مناسبة) على القراءة والمذاكرة والمطالعة لا سيّما في أيام الفحص والاختبار.
وقد ينسى الوالدان أنّ للطالب وضعه النفسي والمزاجي، الذي قد لا يُشجِّعه على القراءة. وقد يكون الجوّ البيتي غير مناسب بما يحدثه الصغار من ضجيج، أو بما يتردّد على البيت من ضيوف، أو بسبب ضيق البيت، أو ارتفاع صوت المذياع أو التلفاز إلى غير ذلك من المضايقات.
في هذه الحالة، يمكن معالجة الموقف بالمقترحات التالية:
- إنّ بعض الأُسر لا يمكنها تغيير مساكنها بأخرى أفضل منها، بسبب ظروفها المعاشية، لكنّها يمكن أن تغيِّر برنامجها اليومي، أو تضغطه في أيام المذاكرة والامتحانات.
- إنّ التذكير بالنتائج السلبية للإهمال والتقاعس والتقصير يجعل الشاب يراجع نفسه، كما أنّ التذكير بالنتائج الإيجابية للمذاكرة وللمستقبل يشجِّعه على شدّ عزيمته.
- قد تكون مشكلة الطالب هي الطريقة أو المنهج الذي يسلكه للمذاكرة، وهنا يمكن إرشاده إلى تجارب الوالدين أو تجارب الآخرين التعليمية، كما لو نعلِّمه طريقة إعداد الملخّصات والمختصرات، أو في تعليق بعض النظريات والمعادلات والقوانين المكتوبة بشكلٍ بارزٍ أمامه في غرفته، أو بالاستعانة بأخيه المتقدِّم بدراسته، ليشرح له النقاط الصعبة والغامضة، أو يطرح عليه بعض الأسئلة لمعرفة مدى استيعابه، وما شاكل ذلك.
- الهوايات ليست لهواً:
وهنا تأتي أيضاً مسألة الاهتمام بالهوايات وتعارضها مع الدراسة، فموقف الكثير من الآباء والأُمّهات من هوايات أبنائهم وبناتهم سلبي، لأنّهم يعتبرون الهواية مهما كانت ذات قيمة، مضيعة للوقت، والجهد الذي يُبذَل فيها يجب أن يُبذَل في الدراسة والتحصيل العلمي.
ومع أنّ التزاحم بين الدراسة وممارسة الهوايات يجب أن نبحث له عن حل حتى لا يؤثِّر الذي يمكن تأخيره على الذي لا يمكن تأجيله، إلا أنّ مراعاة الأسلوب المناسب في تحاشي الهجوم النقدي اللاذع والمستخفّ بالهوايات، والتأكيد على أنّ العطلة آتية وفيها متّسع لأن تمارس هواياتك بحرِّية تامّة، وسأعمل على أن أوفِّر لك بعض ما يُساعدك في ذلك، أو أنّ الهواية يمكن أن تنتظر، أمّا الدراسة فلا تستطيع الانتظار، وما ناظر من أسلوب فني يجعل الشاب يعيد حساباته، بعكس ما لو أخفينا أدوات رسمه أو كتاباته أو الأجهزة التي يمارس من خلالها هواياته، أو حطّمناها، فإن ذلك مدعاة لزيادة التشبّث بها، فـ"الإنسانُ حَريصٌ على ما مُنِع"، وسبب في تراجع الطالب الدراسي لما قد يعانيه من اضطراب نفسي جرّاء ذلك.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق