• ٢٧ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٥ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الحج حركة جامعة للعبادات

الحج حركة جامعة للعبادات
◄عندما ننطلق – أيها الأحبّة – إلى الحج، وهو عبادة، نرى أنّه حركة تجمع كل العبادات، فهو حركة صوم من نوع آخر فيما يحرم على المحرم أن يمارسه وهو حركة هجرة إلى الله سبحانه وتعالى عبّر عنها إبراهيم (ع): (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي) (العنكبوت/ 26)، وهو وقفة تأمّل تعيش فيها مع ربّك فلا شغل لك في "عرفات"، ليس بالمعنى الإسلامي للشغل، وليس هناك أي شغل في "المشعر"، بالمعنى الإلزامي للشغل، وليس هناك أي شغل في المبيت في "منى" بالمعنى الإلزامي للشغل، بل قف في عرفات وعش مع ربّك، وقف في المشعر وادع ربّك (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (البقرة/ 200-201)، اجلس مع ربّك، فكِّر وتأمّل وازدد معرفة به وازدد قرباً منه، وهكذا عندما تبيت في منى فإنك لا تبيت نائماً عابثاً لاهياً بل تقوم بحساب كل ما تقوم به، وأن تعرف كيف تحتفظ بعلاقتك مع ربك الذي عبدته في هذا لتستقبل حجاً جديداً إلى ربّك في كل حياتك، فلقد حججت إلى بيته وطفت في بيته ليعطيك الطواف معنى طوافك في الحياة في الموقع الذي يرتبط بالله ولا تطف ببيوت الظالمين والمستكبرين والمنحرفين والفاسقين، فهو – أي الطواف – رمز لكل حركتك فيمن تتحرك حوله، وهكذا عندما تسعى فإنّ سعيك هو أن تكون حياتك صفاً ومروة في كل مواقعك بحيث تبدأ بالصفا قربة إلى الله وتنتهي بالمروة قربة إلى الله، لتكن كل بداياتك قربة إلى الله.►   المصدر: كتاب الندوة (4)

ارسال التعليق

Top