• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

إستراتيجية الإلهاء ثم إعادة التوجيه

إستراتيجية الإلهاء ثم إعادة التوجيه

يمكن استخدام استراتيجية الإلهاء مع الأطفال حتى سن الثامنة، والهدف من تلك الاستراتيجية هو إلهاء الطفل عن مقاومته (لوالديه أو معلميه) عن طريق حكاية قصة قصيرة تجذب الطفل وتجذب انتباهه لدرجة تنسيه ما كان يعترض عليه، ولا يهم إذا لم تكن هناك صلة بين القصة وبين ما يقاومه الطفل، عليك فقط أن تقوم بتغيير الموضوع، وتبدأ في سرد قصة بعبارات شيقة، وبعد انتهائك من القصة أعد توجيه طفلك واطلب منه فعل ما اعترض عليه قبل الحكاية...

على سبيل المثال: تطلب من طفلك أن يرتدي معطفه، فيعترض بشدة، هنا عليك أن تتوقف عن الصراخ وتحدّث إلى طفلك بنبرة قص الحكايات، وقل له قصة قصيرة مثل: انظر إلى الأوراق الخضراء الجميلة في تلك الشجرة، إنّني أتذكر أنّني مشيت ذات مرة في غابة جميلة، وكانت هناك شجرة عملاقة، ولقد كانت السماء صافية والسحب شديدة البياض، ولقد ظللت أمشي طوال اليوم حتى شعرت بالتعب، لقد سرت مسافة طويلة ولكنّها كانت ممتعة، والآن هيا نرتدي المعطف.

فعندما تحكي قصة مليئة بالألوان والصور أو الأحداث والعبر التي تثير خيال الطفل، فإنّه يتخلى تلقائيّاً عن مقاومته، ويبدأ في التوافق معك، ونتيجة لذلك يصبح الطفل أكثر استعداداً للتعاون...

 

بالسباق ستنفذ يا بني الاتفاق:

سأعد إلى عشرة وسنرى إن كنت قادراً على جلب سترتك قبل أن أنتهي، جاهز؟ واحد، اثنان... وهكذا نلطف الأوضاع عن طريق اللعب، ونحول انتباه وتركيز الطفل من المقاومة إلى المبارزة، فنحركه في الاتّجاه الذي نريد..

ويعتبر السباق نوعاً من "الإلهاء وإعادة التوجيه"، فإذا أردت من طفلك أن يلبس ملابسه ورفض وتلكأ، انتقل بطفلك فوراً من المقاومة إلى المبارزة وقل له: سنجري سباقاً فيمن يلبس منا ملابسه أوّلاً، سأعد ثلاثة لنبدأ.. واحد.. اثنان.. ثلاثة.. انطلق.. سوف أسبقك.. لقد ارتديت القميص قبلك.. لا تسبقني.. وهكذا، وليس هناك ما يمنعك من جعل الطفل يسبقك ويستمتع بتنفيذ ما تريده منه...

 

لطفلك العنيد قل الأمر معكوساً:

ويدخل ضمن سياسة "الإلهاء وإعادة التوجيه" أن تقول لطفلك "العنيد" الأمر الذي تريده معكوساً، فإذا أردته أن يغسل يده واعترض، فقل له: إياك أن تغسل يدك الآن، دعها متسخة..، ولأنّه عنيد فستراه يقاوم رغبتك ولا يطيع أمرك، وينطلق منفذاً عكس ما تريد مثبتاً قوة إرادته ويتوجه نحو الحمام ليغسل يديه، هذا طبعاً مع بعض التشجيع مثل قولك له: لا تغسل، اتركها نظيفة...

 

المصدر: كتاب أطفالنا كيف يسمعون كلامنا؟

ارسال التعليق

Top