1- أسباب عناد الأطفال:
كثيراً ما يشكو الآباء والأُمّهات من عناد أبنائهم، ويتجلّى ظهور العناد واضحاً في سنِّ الخامسة من عمر الطفل، أو في سنِّ الرابعة عشرة.
ففي سن الخامسة من عمر الطفل يحسُّ الطفل بوجود الآخرين، ويخشى أن يضيع وسطهم، ولذا فإنّه يسعى ليؤكد شخصيته فيظهر العناد.
وفي سنّ الرابعة عشرة يكون الفتى قد تجاوز عالم الطفولة، وشرع يدخل في عالم الكبار والمراهقين، وفي كلتا الحالتين لا خشية من ظهور العناد، مع العلم أنّه عناد مؤقت، وإذا واجهناه مواجهة ناجعة بترفُّق، ولم نحاول المواجهة بعنف، فإنّه سوف يتلاشى ويذوب من نفسه.
وقد يظهر العناد بتأثير مرور الطفل بإشكالات تتعلق بدراسته أو موقف زملائه، أو بتأثره من فشل ألمَّ به، أو ظهور من يسعى ليتطاول عليه.
وقد نكون نحن السبب في ظهور العناد، فنطلب من أولادنا طلبات متعجلة دون إيضاح، أو طلبات متعددة في آن واحد، أو نطلب طلبات غامضة مبهمة أو غير ضرورية، ولا نسمح لهم أن يشرحوا مبرراتهم..
· حذار حذار من أن يتحول العناد إلى تمرُّد.
· حذار من تعدُّد الطلبات في وقت واحد.
· حاول أن تكتشف أسباب التمرُّد (من رفاق السوء، أو وعكة صحية، أو فشل معنوي عند الطفل... وغيرها).
· أكِّد لطفلك المتمرِّد أنّه يظلُّ محبوباً، لأنّه يظل ولدك، وأن سلوكه هو الذي يحتاج إلى الإصلاح فقط.
· احذروا من مقاطعة الطفل المتمرد، وعدم الاتصال به مهما تكن الظروف.
· لا تتحدث عن طفلك المتمرد أمام الناس.
· لا ترضخ لمطالب الطفل المتمرد وتستسلم له.
· لاتلجأ إلى التدليل المفسد أو الرشوة.
2- لماذا يعصي الأطفال أوامر والديهم أحياناً؟
أ) إنّ كثيراً من أوامر الآباء ونواهيهم لا تتفق مع ميول ورغبات الطفل، كعدم اللعب والقفز، أو السباحة وتسلق الأشجار... وغيرها من الأمور التي يريد الطفل أن يقضي جزءاً من وقته فيها.
ب) وقد يكون الطفل منهمكاً بعمل ما، يعتبره برأيه عملاً عظيماً، كتركيب لعبة ما، فإذا بأمه تدعوه إلى الطعام، فلا يردُّ عليها، والسبب أن لذَّته ومتعته في تركيب تلك اللعبة تفوق لذَّة الطعام والشراب. والأولى في تلك الأمور أن تخبره أمه قبل حين بالاستعداد لتناول الطعام.
ت) وقد يرفض الطفل أوامر أبويه دلالاً وعناداً، وذلك بسبب الدلال المفرط الذي أُعطي لذلك الطفل.
ث) وكثيراً ما تكون أوامر الأبوين مبهمة، كقولنا له: لا توسّخ ثيابك، وأطع أبويك، والأَوْلى أن نقول له: "ضع الوعاء على الطاولة، واشتغل به بعيداً عن ثيابك" مثلاً.
ج) هناك عبارات يلفظها الأبوان، وهي تحمل معها فكرة العصيان والعناد كقولنا للطفل: "هل تريد أن ترتب أغراضك؟"، وزجرنا إياه بشدة بقولنا: "إني أمنعك من فعل كذا"، وكان الأجدر أن نقول: "هيا لنرتب أغراضك فالترتيب مفيد وجميل"، و"إنّ هذا لا يحسن عمله، اعمل هكذا".
