اكتشف باحثون كنديون تقنية جديدة للتشخيص تمكن الأطباء من الكشف عن مرض الزهايمر في مراحله الباكرة..
مرض الزهايمر هو مرض عصبي تنكسي يسبب تراجعاً تدريجياً وغير عكوس في الوظائف الدماغية، وهو يصيب بشكل عام، الأشخاص ابتداءً من عمر 65 عاماً ويترافق معه حدوث مجموعة من الأمراض المؤلمة أهمها فقدان الذاكرة.. وفي أوروبا، يعاني أكثر من خمسة ملايين فرد من هذا المرض، يتوقع أن يتضاعف هذا العدد خلال العشرين عاماً المقبلة.. وفي الوقت الحالي، لا يوجد دواء من شأنه أن يعالج هذا المرض، ولكن هناك أدوية قادرة على إيقاف تطوره.
كذلك ولسوء الحظ، ليس هناك فحوصات طبية تؤكد وجود هذا المرض، وقد يكون التشريح المرضي للدماغ، بعد الموت، وحده الذي يسمح بتشخيص مؤكد، فالأطباء يستندون إلى مجموعة من الأعراض من أجل اقتفاء أثره، وغالباً ما يؤدي هذا الوضع إلى تأخر التشخيص.. إلا أن باحثين في جامعة مغيل (Mc Gill) بكندا اكتشفوا في أواخر العام المنصرم تقنية جديدة تبسط إلى حد كبير الكشف عن هذا المرض.
استخدم أولئك الباحثون تقنية جديدة ذات أعراض جانبية طفيفة، تدعى (بيو سبيكتروسكوبي) أي (التحليل الطيفي الضوئي الحيوي) هدفها التعرف على التغيرات التي تصيب بلاسما الدم (المصورة) لدى المرضى المصابين بمرض الزهايمر.. ويمكن اكتشاف تلك التغيرات الدموية في مرحلة مبكرة جدّاً فور حدوثها، أي المراحل ما قبل السريرية للمرض.
والبيوسبيكتروسكوبي هو المكافئ الطبي للسبيكتروسكوبي، علم الكشف عن تركيب المواد، الذي يستخدم الضوء أو أشكالاً أخرى من الطاقة قريبة من الأمواج تحت الحمراء، تعكس الضوء على أطوال لأمواج نوعية قابلة للكشف عنها.
أثناء هذه الدراسة، طبق الباحثون ضوءاً قريباً من الأشعة تحت الحمراء على عيّنات من خلايا الدم مأخوذة من مرضى يعانون من اختلال عقلي في مراحله المبكرة ومن تراجع إدراكي طفيف، أي في حالة وسطى بين الاختلال والإدراك الطبيعي، وعلى أشخاص مسنين ولكنهم في صحة جيِّدة، وُضعوا تحت المراقبة.. وعن طريق استخدام هذه التقنية، تمكّن الباحثون من التفريق بين حالات الزهايمر وبين الحالات ذات الصحة الجيِّدة بحساسية بلغت (80%).
هذا وقم تم اختبار عدد كبير من الأشخاص المصابين بتراجع خفيف في الإدراك ضمن مجموعة كبيرة من مرضى الزهايمر فكان الاختبار إيجابياً، مما يعني أنّ الاختبار إيجابياً، مما يعني أنّ الاختبار قادرٌ على الكشف عن المرض حتى قبل أن تبلغ أعراضه المعايير السريرية الواضحة للاختلال العقلي.
منذ عقود عديدة يحاول الباحثون إيجاد مؤشر حيوي بأدنى قدر من الأعراض الجانبية هدفه التفريق بين الشيخوخة الطبيعية وبين حالات أخرى عصبية تنكسية.. وهذه النتائج الابتدائية، التي تتطلب مزيداً من التأكيد، تمهّد الطريق لاختبار دموي من أجل تقفي آثار هذا المرض.
المصدر: مجلة طبيبك/ العدد 624 لسنة 2010
ارسال التعليق