• ٢٥ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

تربية مكارم الأخلاق في نفوسنا

تربية مكارم الأخلاق في نفوسنا
◄إنّ من أهم الطرق لتربية النفس والسير والسلوك ونيل مقام القرب، تربية الفضائل ومكارم الأخلاق في نفوسنا، وللفضائل الأخلاقية آثار جليلة في الدنيا والآخرة ولذا أكّدت عليها الآيات والروايات، وقد ورد عن رسول الله (ص): "ما يوضع في ميزان امرئٍ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق".

وقد ورد عنه (ص): "إنّ أحبَّكم إليّ وأقربكم مني يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً وأشدكم تواضعاً".

سُئل الصادق (ع): ما هو حدّ حسن الخلق؟

قال (ع): "تلين جانبك، وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن".

إنّ الأخلاق الحسنة كثيرة وعديدة، وينبغي للسالك أن يهتم بها كلّها لأنّ لكلّ منها أثره وثماره وعدم الاهتمام بها سيؤدي إلى الحرمان من فوائدها، وسنبين بعض تلك الأمور الأخلاقية التي تعد ضرورية في حياتنا الاجتماعية:

1-  لين الجانب: إنّ هذه الصفة عظيمة، وهي تعبّر عن وصول الرحمة إلى قلب الإنسان، وقد وصف الله تعالى بها رسوله الكريم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران/159).

2-  الكلام الطيِّب: إنّ الكلام اللطيف مع الآخرين هو من مكارم الأخلاق، حتى أنّ الروايات قد فسّرت حسن الخلق به.

3-  إدخال السرور على المؤمن: وهو من الأهمية بحيث أنّ أهل البيت (عليهم السلام) قرنوا بين إدخال السرور على قلب المؤمن وبين سرورهم، فعن الإمام الصادق (ع): "لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سروراً أنّه أدخله عليه فقط بل والله علينا، بل والله على رسول الله (ص).

ومن أروع ما نجده في هذا المجال وصية الإمام الصادق (ع) للنجاشي حيث يقول فيها: "يا عبد الله إياك أن تخيف مؤمناً فإنّ أبي حدّثني عن أبيه عن جده من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله"، يا عبد الله وحدّثني أبي عن آبائه عن عليّ (ع) عن النبيّ (ص) قال: "نزل جبرئيل (ع)، فقال: من أدخل على أخيه المؤمن سروراً فقد أدخل على أهل بيت نبيّه (ص) سروراً، ومَن أدخل على أهل بيته سروراً فقد أدخل على رسول الله (ص) سروراً، ومَن أدخل على رسول الله (ص) سروراً فقد سرّ الله، ومن سرَّ الله فحقيق على الله أن يدخله مدخله...".

4-  قضاء حاجة المؤمن: وقدوصفتها الروايات بالرحمة وأنها تفرّج الهم يوم القيامة وتيسّر الحوائج في الدنيا، وعن الصادق (ع): "إنّ العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عزّ وجلّ به ملكين، واحداً عن يمينه وآخر عن شماله يستغفران له ربه ويدعوان بقضاء حاجته..".

وعنه (ع): "أيما مؤمن قصده أخوه في حاجة، أو مستجيراً به في بعض أحواله فلم يعنه ولم يجره وهو يقدر على ذلك فقد قطع ولاية الله، وأيما مؤمن منع مؤمناً شيئاً مما يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله يوم القيامة مسوداً وجهه، مزرقة عيناه، مغلولة يداه إلى عنقه، ويقال له: هذا الخائن الذي خان الله ورسوله، ثمّ يؤمر به إلى النار".

5-  الرفق والمداراة: وقد وردت الروايات في الحثّ عليها، فعن رسول الله (ص): "مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش".

وعنه (ص): "رأس العقل بعد الإيمان بالله عزّ وجلّ التحبب إلى الناس".

وعن الصادق (ع): "جاء جبرئيل (ع) إلى النبيّ (ص) فقال: يا محمّد ربك يقرئك السلام ويقول لك: دار خلقي".

وعن أمير المؤمنين (ع): "إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء".

وعنه (ع): "دار الناس تستمتع بإخائهم، وألقهم بالبشر تمت أضغانهم".

6-  الصفح عن الآخرين: وهو من أعظم المكارم، فقد خاطب الإمام الصادق (ع) أحد أصحابه بقوله: "ألا أحدّثك بمكارم الأخلاق؟: الصفح عن الناس، ومواساة الرجل أخاه في ماله، وذكر الله كثيراً".►

ارسال التعليق

Top