ويقول أحد المربين: إنك إذا قلت للطفل في صوت هادئ: "المرجو السكوت"، فإنّه يكون أكثر استعداداً لتلبية هذا الرجاء مما لو قلت له في غلظة وصياح: "كدتُ أجنُّ من هذه الجلبة"، كما ينبغي التذكُّر أنّ التهكُّم على الطفل لا يبدي نفعاً، كما إذا قلت له في هذه الحالة: "آمل أن تكون مسروراً بهذه الجلبة".
ح) إنّ فكرة المستحيل غير موجودة عند الطفل، فهو يطلب كلّ ما يشاهده ظنّاً منه أن باستطاعة أبويه تأمينه.
خ) هناك بعض الأحوال المرضية التي قد لا تشعر بها الأُم، مما تمنع الطفل من طاعة الأوامر، وهذا الأمر يحتاج إلى تقييم الطبيب.
3- لا طاعة عمياء:
إذا أردت من ابنك الاجتهاد فكرِّر على مسمعه: من جدَّ وجد، ومن زرع حصد، هيَّا يا بُني لنجدّ ونجتهد.
إنّ إجبار الطفل على الطاعة العمياء بصورة دائمة يخمد نفسه ويقتل شخصيته، ويعوِّده على الغش والكذب، وعدم الثقة بالنفس.
وينبغي أن تُقنع ابنك عندما يصبح في سنِّ التمييز بنفع ما تأمره به وضرر ما تنهاه عنه بالأساليب التي يدركها.
وينبغي أن نتذكر أن سن الطفولة ليس سنّ الطاعة المجردة بصورة دائمة، بل هو سنُّ الحرية والنمو، وأنّ الإسلام لم يكلِّف الطفل في هذه المرحلة من العمر شيئاً من الواجبات، بل طلب منّا تمرينه عليها فقط، أفلا ينبغي أن يكون لنا فيه أسوة حسنة، فنخفف أوامرنا للطفل المسكين صباح مساء؟.
فإذا كنت ترغب في غرس عادة الطاعة في نفوس أبنائك فحاول ان تروِّض نفسك على الأمور التالية:
1- إذا كان طفلك مشغولاً بلعبة يحبها، فلا تأمره في تلك اللحظة إن أمكن، بل وجِّه إليه التعليمات ببساطة، واشرح له سبب الطلب.
2- لا تعطه أوامر كثيرة دفعة وحدة.
3- لا تلجأ إلى أسلوب الصرامة والقسوة والاستبداد والتهديد.
4- كافئ طفلك إن هو أحسن صنعاً.
5- لا تسمح مرّة بما تنهى عنه مرّة أخرى.
6- اطلب شيئاً محدداً، ولا تجعل أوامرك مبهمة، ومثال ذلك: "املأ زنبرك اللعبة إلى الخلف".
7- لا تبالغ في تعجيل طفلك في عمل شيء، وتجنَّب قول: "أسرع.. أسرع..".
8- تذكَّر أنّ الطلب بلطف أعظم تأثيراً من التأنيب والتوبيخ.
4- توصيات للتغلب على المشاكل السلوكية للأطفال:
· حاول التوصُّل إلى السبب الذي يجعل الطفل ميّالاً إلى أن يكون مصدراً للمتاعب.
· ساعد الطفل لأن يصبح على وعي كامل بما يفعله، وأنّه يدرك أنّه سيكون أفضل لو اتَّبع سلوكاً آخر.
· اعطِ الطفل فرصة ليفسِّر لك لماذا قام بالسلوك الخاطئ.
· شجِّع الطفل على اللعب مع أقرانه وعلى اللعب مع لُعبه.
· شجِّعه على مواجهة الغرباء، ومواجهة المواقف الجديدة.
· امنحه الأمن والثقة بنفسه، وأشعره أنك تحبه.
المصدر: كتاب كيف تربي أبناءك في هذا الزمان؟ للكاتب د. حسان شمسي بابا
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق