• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أكره أم زوجي!

أسرة البلاغ

أكره أم زوجي!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي أني أكره أم زوجي، لا تفهموني خطئاً فإني أحترمها ولكنها دائماً ما تحرجني أمام الناس وتتلفظ بكلام جارح. هي قاسية وجافة وحساسة بالنسبة لما يتعلق بها فقط ولا يهتم بمشاعر الآخرين، فلا أستطيع أن أتحاور معها في أي شيء لأنها تفهم الموضوع بالمعكوس وتسيء لي كثيراً ومشكلتي أن أصمت وأحاول أن أبتلع دموعي حتى لا أبكي أمامها. حاولت أن أبادر كثيراً لاحسن العلاقة لأني أعيش معهم ولكن حياتي أصبحت جحيماً لأني بت أخاف منها وأخاف أن أفتح معها أي حوار ومع ذلك لا تنفك تلقي بكلامها الجارح لي وهذا يؤثر بالسلب على علاقتي بزوجي الذي بت أنفر منه لأني لا أستطيع أن أشكو أمه له، وفي الوقت نفسه أبتلع حزني فأصبحت عصبية وأفكر كثيراً في طلب الطلاق لأني لا أستطيع طلب العيش في منزل منفصل عن منزلهم بسببها، فهي ذات شخصية متسلطة على الجميع حتى زوجها، تحب أن تتحكم في الجميع وبعد كل قنبلة ترميها علي تقول لي لا تخبري أمك بذلك وأعلم بأني لو أخبرت أمي لما انتهت المشاكل لأن أمي لن تسكت وهي أيضاً تحب الشجار مع الجميع، فما هو الحل؟


الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
من الواضح تماماً أن ليس أمامك في الوقت الحاضر من طريق سوى الصبر والتعامل بحكمة حتى يفرّج الله عنك وتجدي لأمرك مخرجاً. فإن كثيراً من المصاعب والمتاعب يحلّها الزمن بمروره، إذ يتغير الأشخاص وتتغير الظروف والامكانات، ولسان حالك لسان حال نبي الله يعقوب (ع)، وهو يقول، كما في القرآن: (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) سورة يوسف/ 15.
إلا أن ببعض التدبير تستطيعين ـ أيها الأخت الكريمة ـ أن تغيري بعض الأمور تدريجياً بحيث تتغير الأحوال باذن الله نحو أحسن حال، منها:
أولاً: حاولي قدر الامكان تجنب الاحتكاك بها، بتنظيم أوقاتك، بحيث تكونين في انشغال منظم عندما تكونين معها، وفي شُغل عنها عندما تكونين لمفردك.. حاولي تدريجياً أن تزيدي من فترة بقائك في حجرتك، قدّمي موعد العشاء لتذهبي إلى النوم مبكراً وتنفردي بذلك مع زوجك، ومن ثم كلمها سنحت لك فرصة الاختلاء بنفسك فاستفيدي منها، اشغلي لنفسك مثلاً بحرفة ما، كالخياطة أو التطريز، أو الرسم.. وغيره.
ثانياً: اعملي على تقوية علاقتك بزوجك، والنساء يعرفن كيف يملكن قلوب الأزواج، عامليه بلطف واحترام وقوِّ فيه الإحساس بالرجولة والتصرف بمسؤولية، زيدي من احترامه أمام عائلته حتى يهابونه ويصلك بذلك قسطاً من الاحترام. هيأي له أجواء داخلية دافئة وكوني صديقته ورفيقته اضافة إلى زوجته وستجدينه ينشدّ إليك ويطلب ودّك ويحميك عند التعرض لأخرى.
ثالثاً: حاولي أن تستقلي بأعمالك تدريجياً، شيئاً فشيئاً، بأن تتدبرين أمورك وأمور زوجك بنفسك، ولكن لا تستعجلي فإن ذلك يحتاج زمناً.. قليلاً قليلاً تدبري أمورك، اشتر حاجياتك وتابعي بعض متطلبات الأسرة بنفسك، حتى يتعودوا عليها ويقل تدخل الآخرين في أمورك، ويشعروا بأنك بت راشدة وقديرة.
في الأثر: (ثلثا الحلم التغافل) والتغافل هو أن تتعاملي مع الأمر وكأنك لم تريه ولم تسمعي الكلام، فإذا ما نطقت بكلام يؤذيك، حاولي تغيير مجرى الكلام بسؤالها عن أمر آخر، وإذا لم ينفع، اشغلي نفسك بأمر آخر حتى تجد هي أنك منصرفة عن كلامها فتسكت.
ولكن الصمت ليس دائماً بحكمة، فإذا ما وجهت إليه تهمة زائفة أو نسب إليك كلاماً كذباً فدافعي عن نفسك بايضاح الموقف ولكن بلباقة وهدوء، كأنك تريدين إفادتهم لا أنك تردين عليها فتزداد غضباً. وحاولي أن تشعريها بأنك ترجعين إليها بالمشورة. اسأليها عن تجاربها الماضية وخبرتها في الحياة وكيف تدبرت أمورها وربت أبنائها، وستجدين أنها تبحث عن ذلك، فتزداد عنك رضا وتقترب إليك.
رابعاً: بشكل عام ظهري الاحترام لأم زوجك إكراماً له، وفي المثل: (ألف عين من أجل عين تكرم) واطمئني بأنك تؤجرين على صبرك، وستنفرج الأمور.
خامساً: لابد أن تهتمين بصحتك وسلامتك النفسية والجسدية، لأن ذلك يزيد من تحملك وصبرك، ويجعلك تتصرفين بلياقة وتتعاملين مع الآخرين بثقة أكثر، وتفرضين نفسك بها عليهن فلابد أن يحترمونك.
اهتمي بالتغذية وبالرياضة، وحاولي أن تجدي لنفسك فسحة خارج البيت بالتسوق و الذهاب إلى التنزه، واحرصي أن يكون ذلك برفقة زوجك لتقوى العلاقة والاطمئنان بينكما، وإذا لم يكن لديه وقت فاذهبي برفقة قريبة من العائلة، كي لا تثار الشبهات حولك.
سادساً: الجأي إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، فإن ذلك يسكّن النفوس كما قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب). واجعلي أنيسك رب العزة، وهو (نعم المولى ونعم الوكيل).
على أي حال، فليست تجربتك فريدة، وقد مرّ ويمر بها كثير من الأزواج، ولكن الأيام تمر، و(إن مع العسر يسراً) و(مَن صبر ظفر) واعلمي أنك تؤجرين بصبرك، وثقي بأن الله سيغير الأمور وتحسين بالراحة والسعادة، في مستقبل الأيام، فإن أكثر الأزواج يبدأون حياتهم ـ بسبب الأوضاع الاقتصادية ـ مع أهاليهم ثم مع تقدم الأيام يستقلون عندما تتحسن أوضاعهم. فساعدي زوجك وشجّعيه لكي يعمل بجد حتى يرزقكم الله بيتاً تنعمون فيه أنتم وأولادكم بالسعادة والهناء.. إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات

  • هدى محمد

    إن حياتك الأسرية هي حياتك أنتي و زوجك و ليست هي حياة أمه أو أمك أو أي شخص آخر. حتى وإن كانت أمه متسلطة على الجميع.

ارسال التعليق

Top