• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ليس لدي أصدقاء ولا يحبني أحد

أسرة

ليس لدي أصدقاء ولا يحبني أحد

مشكلتي هي إني لا أعرف ما الذي يضايقني، أنا أحاول بجميع الطرق أن أطور ذاتي وأرضي الآخرين وأتعلم أساليب جديدة للتاثير في الاخرين، أضحك معهم اواسيهم ولكن بدون فائدة، ليس لدي اصدقاء دائماً أنا الذي أمدح و ألقي بالثناء ولا أحد يمدحني. أشكرهم ولا يشكرونني لا يوقرونني ولا يحترمونني، أقول في نفسي إن الحل هو الترفع، لا أعطي أحداً من وقتي إلا المقربين لأني سئمت.
لماذا لا يحبونني كما أنا. جربت أن أكون شخصاً آخر ومع ذلك لم ينفع، هل الحل أن أنهي حياتي وأنتحر وأخلص نفسي من هذا العذاب والفشل.


الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيّة طيِّبة وبعد..
ليس الأهم أن يحبك الآخرون، بل الأهم أن يرضى عنك الله تعالى وأن تحب نفسك... أن ترضي عنها، وتعيش حياتك بسلام واطمئنان ومحبة ووئام.
قال تعالى: (يا أيَّتُها النفس المطمئنِّة اِرجعي إلى ربّك راضية مرضية) (الفجر/ 28).
وإذا ما حققت ذلك الرضا والحب فاطمئن بأن الآخرين سوف يحبونك ويقدرونك، لأنك تحترم نفسك وتقدرها، وتحترم الآخرين، دون الحاجة إلى الركض وراءهم لجلب أنظارهم.
وليس ركض الناس: وراء شخص أو كثرة علاقاته أو شهرته دليلاً على نجاحه وسعادته، ولو قرأت قصص حياة بعض الفنانين المشهورين عالمياً لاطلعت على مدى التعاسة التي يعيشها بعضهم حتى يصل إلى الموت أو الانتحار.
فالسعادة اشراقة الروح وانسجامها مع خالقها وبارئها وربّها ومربيها وسيرها في المسير الصحيح الذي يكون فيه الإنسان صادقاً مع نفسه ومع الآخرين، طيباً في ذاته، بريئاً في معاملاته، مفيداً لمن حوله، وكثير من الصالحين، ومنهم نبينا الكريم محمد (ص) أوذوا وعانوا ممن حولهم ومع ذلك فقد كانوا في قمة السعادة لأنَّهم لم يكونوا يحملوا في نفوسهم إلّا الخير.
إذن عليك أن تعيدي ترتيب أفكارك ومشاعرك لتكون منسجمة مع الحق والخير، لتمتلأي رضا وسعادة، لا أن تطلبي السعادة من الآخرين، والذين يفكرون- عادة – في أنفسهم ومصالحهم قبل أن يفكروا في مصلحتك.
ولا تقس نفسك بأحد، فلكل حظّه من الحياة، وقد تحمل لك الأيّام الخير الكثير، وقد يكون حظك أوفر من غيرك، فلا تدع الغيرة والحسد يحرقان روحك ويخربان حياتك.
قال تعالى: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (طه/ 131).
عش الهناء في داخلك، من خلال الطاعة والعبادة وقراءة الكتاب الكريم والدعاء، ومن خلال قضاء أوقات مريحة ومسلية في المطالعة والرياضة ومشاهدة البرامج المفيدة وزيارة الأقارب والمشي والتسوق، وحاول أن يكون لك عالمك الخاص المريح... واحمل لجميع الناس الحب واطلب لهم الخير، وستجد روحك تشع ونفسك تشرق أملاً وحباً، وستجد الآخرين أيضاً يحبونك ويحترمونك.
فالجمال الحقيقي هو جمال الروح، لا الجسد، وهذا الجمال يعمر ويزدهر بحب الخير والعمل الصالح، والأخلاق الحسنة.
ومن الله التوفيق.

ارسال التعليق

Top