علي الحسيني
تخرجت ندى هذا العام من الثانوية العامة بنسبة منخفضة، فكان مصيرها المؤكد الدوران في حلقة البيت المفرغة التي تقول عنها دوماً، "أكل ومرعى وقلة صنعة!" ورأت أن ابنة خالتها بدور برغم انشغالها بالدراسة فهي مشغولة بعالم آخر.
تراها متسمرة لساعات أمام جهاز الكمبيوتر أقنعتها بدور بأن تأخذ دورة حاسب وإنترنت لتستفيد من وقتها، وكان الجهاز بين يديها ذهلت لذلك البحر الزاخر الإنترنت وكان ميلها الشديد للخواطر والشعر دافعاً للإبحار في منتديات الشعر الكثيرة على الشبكة التي سجلت في أكثر من واحد منها، وعرفت الكثير، واستفادت وكونت علاقات رائعة ومميزة وجاءت لي لتقول: (الإنترنت نافذة رائعة فتحت لي آفاقاً وجعلت مني إنسانة تمتلك أدوات جديدة ومميزة أصبحت معروفة في المنتديات ارتقي بأسلوبي وبدأت بالنشر فكان أن تحقق حلمي!).
هذه مشاعل تخرجت من قسم المكتبات لتبقى البيت بلا وظيفة فكان النت نافذتها للعالم تقبع خلف جهازها ساعات طويلة يوم أن كانت طالبة لم تتفرغ له كثيراً ولكن نافذة جديدة، بدت لمشاعل أخذتها بعيداً لقد بدأت الدخول إلى غرف الشات. والدردشة، كمستمعة أولاً ثمّ أعجبها الوضع كثيراً حتى أصبحت كما تقول عن نفسها مدمنة شات! عرفت كل من فيه، كونت أصدقاء وأعداء كثيرين كان عالماً جديداً واسعاً تتكاثف. فيه عشرات الشخصيات الوهمية وأكدت لي أنها لشد ما مرّ بها من مواقف قد أقسمت أن تتركه بلا رجعة! ولكنها تعود دون تفكير وكانت أكثر تجاربها مرارة انخداعها بصديقة تعرفت عليها في الشاب أضافتها في الماسنجر فعرفتا الكثير عن بعضهما الأسماء الحقيقية أماكن السكن الدراسة وحتى مقاسات الملابس.! وتصر الصديقة على مشاعل أن تهاتفها وبعد إلحاح اتصلت بها لتفاجأ أن صديقتها شاب.
- عالم الإنترنت:
بحر النت كبير وعظيم ومتنوع ولا حدود له، قد يصاب المستخدم لأوّل مرة بدهشة وانبهار وأيضاً بضياع في هذا العالم.
يا ترى فتياتنا كيف يتصرفن في هذه الشبكة إلى أي بحر أو نهر يجدفن وفي أي عيون النت يغرقن.
ومن أجل أن نعرف كيف هي اتجاهات الفتيات في استخدام الشبكة العنكبوتية أجرينا هذا الاستطلاع.
- جاذبية النت:
كأن أول سؤال ما الذي يجذبك لعالم الإنترنت؟!
الجواب:
هي نافذتي على عوالم أدبية وتجارب كتابية غير تقليدية غير تلك المملة والرتيبة التي تروج لها الصحافة كما التقيت فيها أقلاماً ذات أطروحات جيدة وعميقة لم أسمع بها من قبل وأيضاً من خلالها استطعت الوصول إلى الجمهور الأقرب هذا رأي (سوسن) ورأي الأخريات غيرها ولهذا احتلت المنتديات المركز الأوّل بمعدل 68% باجتذابه للفتيات وهذا دلالة على أنّ المنتديات أدت غايتها وأشبعت حاجات أساسية لدى الفتيات وكما وصفها البعض بأنّها مجال للإبحار والبحث عن الحقيقة وأيضاً التميز.
بينما جاءت المواقع الشخصية بالمرتبة االثانية حيث كانت النسبة 24% لتجددها وتنوعها المتميز الذي هو سبب جاذبيتها والبعض يرين بأنها سبب لإثراء الثقافة كما ذكرت ذلك (مايا).
أما الشات فالمفاجأة بأن اجتذابه للفتيات لم يتجاوز 8% وذلك لأنّه يبقى مجرد وسيلة ترفيه كما تصرح بهذا الأغلبية في الاستبانة ولا يتعدى توسعة صدر كما تقول (أمجاد).
بينما بعضهنّ همسن بأنّه تجمع لأشخاص تافهين!
- إثبات الشخصية:
وعندما سألناهنّ عن الوسيلة الأفضل لإثبات الشخصية وبث الهموم؟ 52% هذه النسبة كانت من نصيب الماسنجر وذلك بأنّ الماسنجر وسيلة جيِّدة لبث الهموم لأن يكتسب شخصية حميمة كما عبرت الفتيات وأيضاً هو يمتلك خصوصية أكثر وانطلاقاً بحرِّية دون تقيد أو اضطرار للإفصاح عن الهوية الحقيقية.
أما المنتديات فتأتي بالمرتبة الثانية بنسبة قدرها 44% لإعطاء المنتديات جواً جيِّداً لإثبات الشخصية والتمرس على الكتابة والانطلاق بدون الخوف من عين النقد.
وندى وغيرها يجدن سعادة يتجاوب الناس مع ما يكتبنه وكالعادة الشات يأتي في آخر القائمة بنسبة 4% وتتساءل حياة هل فعلياً الشات وسيلة جيِّدة لإثبات الشخصية وبث الهموم، النسبة كفيلة بالتحدث بدلاً عنها.
- الأسماء المستعارة:
هل تدل الأسماء المستعارة على شخصية حقيقية؟
بلغ عدد المؤيدات لذلك 32% وعللن اختيارهنّ بأنّ الأسماء ما هي إلا رموز لشخصية يعكسها الرمز، أو قد يخفي الاسم ليرى مدى النجاح الذي قد يحققه ومن ثمّ قد يفصح عن شخصيته كما ترى (هياتم).
إلا أنّ التأييد الأكبر كان بأنّها تدل على شيء يتمناه الشخص في الحقيقة بمعدل 38%، ونتيجة لعدم قدرة بلغت نسبة البعض على تحقيق ما يتمناه في شخصه جعله على الأقل رمزاً له.
أمّا 23% تقول بأنّها لا تدل على شيء. بمعنى أنّها مجرد رمز، أما البقية بنسبة 7% يرين بأنّ الاسم المستعار قد يدل على عكس الشخصية الحقيقية ربما قد يكون للإيقاع بالغير كما ذكر في أحد الاستبانات.
المصدر: كتاب الشيطان الالكتروني
ارسال التعليق